بعثة أممية إلى اليمن لتجنب هجوم للتحالف العربي على ميناء الحديدة

2018-06-12 - 4:42 م

مرآة البحرين (أ ف ب): قرر مجلس الأمن الدولي الاثنين إرسال بعثة إلى اليمن برئاسة مبعوث الأمم المتحدة إلى هذا البلد في مسعى لمنع شن هجوم للتحالف الذي تقوده السعودية على ميناء الحديدة الذي يعتبر شريانا للمساعدات الإنسانية.

والتقى المجلس في اجتماع مغلق للاستماع إلى تقرير المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه للإبقاء على الميناء الحيوي مفتوحا أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش إن غريفيث يجري "مفاوضات مكثفة" بشأن مصير الميناء.

وصرح للصحافيين "آمل أن نجد سبيلا لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة".

وبعد انتهاء الاجتماع، دعا السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن في حزيران/يونيو، إلى تخفيف التوتر، مشددا على أن المجلس يتابع "من كثب" التطورات الأخيرة.

وقال للصحافيين "نأمل أن تسفر جهود المبعوث الخاص عن نتائج إيجابية. سنترك الأمر بين يديه في الوقت الراهن".

وكانت بريطانيا طلبت إجراء محادثات عاجلة بعدما أبلغت وكالات المساعدة في منطقة الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون باحتمال شن قوات الإمارات هجوما وشيكا على الميناء. وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 250 ألف شخص سيتعرضون للخطر إذا نفذ التحالف هجوما شاملا للسيطرة على الميناء الذي يعتبر نقطة العبور الرئيسية للإمدادات التجارية والمساعدات إلى اليمن.

وخلال الاجتماع المغلق، أطلع غريفيث أعضاء المجلس عبر الفيديو على الوضع مع مدير المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوفكوك.

وقال لوفكوك للمجلس إن أي هجوم على الحديدة سيكون "كارثيا"، معربا عن تصميم وكالات الأمم المتحدة على "البقاء والعمل" في اليمن.

وأوضح أن 90 بالمئة من غذاء اليمن يعتمد على الواردات، وأن 70 بالمئة من تلك الواردات تأتي عبر ميناء الحديدة.

ويقول التحالف العسكري العربي إن الحوثيين يستخدمون الميناء الواقع على البحر الأحمر لتهريب الأسلحة. وقال التحالف الأسبوع الماضي إن القوات اليمنية تقدّمت إلى حدود تسعة كيلومترات من الحديدة.

من جهتها، أبلغت وزارة الخارجية الأميركية دولة الإمارات الإثنين ضرورة استمرار تدفق المساعدات عبر ميناء الحديدة في اليمن وسط تقارير بأن القوات الإماراتية تخطط للسيطرة على المرفأ من الحوثيين.

لكن بيان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لم يصل إلى حد تحذير التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من السيطرة على المدينة.

إلا أنه حضّهما على دعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة. وكانت منسقة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة في اليمن اعتبرت أن هجوما كهذا سيكون "كارثيا".

وقال بومبيو "لقد تحدثتُ مع القادة الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في مراعاة هواجسهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية الضرورية".

ومن المقرر أن يقدم غريفيث أمام المجلس الإثنين خطة سلام لليمن، ولكنه شدد على أن أي عمل عسكري يمكن أن يعوق جهوده.

وبشكل منفصل، وجهت 11 منظمة إنسانية خطابا منفصلا لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مطالبين منه تحذير التحالف من أنها ستخسر دعم بريطانيا إذا هاجمت الحديدة.

وكتبوا "إذا حدث هجوم، سيقع عدد كبير من الضحايا على كافة الجهات مع تأثير كارثي على الأرجح على السكان المدنيين".

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 600 ألف مدني يعيشون في الحديدة والمناطق المجاورة.

ومنذ سنوات، يشهد اليمن نزاعا بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا والحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014.

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي في اليمن إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفا في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus