المتهم في قضية ’تحالف الجمهورية’ محمد علي رضي يروي للمحكمة وقائع تعذيبه

2012-06-30 - 11:36 ص


مرآة البحرين: في إفادته أمام محكمة الاستئناف العليا، روى المتهم في قضية "التحالف من أجل الجمهورية" محمد علي رضي إسماعيل واقعة اعتقاله وما تعرض له خلال الإعتقال في السجن من إهانات وتعذيب نفسي وجسدي وحبس إنفرادي وتحرش جنسي وحرمان من العبادة، مؤكدا أن المحكمة العسكرية "استندت في ادانتي إلى الاعترافات الباطلة التي انتزعت مني بالقهر والتهديد والتعذيب". واشار اسماعيل إلى أن سبب استهدافه هو مشاطرته أبناء بلده التطلع إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.
 
وفيما يلي الإفادة الكاملة لإسماعيل عن وقائع تعذيبه:

1- تعصيب العينين وتكبيل اليدين: لقد عصبت عيناي وكبلت يداي في القلعة قرابةَ أسبوعين بشكل متواصل وعلى مدار الساعة، ولم ترفع العصابة ولا القيود إلا في بعض الفترات في دورة المياة ولمدة لا تزيد عن ثلاث دقائق، فكانت الصلاة بالعصابة والقيود، بل حتى من أجل الصلاة لم ترفع العصابة عن والوجة للوضوء مما إضطرني لإعادة الصلاة كلها فيما بعد، وكذلك اثناء الوجبات لم ترفع العصابة ولا القيود، وحتى أثناء التحقيق الذي كان يجري مع اقسى وجبات سوء المعاملة والتعذيب كان مع تعصيب العينين وتكبيل اليدين، وكانت عصابة العين مضغوطة بشدة وكذلك القيود كانت مضغوطة مما زاد من معاناتي وأثر عليّ وجرح اذني ويدي وكنت أتألم لأي حركة، ولم ترفع القيود والعصابة إلا بعد قرابة الاسبوعين حين وضعت في الحوض الجاف.
 
2- الوقوف الطويل: لقد مارسوا معي هذا الاسلوب منذ بداية التوقيف وكان يستمر لساعات طويلة ويجعلني أعاني آلاماً شديدة في الرجلين وأسفل الظهر على الخصوص، وكلما حاولت أن اميل لجانب لأُريح الجانب الآخر أو طلبت الجلوس قليلاً للإستراحة يأتيني الضرب من حيث لا أدري، في كثير من الأحيان يصاحب الوقوف أمر رفع اليدين إلى الأعلى فيتضاعف الألم وأصاب بالاعياء الشديد عندها يسمح لي بالجلوس قليلاً لاعاود الوقوف من جديد، وهكذا يستمر الحال.
 
3- الحرمان من النوم: لقد حرمت من النوم طوال وجودي في القلعة فلا يسمح لي بالجلوس أو الاستلقاء الا فترات قليلة، وأثناء هذه الفترات أنا لست في مأمن، إذ كانت تأتيني الضربة أو الرفسة دون سابق إنذار، هذا كان حالي في طوال ايام الاعتقال ماسبب لي قلقاً وحالة من الترقب للضرب الأمر الذي ضاعف ارهاقي نفسياً وجسدياً.
 
4- الحرمان من دورة المياة: لم يكن يسمح لي بالذهاب إلى دورة المياة إلا بعد مضي ساعات متباعدة وكنت في كثير من الحالات اتألم وفي حالة ملحة للحمام، ولكن لا مجيب، وإذا اخدت إلى دورة المياة أؤخذ بطريقة مذلة فمرة يضع أحدهم الهوز من زرائي ويدفع بي نحو الحمام، ومرة يطلب مني أن امسك شيئاً، فإذا أمسكته وجدته الهوز الذي اعذب به، فيقول لي ماهذا؟ فأقول هوزاً فيأتيني الضرب. ويقول لي أنه: ويذكر العضو التناسلي للرجل. ويعيد عليّ السؤال ثانيةً فأقول هوزاً. فيضربني ويستمر الحال حتى اجبر على قول الكلمة البذيئة التي يتلفظ بها وإلا لا مجال للذهاب لدورة المياة. وفي دورة المياه أُهدد: لا تغلق الباب، ودقيقتين فقط مما جعلني أقلل من شرب الماء ولا أكل من الطعام إلا مقداراً قليلاً تفادياً لهذا الاذلال، ولم يسمح لي بالسباحة الابعد اليوم العاشر.
 
5- الحرمان من العبادة: لقد حرمت من أداء الصلاة في القلعة وهي عمود الدين فلم ترفع عن عيني العصابة لأتوضأ للصلاة ماجعلني أعيش حالة من الضيق النفسي الشديد، وذات يوم كنت اصلي بوضوء غير مستوفٍ فجاءت رفسة قوية جداً وأنا في حالة الركوع فرمتني على الارض وقد تألمت كثيراً وهذا موقف لايكاد يفارقني.
 
6- السب والشتم وتوجيه الإهانات: فمن فترة الإعتقال وطوال فترة التوقيف لم أكن اسمع سوى لسب والشتم والاهانة والكلام البذيئ وقد سبق أن ذكرت بعض تلك الألفاظ وأعف عن تكرارها.

7- إهانة المعتقد والمذهب: من أشد الأذى الذي كنت أُعانية التعرض للمذهب والائمة الطيبين الأطاهرين مثل “يا ابن المتعه، انتم كفار، طز فيك وفي مذهبك، طز فيك وفي أئمتك”، كما تم التعرض للمراجع وعلماء البلد بالإهانة.
 
8- التهديد بهتك العرض: لقد أكثروا في الإساءة إلى عرضي ولم يوفروا كلمة سيئة في هذا المجال الا قالوها مرة بعد مرة، “يا ابن القحبة، انت ابن متعه”، يعني ابن زنا، وبين حين وآخر يقول أحدهم “انا اريد التمتع ببناتك”، وفي ذروة التعذيب وأثناء التحقيق كنت اهدد بجلب زوجتي وبناتي أنهم سيعتدون عليهم  أمامي، كل ذلك كان يقع عليّ كالصاعق وجعلني في حالة قلق مستمر على عائلتي ولم أهدأ إلا بعد أن سمح لي بالاتصال بأهلي لأول مرة بعد مضي أكثر من شهر على الاعتقال ولمدة دقيقتين لابلغهم بأني بصحة جيدة وإن سئلتُ عن مكاني اقول أني في نقطة أمنية فقط.
 
9- البصق على الوجه وفي داخل الفم: في سجن القلعة وإمعاناً في اهانتي وإذلالي ومع توجيه السباب والكلام البذيئ والتعدي على العرض والمذهب أمروني في أكثر من مرة أن افتح فمي ويبصق أحدهم بداخلهِ، وعند محاولة إخراج ذلك الوسخ ضربوني وأجبروني على بلعه ثم يأتيني البصق على الوجه ويجبروني على أن امسح ذلك الوسخ بيدي وأضعه في فمي، كرر ذلك أكثر من مرة وكنت أشعر بالتقيؤ والضيق النفسي الشديد.
 
10- الإرغام على تقبيل الأحذية: في سجن القرين واستكمالاً لمسلسل الاذلال والاهانة أجبروني في أكثر من مرة أن اقبل احذيتهم وأن اقول عن نفسي انا كلب اثناء ذلك وعند الامتناع ينهالون عليّ بالضرب ولا مفر من الاستجابة لهم.
 
11- الارغام على تقبيل الصور: لقد ارغمت مراراً على تقبيل صورة الملك ورئيس الوزراء والملك عبدالله التي الصقت على جدران الزنزانة ولم ترفع إلا قبل زيارة فريق بسيوني بأيام قلائل، حدث ذلك في سجن القرين.

12- الضرب: لقد بدأ الضرب مع بداية الاعتقال بقبضات اليد وبالأكف وبالرجلين وبالهوز وكنت اتعرض للضرب بصورة مستمرة وفي جميع أنحاء جسمي،ويشتد اضرب بالهوز في فترات التحقيق، حيث ارمى على الأرض ويجلس أحدهم على ظهري وآخر على فخدي وأرفع قدمي أو تُرفع فأضرب بالهوز بقوة ضرباً متتالياً يشترك فيه مجموعة معذبين حتى تتورم قدماي وأنا اتلوى ألماً وأصرخ دون شعور مني عندما يوقفوني ويمشوني قليلاُ ثم أُعاد من جديد لعملية الضرب ولا أُترك إلا بعد أن اُقر بما يريدون.
 
13-الحبس الإنفرادي: لقد وضعت في الحبس الإنفرادي في سجن القرين لمدة شهرين تقريباً حيث اسمتر مع كل جلسات التداول في المحكمة العسكرية ولم أخرج من الإنفرادي إلا قبل جلسة إصدار حكم المحكمة الابتدائية بأيام قلائل. فقد خرجت من الانفرادي بتاريخ 10/6/2011، وكانت جلسة النطق بالحكم في المحكمة العسكرية الابتدائية بتاريخ 22/6/2011م.
 
14- صب الماء البارد: لقد عُذبت في سجن القرين بسكب الماء البارد على جسمي من أعلى الرأس، طبعاً ذلك مع السب والشتم وكنت اصفع بالماء على وجهي وإمعاناً في إهانتي أمروني أن استلقي على الأرض وأمثل حركات السباحة في البرك وهم يسكبون الماء عليّ وهم يهزؤن ويضحكون، ثم أخذ أحدهم رأسي ومال به جانباً وأخذ الآخر يسكب الماء من أعلى بإتجاه أذني وقد آذاني هذ كثيراً ثم كرر ذلك مع اذني الأخرى، وقاموا بتوجيه التكييف نحوي مباشرة وأمروني أن أنام في الماء البارد من هواء المكيف، فكانت ليلة صعبة ومؤذية جداً اسطكت فيها اسناني كما شعرت بحرارة الإهانة والاذلال والتحقير، وفي الصباح جاء المعذبون الملثمون وواصلوا التعذيب فأمروني أن اقوم بتنشيف الزنزنة بالاسفنجة القذرة والوسادة الأشد قذارة والبطانية التي تنبعث منها روائح كريهة ثم أجبروني على أن انام على تلك الاسفنجة والوسادة والتلحف بتلك البطانية.
 
15- التحرش الجنسي: حدث ذلك في سجن القلعة وسجن القرين، فبين الحين والآخر يتم التحرش الجنسي بأسلوب وآخر، فتارة يقومون برفع السروال دون أن اشعر بذلك وكان يحدث ذلك بإستمرار لما كنت معصب العينين ويصاحب ذلك ألفاظ بذيئة يعف لساني عن ذكرها، وتارة يضعون الهوز في الاماكن الحساسة، وأحياناً ينزل السروال وإني لا استطيع ان أسترسل في هذا الموضوع لأن مجرد ذكره يخلق لي ألماً لا يزول لفترات طويلة، لذلك احاول أن انسى وأصرف النظر والتفكير عن تلك الصور السيئة والمهينة والحاطة بالكرامة.
 
16- الصعق بالكهرباء: إن من أشد ما مرّ عليّ من أصناف التعذيب الجسدي الصعق بالكهرباء والذي تعرضت له اثناء التحقيق بغية اخذ الاعترافات التي يريدونها، ان الصعقة الواحدة تجعلني اتلوى ألماً وقد استعملوه معي في مواقع مختلفة من جسمي لاسيمى المناطق الحساسة، وأنا معصوب العينين ومقيد اليدين، ومن شدة الألم احسست بجلدي يحترق وجسمي يتكهرب، وأشد ما كان يؤلمني حينما يعمدون إلى رفع يدي إلى الأعلى بالإستناد على رقبتي بستخدام آلة لا أعرفها ولشدة الألم الذي كان يصيبني منها اشعر برقبتي ستنكسر مع أي حركة وفي هذه الاثناء يعمدون إلى استخدام الصاعق الكهربائي  في الاماكن الحساسة حتى لا أقدر على المقاومة ولا أجد نفسي الا وأنا على الأرض من شدة الأعياء وفي هذه الفترات يحلو لهم اخذ الاعترافات التي يدردونها والتأكيد عليها، ويتم ذلك مع التهديد بالكلاب المسعورة، كما كان يهددني أحدهم على الدوام بأن يتبول في فمي إن امتنعت عن الإقرار بما يريدون. حدث ذلك في القلعة.
 
17- التوقيع بالقهر والإكراه: في القلعة واثناء وجبات التعذيب لاسيما الصعق الكهربائي والضرب بالهوز وأُجبرت على أن اوقع على افادة دون أن أراها فقد وضعوا القلم في يدي ورفعوا العصابة عن عيني وأمروني بالنظر إلى مكان محدد وقالوا “وقع هنا”، ولما طلبت أن أقرأ هددوني بالعودة إلى الكهرباء والتعذيب من جديد عندها وقعت بعد أن سلمت أمري إلى الله.
 
18- التعذيب بسماع سياط المُعذبين وبُكاء المُعذبين: إن سماع اصوات المعذبين وصرخاتهم وتهديداتهم وسبهم وكلامهم البذيئ للضحايا لا يتوقف، وأن اصوات السياط وهي تتلوى على أجساد الضحايا تعم الأجواء تكاد تخنقني، والصفعات التي يتلقونها كأنها تقع عليّ فيهتز لها بدني، وتهيج مشاعري، وترن في أذني تلك الآهات والتوجعات والأنات التي يصدرها الضحايا وهم تحت سياط المعذبين فيضاعف ذلك من ألمي، هذا حالي فطوال فترة الإعتقال إما أن أُعذب مباشرة أو أُعذب بأنين وبكاء الضحايا، والمعذِبون يتعمدون ذلك لعلمهم بالأثر الرهيب الذي تتركه في الموقوفين، فلن أنسى ولن يغيب عن ناظري ذلك المشهد المفجع الذي عايشته بأم عيني وتجرعت ألمه ومرارته ولازالت تراودني تفاصيله حيناً بعد آخر، إنه مشهد تعذيب وحشي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وقع للضحية الحاج أحمد المقابي الذي وضِعتُ مع لمدة يوم ونصف في الحوض الجاف وكان معنى شخص ثاني من البلاد القديم إذ جاء الملثمون تسبقهم اصواتهم المفزعة وصرخاتهم وتهديداتهم وتقريعهم الأبوتب بالأعقاب التي يحملونها محدثين بذلك رعباً وفزعاً قائلين: أحمد فز بسرعة، وسرعان ما وضعوا عليه العصابة وقيدوا أيديه ودفعوه خارج الزنزانة وغاب عنا ساعةً أو أكثر لكنه عاد لنا بصورةٍ يُرثى لها.
 
فهنا أرى المعذبين جاءوا به والقوه في الزنزانة فوقع مكانة لا يقوى على الحراك، في هيئةٍ غير طبيعيةِ تُنبئُ بتعرضه إلى تعذيب قاسي،فهو يبكي بحرقةٍ ويئن من الألم ويتوجع ولما حاولنا تهدئتهُ فشلنا في ذلك وأردنا إعانتهُ على الجلوس فأشار بِما يوحي “أتركوني”، وبقي على هذه الحال فترةً من الزمن وبعد أن هدأ قليلاً قال: لقد ذبحوني، قتلوني، ضربوني أشد ما يكون الضرب وركلوني بأقدامهم ثم نزعوا سروالي واستعملوا الكهرباء معي هنا وهو يشير إلى المناطق الحساسة وبقي فترةً مستلقياً على جانب لا يقوى على الجلوس، وبعد أكثر من ساعة جاء أحد الملثمين ورمى عليه سرواله وتوعدنا بما جرى عليه.
 
الرابط الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus