سعد محيو: الانتفاضة البحرينية دفعت الحرب الباردة بين السعودية وإيران إلى السطح

2012-07-01 - 7:22 ص


مرآة البحرين: اعتبر الكاتب اللبناني سعد محيو أن "الانتفاضة الشعبية في البحرين دفعت الحرب الباردة بين السعودية والبحرين إلى السطح" وأنها كانت "نقطة الصدام". وقال في مقال اليوم نشره على صفحته "انطلقت الثورة الشعبية في بلاد القرامطة مع غياب ملحوظ للشعارات الطائفية ومع تركيز على الإصلاحات الدستورية"، مستدركاً "لكن، حين أوحت بعض جهات في السلطات البحرينية أنها على وشك الرضوخ للعديد من مطالب المُنتفضين، على غرار ماحدث في تونس ومصر، تدخلت قوات درع الجزيرة  فتحوّلت الانتفاضة الشعبية بين ليلة وضحاها إلى عراك إقليمي علني وعنيف بين الرياض وطهران".

وأضاف محيو "قبل البحرين، كانت السعودية ترى أصابع إيرانية واضحة في الثورة الشعبية اليمنية، خاصة في أوساط الحوثيين، فتحرّكت للإمساك بمفاصل الوضع هناك لمنع التمدد الإيراني، عبر توثيق العلاقات المالية مع العديد من القبائل اليمنية ولعب دور الوسيط بين الرئيس السابق علي صالح والمعارضة".

وتابع في المقال الذي حمل عنوان "حرب باردة حقيقية في الخليج: لماذا المجابهة المفتوحة بين السعودية وإيران؟" والذي حاول أن يناقش فيه العلاقة ما بين اندلاع مايمكن أن يكون "حرباً باردة" بين السعودية وإيران على ضفاف الخليج، وبين الربيع الديموقراطي في الشرق الأوسط "إذا ماكانت إيران والسعودية تريان نفسيهما تردان على تهديدات خارجية، إلا أن العديد من المحلليين والدبلوماسيين، وأنصار الديموقراطية، يرون مشهداً أكثر تعقيدا. فهم يقولون أن تصعيد التوترات الإقليمية له دافع آخر لدى الطرفين: الخوف من الديموقراطية".

ورأى محيو "أن الخطوة الأهم التي اتخذها النظامان السعودي والإيراني معاً هو تغيير النقاش: من الحرية والثورات الديموقراطية، إلى الصدامات الإقليمية والصراعات الطائفية السنّية- الشيعية".

لكنه رغم ذلك قال "إن الصراع الإقليمي لن يوقف عجلة التغيير ولو أخّره بعض الوقت. فالقرار بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط والانتقال من مرحلة الاعتماد على استقرار الأنظمة السلطوية إلى الاعتماد على استقرار المجتمعات المدنية (عبر الديموقراطية وحكم القانون)، هو قرار دولي اتخذ على أعلى المستويات، وتشارك فيه ليس كل أو معظم الدول الكبرى وحسب، بل أيضاً قوى العولمة المتمثّلة في الشركات متعددة الجنسيات التي تريد ان ترى سوقاً شرق أوسطياُ واحداً له 750 مليون مستهلك".
 
وأضاف "هذا لايكون إلا بإعادة تنظيم المنطقة على أسس ديموقراطية وليبرالية جديدة".

وختم مقاله قائلاً "الحرب الباردة بين السعودية وإيران، قد تثبت في نهاية المطاف أنها ليست أكثر من سحاب صيف عابرة، دخلت خطأ المجال الجوي لربيع شرق أوسطي عابق بالتحولات والتغيرات المتواصلة، أو أنها زوبعة في فنجان واحد فيما المنطقة تموج بآلاف الفناجين الداخلية المُتمخِضة والمُتفجِّرة" على حد تعبيره.
 






التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus