ترامب يهدّد إيران برد "لم يختبره سوى قلة عبر التاريخ" وظريف يرد: "كن حذرا!"

2018-07-24 - 8:26 م

مرآة البحرين: حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد نظيره الإيراني من تداعيات "لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ"، وذلك ردا على تصريحات نارية وجهها حسن روحاني وفي وقت تُشدد الولايات المتحدة حملتها ضد الجمهورية الإسلامية.

وفي رسالة مباشرة إلى روحاني، كتب ترامب في تغريدة بالأحرف الكبيرة على تويتر "إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا وإلا ستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ".

وجاءت التغريدة ردًا على تحذير روحاني الأحد لترامب من "اللعب بالنار" لأن النزاع مع إيران سيكون "أم المعارك".

وتابع ترامب "لم نعد دولة يمكن أن تسكت عن تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذرا".

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين على تهديدات ترامب على تويتر وكتب بالبنط العريض "كن حذرا".

وأضاف ظريف "لا شيء يثير الاهتمام! نحن هنا منذ آلاف السنين وشهدنا سقوط امبراطوريات، بما فيها امبراطوريتنا التي استمرت أكثر من بعض البلدان. كن حذرا!".

وردًا على سؤال حول دوافع الرئيس الأميركي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن "هدفه الأوحد" هو التأكد من عدم حصول إيران على السلاح النووي و"حماية الأميركيين".

من جهته أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بموقف ترامب. وبحسب بيان صادر عن مكتبه قال نتانياهو في بداية اجتماع لمجلس الوزراء "أود أن أشيد بالموقف الصارم الذي عبر عنه الرئيس ترامب ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم أمس ضد عدائية النظام الإيراني" حسب وصفه، مضيفا أن "إيران هي العدو الرئيسي لإسرائيل".

في المقابل، قلل قائد قوات الباسيج الإيرانية شبه الحكومية الاثنين من أهمية التهديدات التي يوجهها الرئيس الأميركي. وقال الجنرال غلام حسين غيب برور، وفق ما نقلت عنه وكالة "إيسنا"، إن "تصريحات ترامب الموجهة ضد إيران هي حرب نفسية. إنه ليس في موقع يسمح له بالتحرك ضد إيران".

وتذكر هذه التصريحات بالحرب الكلامية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قبل أن تخف حدتها ويعقد الزعيمان قمة تاريخية في 12 يونيو/حزيران الماضي.

ومنذ التقارب الأميركي الكوري الشمالي جعل ترامب إيران هدفه الأكبر. وجاءت تصريحاته الأحد بعد أن قال وزير خارجيته أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا إن الولايات المتحدة لا تخشى فرض عقوبات على كبار قادة النظام الإيراني.

وفي مايو/أيار الماضي أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران من جهة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا من جهة اخرى، والذي أدى إلى رفع العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.

ويتمسك الأوروبيون بالاتفاق رغم أن شركاتهم العاملة في إيران أو معها قد تتعرض لعقوبات أميركية.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق كشف بومبيو موقفا أكثر تشددا لواشنطن حين قال إن الولايات المتحدة يمكن أن ترفع عقوباتها في حال أنهت إيران برنامجها الصاروخي البالستي ووضعت حدا لتدخلها في النزاعات الإقليمية من اليمن إلى سوريا.

وكان روحاني قال الأحد في خطاب متلفز قبل كلمة بومبيو "لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه".

"مزيد من العقوبات"

وجدد روحاني تحذيره بأن إيران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيويا لإمدادات النفط العالمية.

وقال مخاطبا ترامب "لقد ضمنا دائما أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم".

وقال روحاني إن "السلام مع إيران سيكون أم كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم المعارك".

والسبت قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في إيران آية الله علي خامنئي إن الولايات المتحدة لا تلتزم بالاتفاقات.

وأضاف خامنئي امام دبلوماسيين إيرانيين في طهران "كما قلت في السابق لا يمكن الوثوق بكلام الولايات المتحدة ولا بتوقيعها، لذلك فلا فائدة ترجى من التفاوض معها".

وأضاف بومبيو أن الولايات المتحدة تأمل أن تخفّض كل دول العالم وارداتها من النفط الإيراني الى "أقرب نقطة ممكنة من الصفر" بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، محذرا من أنه في حال لم يحصل ذلك فإن هذه الدول تعرّض نفسها لعقوبات أميركية.

من جهته، قال آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي والمفاوض السابق في العديد من الإدارات الأميركية الديمقراطية والجمهورية أن "ترامب المحبط من عدم إحراز تقدم مع كوريا الشمالية والغاضب من ردود الفعل السلبية بعد قمة هلسنكي، يحاول الهروب وتشديد خطابه وتغيير الموضوع".

ومستندا إلى مباحثات اجراها مع مسؤولين أوروبيين، لاحظ روبرت مالي رئيس مجموعة الأزمات الدولية أن هؤلاء المسؤولين "لا يتعاملون بجدية (مع تغريدة ترامب) ويرون فيها وسيلة لتشتيت الانتباه" عما يقوم به روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي في انتخابات 2016 الرئاسية الأميركية.

ودعا ترامب مرة أخرى الاثنين إلى انهاء التحقيق الذي يجريه مولر مؤكدا أنه "فقد مصداقيته".