سورياكم هي بحريننا

2012-07-04 - 5:01 م


مارك كاتز ، موسكو تايمز
ترجمة: مرآة البحرين

الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الغربية، كانت تنتقد روسيا بشدّة لدعمها نظام الرئيس السوري بشارالأسد. لكن هناك بعض أوجه الشبه المُزعجة بين السياسة الروسية تجاه سوريا وسياسة الولايات المتحدة تجاه البحرين.

 كلٌّ من سوريا والبحرين محكومتان من قبل أنظمة أقلية غير ديمقراطية. في سوريا، نظام الأسد موجّه من قبل الأقلية العلوية في البلاد - نحو 12 في المئة من السكان - والتي قَمعتْ لفترة طويلة الغالبية السنية. وفي البحرين، العائلة المالكة موجّهة من قبل الأقلية السنية الأصلية في البلاد  - نحو 25 في المئة من السكان - والتي قمعتْ لفترةٍ طويلة الغالبية الشيعية.

وطالما دعمت روسيا نظام الأقلية في سوريا، في حين أنّ الولايات المتحدة تدعم – منذ فترةٍ طويلة أيضًا- نظام الأقلية في البحرين.

وكما أن روسيا تملك تركيبةً بحرية مهمّة في طرطوس، سوريا - وهي في الواقع ، القاعدة الروسية الوحيدة الموجودة خارج الاتحاد السوفياتي السابق - فإنّ الولايات المتحدة لديها قاعدة بحرية مهمّة في البحرين، مقر الأسطول الأمريكي الخامس.

هناك العديد من الأسباب لدعم موسكو لسوريا ودعم واشنطن للبحرين. أحد أوجه الشبه هو أنه مثلما تخاف موسكو من أنَّ سقوط نظام الأسد يمكن أن يعني فقدان قاعدتها في طرطوس، تخشى واشنطن أن يؤدي سقوط النظام الملكي البحريني إلى فقدان قاعدتها البحرية هناك.

وترى موسكو أن دعم الولايات المتحدة في سحق الحركة المعارضة الديمقراطية في البحرين، هو بدافع من رغبة واشنطن في الحفاظ على قاعدتها البحرية هناك. وموسكو لا تعترض على هذا. فمن وجهة نظر موسكو أنّ على واشنطن الرد بالمثل من خلال عدم اعتراضها على الدعم الروسي -الذي تزعم موسكو بأنه محدود- لسحق حركة المعارضة السورية -التي تصر موسكو على أنها أقل ديمقراطية- بحيث يمكن لروسيا أن تحتفظ بقاعدتها البحرية في سوريا. وحقيقة أنّ واشنطن لا تفعل ذلك، يوحي إلى موسكو أنّه في حين أنّ الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على وجودها البحري في منطقة الشرق الأوسط، فهي تسعى أيضًا لإقصاء روسيا.

موسكو قد تكون على حق حول أنّ واشنطن لديها معايير مزدوجة في هذه الحالة. لكن الحل الذي تقترحه موسكو – بأن لا تنتقد الولايات المتحدة الدعم الروسي لنظام الأسد مثلما أنّ روسيا لا تنتقد دعم الولايات المتحدة لمملكة البحرين - ليس صحيحًا.

 قد يدوم حكم الأقلية لعدّة عقود ، لكنّه في جوهره غير مستقر، ويمكن المحافظة عليه فقط من خلال القمع، لكن القمع يسفر فقط عن تشدد قناعات المعارضة.

عندما يكون المضطهدون هم الأغلبية  والقامعون هم الأقلية ، فمن المُرجّح أن تسود الغالبية في نهاية المطاف على الأقلية.

من خلال الاستمرار في دعم حكم الأقلية القمعية في سوريا والبحرين، من المرجح أن يُنظَر إلى موسكو وواشنطن من قبل الأغلبيات في هذه الدول على أنهما على استعداد لمواصلة رؤيتهم وهم يعانون، فقط للحفاظ على قواعدهما البحرية، فضلًا عن غيرها من المصالح  الجيوستراتيجية.

وبالتالي فإن الخطر هو أنه إذا حصل انتقال للأغلبية في هذه البلدان، على الرغم من  الدعم الروسي والأمريكي المستمر لحكم الأقلية هناك، فالأرجح هو أنّ الحكومات الجديدة سوف تقضي على المنفذ البحري الذي لا ترغب كل من واشنطن وموسكو بخسارته.

 والتشابه، الأكثر إزعاجًا، بين الدعم الروسي لنظام الأسد ودعم الولايات المتحدة للملكية البحرينية هو أنّ إمكانية خسارة النفوذ في هذه البلدان يأتي كنتيجة لقصر نظر واشنطن وموسكو، وافتقارهما إلى الرغبة في الضغط من أجل انتقال سلمي لحكم الأغلبية.

28 حزيران \يونيو 2012
رابط النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus