’اللي في الفخ أكبر من العصفور’ خطة لحصد نشطاء البحرين من لندن حتى بيروت

2012-07-05 - 4:23 م


مرآة البحرين (خاص): "اللي في الفخّ أكبر من العصفور"، هذه عبارة نقلها كاتب مغمور في صحيفة "الوطن" وهو هشام الزياني، نقلاً عن مسئول أمني كبير، كما وصفه. وهو في الأصل، مثل شعبي أراد منه المسؤول الأمني القول لبعض مواليه: "إني أعلم ما لا تعلمون"، وأن الموضوع أكبر من المتصور، وأن ما تواجهه سلطة آل خليفة هو أكبر من شاب غاضب يرد على الانتهاكات المتوحشة اليومية بقنينة فيها مادة البترول يرميها فلا تصل لأقدام المرتزقة الأجانب. المسؤؤل الأمني هنا يلوّح لما هو أكبر.

منذ مسرحية "مخزن المتفجرات" في سلماباد، وهي المسرحية التي فضحتها "مرآة البحرين" قبل أن تعلن عنها السلطة بأسبوع تقريباً، والنظام شغله الشاغل هو تكرار سيناريوهات التسعينات، تركيب قضية دولية عبر معلومات متناثرة، وأشخاص ضحايا يتم ترتيبهم في قضية مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني وناشطين بحرينيين في الغرب، إضافة إلى العراق طبعاً... هذه المرة.

هذا هو "اللي أكبر من العصفور" كما ألمح له المسؤول الأمني. وهو ما بدأت ملامحه تظهر. خلال 48 ساعة، شنت السلطات حملة مداهمات غير مسبوقة، في جدعلي، بني جمرة، السنابس، الدراز وغيرها من المناطق. قامت خلالها بتكسير الجداران وخرقها بواسطة المثقاب "الدريل"، والحفر في أرضيات بعض المنازل، وتهشيم ديكور الأسقف خشباً وجصّا. لاحظوا أنها خرجت بلا شيء في كل هذه الأماكن، لكن لاحظوا أيضاً حجم ما ستعلن عنه لاحقاً.

بات واضحاً الآن هدف زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى البحرين، واستقبال الملك حمد بن عيسى آل خليفة له بالزي العسكري، وما نتج عن الاجتماع من طلب الملك له، التعاون في الشق الأمني، عبر مراقبة ما تقوم بها شخصيات بحرينية ناشطة في بيروت. كما كانت واضحة أيضاً الزيارة التي قام بها وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة إلى بريطانيا مؤخراً، ولقائه بمسؤولين كبار بدءا من الوزير المختص بدول الكومنولث، أي المستعمرات البريطانية السابقة، ثم لقائه بالنائب العام البريطاني، ثم برئيس الاستخبارات، وما تسرب بعد اللقاءات من تقديم الوزير لمعلومات حول نشاط معين يقوم به بحرينيون لاجئون في بريطانيا. من جهتها، فإن وزارة الداخلية استبقت هذه الأمور بتلفيق تهم قيادة مجموعات تخطط لعمليات إرهابية لعدد من اللاجئين في لندن، فمثلاً القضية المعروفة باسم "خلية قطر" تم تلفيق تهمة قيادتها لكل من الناشطين علي مشميع، وعبدالرؤوف الشايب.

في هذا الإطار، يتوقع المتتبعون للشق الأمني أن المعلومات التي قدمها وزير الداخلية للنائب العام البريطاني ولرئيس الاستخبارات تخص هاذين الناشطين، إضافة إلى أسماء أخرى. وأما لجهة اتهام الجانب الإيراني أو العراقي، فسيعتمد جهاز المخابرات كعادته على تصوير معتقلين تم تعذيبهم وتهديدهم وهم يعترفون ب"المؤامرة الكونية" التي انخرطوا فيها.

المؤسف في كل ذلك، رغم أنه ليس جديداً، هو الأداء البريطاني الذي تدخل في الشق الأمني بطريقة غير محايدة، بل سافرة، عبر إرساله فريق محققين محترفين ظهر أثرهم فيما يجري من أهوال تجري في وسط منازل البحرينيين التي تتم مداهمتها وتدميرها، وعبر أجهزة التنصت والمراقبة النوعية التي صار جهاز أمن الدولة يتتبع الناشطين بواسطتها في كل مكان. يضاف إلى ذلك، الأداء الأميركي الصامت الذي يدعم الحكومة بكل قوة في ظل صمت كامل عن انتهاكاتها. وتوضح اللقاءات المتتالية بين القائد الجديد للأسطول الاميركي الخامس المقيم في البحرين وبين المسؤؤلين الأمنيين، بجلاء، حجم العمل الجاري لتدمير الثورة البحرينية بكل ما أوتيت هذه الأطراف من قوة.

تتبقى نقطة هامة، وهي أن شعبية الثورة وامتدادها يجعل من العسير وأشبه بالتنجيم السيطرة عليها، رغم تعرض كثير من كوادرها الميدانيين إلى الاعتقال أو الملاحقة الأمنية. وسط كل ذلك، تظل مهمة القيادات التي تبدو ملحة اليوم، في ضخ المزيد من الشباب للعمل الميداني.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus