انتهاء التحقيق في «الشهادات المزورة» وتكريم السفير أحمد الساعاتي!
2018-09-17 - 4:01 م
مرآة البحرين (خاص): كأيٍ من لجان التحقيق أو متابعة التنفيذ، انتهى التحقيق في الشهادات المزورة إلى لا شيء. لا لأن التزوير غير موجود بل لأن أصحاب التزوير هم أنفسهم صاروا المسؤولين عن التحقيق!
لا ملعوماتٍ كما حدث في الكويت عن عقوبات للمتورطين أو توقيفهم عن أعمالهم أو إلزامهم بدفع المستحقات التي حصلوا عليها بناءً على شهاداتهم المزورة. كل ما في الأمر، أمرٌ بتشكيل لجنة للاعتماد الأكاديمي والسلام.
وزارة التربية محل الاتهام، وبدلا من التحقيق في القضية، أنهت النقاش مبكرا على لسان وكيل الوزارة محمد مبارك جمعة بالقول إن القضية كانت مفتعلة، والهدف منها معادلة الشهادات الصينية. هكذا بكل بساطة وسخافة انتهت القضية التي شغلت البحرينيين لأيام طويلة.
لم ننته من سماع هذا الرد التافه فقط، حتى جاء الخبر الآخر: سفير البحرين في روسيا أحمد الساعاتي «عميد سلك التزوير» قام بتسليم أوراق اعتماده لزعيم المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك باكر عزت بيغوفيتش كسفير للبحرين لدى البوسنة والهرسك مقيم في روسيا الاتحادية. انتهى الخبر.
صحيح أن البحرينيين لم يكونوا يأملون أن يتم عزل السفير الساعاتي وإرجاعه للبحرين فورا بعد الكشف عن حصوله على شهادة الدكتوراه في حقوق الإنسان من جامعة "بريسلي" (Presley) في الولايات المتحدة الأمريكية الوهمية، لكنهم لم يتوقعوا «أن تفسخ السلطة الحيا» كما يْقال بالدارج.
لقد ظهر الساعاتي إلى جانب الزعيم بيغوفيتش مرتديا الزي التقليدي وابتسامة عريضة على وجهه. الرجل مطمئن بأن منظومة كاملة من الفساد تحميه، لا تنتهي بأجهزة السلطة التنفيذية بل تتعداها إلى ديكورات التمثيل الشعبي التي كان الساعاتي أحدها مزهرياتها.
لقد صمت مجلس النواب هو الآخر عن قضية الشهادات المزورة، كجزء من «السيستم»، أو لأن بينهم ربما من هو متورط في حمل شهادة كشهادة الساعاتي، أو النائب جاسم السعيدي أو شيخ المزوّرين خليفة الظهراني رئيس البرلمان السابق الذي منحته شقة لاهاي دكتوراه فخرية.
أسئلة كثيرة يمكن لمجلس النواب أن يطرحها، لكنه لم يفعل. لقد انتهت الحكاية دون أن يرفع المجلس صوته. فهل من المعقول أنه لا توجد حالة تزوير واحدة تم اكتشافها في معادلة وقبول الشهادات؟ وهل من المعقول أنه لا أحد حصل على شهادة عن جامعات وهمية؟
وعلى أي أساس تجاهلت وزارة التربية والتعليم دورها في اعتماد شهادات الأجانب، وعلى أقل تقدير العاملين في التعليم الخاص، حيث يدرس أكثر من 50 ألف طالب بحريني في المدارس الخاصة؟ ولماذا تجاهلت المعلومات بشأن تزوير شهادات مدرسين أجانب؟
لقد تجاوز النظام الذي يحكم مفاصل الدولة مرحلة إهمال الأسئلة المعلّقة، إلى العناد والمضي في مراكمة الأخطاء. لم يكن تعيين الساعاتي سفيرا غير مقيم في البوسنة إلا رسالة مفادها: لسنا من يُختبر بشأن الإصلاح، بل بتنا نْختبر في كفاءتنا ونفسنا الطويل في حماية نظام المصالح وتقريب الفاسدين.