ثورة البحرين : ’ظل يسأل لماذا لا نأخذه إلى المنزل’

2012-07-07 - 1:24 م



تاين دانكيرز ، هاف بوست ورلد
ترجمة: مرآة البحرين


في شباط \ فبراير 2011، خرج عشرات الآلاف من البحرينيين إلى الشوارع للاحتجاج ضد عائلة آل خليفة الحاكمة في هذا البلد الصغير. المحتجون عسكروا في دوار اللؤلؤة في العاصمة لمدة شهر، حتى وضعت قوات الأمن بعنف حدًّا للاحتجاجات. أُلقي القبض على المتظاهرين، واضطُهد النشطاء، وأُرهِب الأطباء الذين ساعدوا الجرحى. سافرتْ الصحفية البلجيكية تاين دانكيرز إلى هذه الدولة الخليجية في تشرين الثاني \ نوفمبر 2011. ونشرت في صحيفة (هاف بوست ورلد) شهادات بعض البحرينيين الذين قابلتهم.

احتُجز محمد عبد الهادي الشاكر في سجن في  البحرين منذ 16 أيلول \ سبتمبر 2011،  ولم يَفهم لماذا. كما أنه لم يَفهم لماذا لم يأتِ شقيقه بعد ليخرجه. الشاكر عاجزٌ عقليًا . تحدثنا مع أخيه وعمّته في تشرين الأول \ أكتوبر.
وكان قد تمَّ القبض على الشاكر مرةً قبل ذلك، في  أيلول \ سبتمبر . كان قد انضم إلى بعض الرجال الذين ذهبوا للتظاهر، واعتُقل عندما دخلت شرطة مكافحة الشغب القرية.

تقول عمّة محمد :"وفي اليوم التالي، تلقينا مكالمة هاتفية من الشرطة تُوضح لنا مكان سجنه". وتصف ابن أخيها بالصبي الذي لا يمكن إيقافه ، الذي يحب أن ينضم إلى الصبيان الذين يجتمعون خارجًا . وتقول: "لا نستطيع السيطرة عليه"، وتضيف : "محمد غيرُ قادرٍ على العمل لوحده ، وهذا ثبت في تقريرٍ طبّي صادر عن وزارة الصحة".

في المرة الأولى تلك ، تم الإفراج عن محمد بعد أن أمضى يومين في سجن الشرطة. ويقول شقيقه: "كان من الواضح تعرّضه للضرب، كانت عينه حمراء ومنتفخة" .

بعد أسبوعين، تكرر السيناريو. تذكر عمته :" ذهب محمد إلى جنازة شهيد في سترة (قرية قريبة) في 16 أيلول \ سبتمبر،" وتضيف  "آخر شيءٍ سمعناه قبل اختفائه،  أنّه كان قد ركض إلى داخل منزل. لم نعرف مكان وجوده، لمدة ثلاثة أيام . ما إذا كان قد تمّ القبض عليه أو كان مختبئًا في مكانٍ ما. وبعدها تلقّينا اتصالًا هاتفيًا من الشرطة تقول أنه تم القبض على محّمد مرةً أخرى. وبعد أسبوعين سُمح له الاتصال (بالاتصال؟) بنا. كانت مكالمةً قصيرةً جدًا، تكفي لنعرف أنه كان خائفًا جدًا."

" كل يوم بعد المكالمة الهاتفية  كنا  نذهب إلى السجن لرؤيته. ولكنهم كانوا يرفضون في كل مرة. ولم يتم قبول تقريره الطبي."

الخوف..

وبعد أسبوع  سُمح لعائلة الشاكر رؤيته (برؤيته؟).

يقول شقيقه :"محمد كان فقط ينظر إلى الشرطي، وليس إلي "، ويُضيف" حصلنا على 10 دقائق لرؤيته.  لم يتحدّث. فحالتُه النفسية كانت قد تدهورت بشكلٍ كبير. محمّد يخاف جدًا عندما يكون وحده. لذلك يسألنا  دائمًا لماذا لا نستطيع أن نأخذه إلى المنزل. لا يمكننا حتى أن نعطيه جوابًا يفهمه."
عمته تسأل :"هل يستهدفون طفلًا عاجزًا عقليًا لأنّه ضحيةٌ سهلة؟" وتُضيف. "نحن حقًا لا نحصل على جواب. طبعًا محمد ليس ناشطًا سياسيًا، هذا أمرٌ سخيف. إنّه يتتبع كلَّ من حوله ويفعل ما يطلبه منه الناس."

وعندما سألنا عمّة محمد ما إذا كانت تُريد للاحتجاجات أن تستمر أجابت: "على الرغم من كل هذه المعاناة، نحن نؤيّد الثورة" وأضافت "لا نريد أن نكرر صمت أمهاتنا وآبائنا. أنا أفهم أنّ كل جيل عليه أن يتعامل مع زمانه، والإرادة التي يرتبط بها. ولكن هذا يكفي. لا يمكننا وقف الاحتجاجات ، علينا أن نبقى أقوياء ونستمر بالمطالبة بحقوقنا ".


14 حزيران \ يونيو 2012






التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus