هكذا الإبداع وإلا فلا.. رسالة من زايد الزياني وإليه
2018-09-28 - 6:46 م
مرآة البحرين (خاص): للبحريني المفتقر للإبداع ولروح الابتكار، تعرف على الإبداع في رحلة سريعة في عالم الوزير زايد الزياني: الإمبراطور وريث الامبراطورية.
هل ترغب في شراء سيارة؟ أي نوع تفضل، غنيّا كنت أم فقيراً؟، فيراري، رولز رويس فانتوم، ميتسوبيشي، هيواندي، مازراتي، بي إم دبليو، جاكوار، بيجو، لاند روفر، أوستن مارتن، جينيسيس، هوبر أوبتك، فاو، جي إم سي، زد إكس أوتو، فوسو، إيجر، أوستن، ميني كوبر؟ رافعات بي ام ، ماها، أويل أند ستيل، ميتسوبيشي فوركليفت ونوسباوم، في كل هذه المصفوفة من الماركات عليك أن تدفع لزايد الزياني لكي تحصل على سيارة أو شاحنة من هذه الأنواع، فهو وكيل كل هذه المركبات، كما كان جده ـــ رحمه الله ـــ، وكيلا في الهند لحاكم الإقطاع الشيخ عيسى بن علي في القضية المرفوعة في المحاكم البريطانية ضد مشروع الإصلاحات السياسية التي أسست للدولة الحديثة في البحرين.
هكذا الإبداع وإلا فلا..
عزيزنا البحريني، هل تعلم أنك إذا ذهبت إلى مستشفى البحرين التخصصي لتتعالج، أو تزور مريضاً، فإنك ستدفع لزايد الزياني، وأن هذا المستشفى العملاق تم تشييده على أرض تم الحصول عليها «ببلاش»! وهل إبداع أكثر من حصولك على أرض من الدولة مجاناً؟!
عزيزنا البحريني، الخليجي، الشرق أوسطي، والأفريقي، مواطنو 47 دولة حول العالم، هل تعلمون أنه مع كل إطار سيارة مُعاد التدوير، كابل ألمنيوم كهربائي يمتد في بلادك، فإن ثمة احتمالا كبيرا أن حكومتكم تدفع إلى زايد الزياني. هل يتصور أحد أن واحدة من شركات هذا الوزير، تشتري سنوياً 30% من إنتاج شركة ألمنيوم البحرين ألبا.
هكذا الإبداع وإلا فلا..
بزيارة سريعة إلى موقع شركة استثمارات الزياني (المملوكة لـزايد وشقيقيه خالد وحامد)، ستجد أنها تضم شركة السيارات الأوروبية بوكالات الماركات المذهلة، وتمتلك حصة الأغلبية في شركة فيرست موتورز بوكالاتها الكثيرة، إضافة إلى خمسة فروع في البحرين لبيع قطع غيار السيارات مع نية للتوسع. هناك أيضاً شركة الزياني لتأجير السيارات كشركة تابعة لاستثمارات الزياني.
بالفعل هي من أكبر شركات التأجير في المنطقة، وذلك من خلال أسطول ضخم يضم ثلاثة آلاف مركبة، بدءا من السيارات المعقولة الأسعار إلى السيارات الفخمة، والشاحنات، والرافعات.. إلخ.
وتمتلك استثمارات الزياني، ورشة بودي وركس العملاقة التي تعتبر من أضخم ورش السيارات وأحدثها، فهي ورشة متعددة الطوابق ومزودة بأحدث التكنولوجيا المصنعة، وتقوم بإصلاح هياكل السيارات المتضررة من الحوادث، ويتم فيها نقل السيارات باستخدام مصاعد صُممت خصيصًا لهذا الغرض، وهي الوحيدة في البحرين التي يصل ارتفاع سقفها إلى 10 أمتار.
أيضاً هناك شركة عقارات الزياني تابعة ومملوكة بالكامل لشركة استثمارات الزياني، متخصصة في تطوير قطاع العقارات التجارية والسكنية في البحرين وخارجها، وتقوم بتنفيذ المشروعات السكنية والتجارية. أبراج، وعمارات سكنية متنوعة، فخمة وغير فخمة، وفلل سكنية لا تعدّ في المجمعات المغلقة (الكومباوند) تمتد الأملاك من الرفاع، للمنامة، إلى الكومباوندات الفخمة خلف قرية المرخ.
هكذا الإبداع وإلا فلا..
عزيزنا البحريني، الخليجي والشرق أوسطي، هل تعلم أنه مع كل علبة بيبسي أو علبة كوكاكولا تفتحها، فأنت تدفع لزايد الزياني؟ فاستثمارات الزياني تمتلك شركة أغطية الخليج، وقد لا تصدق أن الشركة تنتج أكثر من مليار و300 مليون غطاء سنوياً، وهي أكبر الموردين بالفعل للكوكا كولا والبيبسي في أسواق المشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.
أيضًا، هل سمعت عن شركة ميدال كابل، وهي ذات ملكية مشتركة بين شركة الزياني للصناعات وشركة السعودية للكابلات، وتعتبر شركة ميدال كابل أكبر عميل من القطاع الخاص للألمنيوم المنصهر في البحرين من خلال شرائها لنسبة 30% من إنتاج ألبا كل عام بما في ذلك سبائك ألومنيوم وقضبان وأسلاك والموصلات العلوية للتطبيقات الكهربائية. وتبيع الشركة منتجاتها عالمياً.
وقد لا تعرف أيها الفقير إبداعياً ولم تسمع عن شركة إيمرس لكن لا تتفاجأ، هي ذات ملكية مشتركة بين شركة الزياني للصناعات وامرايس لصهر المعادن. ويمتد نشاطها عبر 47 دولة من خلال أكثر من 240 موقع. ويقع المقر الرئيسي لها في منطقة الحد الصناعية وتنتج 45,000 طن سنوياً من الألومينا الأبيض المنصهر وذلك لمختلف الصناعات. ويتم تصدير 10% من الإنتاج للسوق البرازيلي، و30% لأسواق الشرق الأوسط، والمتبقي على أسواق دولية.
سارق لحم الفقراء
أنت أمام إمبراطور أيها الفقير المُفتقر للابداع، بالإضافة لكل ما سبق أعلاه، فهو وزير لثلاث حقائب دفعة واحدة، الصناعة، التجارة، السياحة، وفوقها رئيس مجلس إدارة طيران الخليج.
أنت أمام وزير كان رأس حربة في مشروع رفع الدعم عن اللحم، وعن فتح السجلات التجارية لكل أمم الأرض، كان يوبّخ النواب في اجتماعاته، يسألهم: في أي مكان في العالم كيلو اللحم بدينار؟ وبالفعل تحقق له ما أراد.
الزياني يقول الحقيقة، حقيقة ما في رؤوس قادة البلاد الثلاثة، ومن تحتهم، كبار التجار، كبار التنفيذيين، بعض الشوريين والنواب، كتّاب السلطة وأقلامها، الطامحون الصغار المتشبّهين بكبار المسؤولين، طبقة كاملة ينطق زايد الزياني بمصالحها، هو أفضل من يعبّر عنها، فعلاً: لماذا هذا الدعم يعطى لهؤلاء الكُسالى المُفلسين، لماذا هم فقراء؟ لماذا لا يمتلكون شيئاً، هل هم أغبياء لهذه الدرجة فعلاً؟
الزياني وأمثاله لم يتعرفوا على الفقراء يوماً، لم يعيشوا معهم، لم يقتربوا منهم، ليذهب أي أحد لشركة السيارات الأوروبية سيجد سيطرة مطلقة من الهنود يديرونها. هل يعرف أحد عن قصة محاسب بحريني فصلته تعسفياً إحدى شركات الزياني، ولأي سبب؟ لمجرد أنه أخبر أحد الموظفين كم كان دخل الشركة في ذلك اليوم، انتفضت الشركة، وتم فصله ورميه خارجها.
المواطن «ماوكلي»
أيها الغريب العابر، مرحبا بك في وطن مواطنه مجرد هامش، هو مجرد «ماوكلي»، أو «مريض نفسي»، أو غبي «مفتقر للإبداع والابتكار»، هي إهانات لا تنتهي أو تختصر.
لهذا الإمبراطور الملياردير زايد الزياني، نقول: ليس من الحصافة لشخص يعمل في منصب سياسي أن يهين أبناء شعبه بالطريقة التي فعلها الزياني، غير أننا مع الأسف نعيش في بلد لا يتورع فيه السياسي عن إهانة شعبه لصالح الوافد، فهذا زمن وهذا بلد وهذه سياسة تقدم مصالح الوافد على ابن البلد.
ليس لمن ولد ثريًا وتلقى تعليمًا خاصًا ثم التحق بجامعة أجنبية مرموقة، ثم عاد ليتسلم إدارة مؤسسة من مؤسسات والده، ليس له أن يتوهم بأنه حصل على كل ذلك لنباهة - وربما لاستحمار- أو نبوغ أو حتى تميز، فهذا شخص لم يكافح يوما بل لم يعرف بعد ما تعنيه هذه الكلمة، وهو شخص لم يعرف التدرج الوظيفي (على الأقل ليس بالطريقة التي يعرفها أبناء شعبه)، لقد بدأ مديرًا وانتهى وزيرًا.
أما عن سياسة السوق المفتوحة فنقول: هذه سياسة اقتصادية أقل ما يقال عنها إنها محاولة يائسة لخلق اقتصاد زائف، يبدأ بما يوحي وكأن البلاد تتمتع بنمو اقتصادي تصنعه العشرات من الشركات التي ينشئها الوافدون، ثم يستمر تدفق آلاف أخرى من الوافدين للعمل بتلك الشركات الجديدة، وما يخلقها من طلب على وحدات سكنية جديدة، واضطرادٍ في الاستهلاك، فتنتعش أسواق العقار والخدمات والتجزئة والبنوك التي ستمول كل تلك المشاريع. هكذا يبدو البلد وكأنه يزدهر، لكنها فقاعة عملاقة، ذلك الوافد الراغب في افتتاح مؤسسة في البحرين لم يأت إلا بسبب التسهيلات التي تقدمها الدولة وهو في الأعم الأغلب لن يصنع قيمة مضافة بإنتاج ما يمكن تصديره، بل سوف ينشئ مؤسسات خدمية تشارك في حلقة الاقتصاد الزائف الذي تموله الدولة، والذي ينهار لحظة أوقفت الدولة تمويلها له.
لكن الرابح الأكبر من خلال هذه العملية هم حيتان العقار (كشركة عقارات الزياني مثلا) فهذا الاقتصاد يضمن تحول مداخيل الدولة لجيوبهم، فالوافد في نهاية المطاف مضطر للسكن في فلل أو شقق يمتلكها هؤلاء، وأسعارها ستتضاعف بشكل مضطرد مع ازدياد أعداد الوافدين.
أما المواطن فلا بأس أن يذهب كَتَلفٍ جانبي للمشروع الاقتصادي العتيد، فمؤسساته ستفلس أو تتقلص في أفضل الحالات، وذلك نتيجة المنافسة المستجدة وغير العادلة لصالح الوافدين ومؤسساتهم، وبدلا من أن يخلق الازدهار الاقتصادي الزائف فرص عمل للشباب، فهو سيخلق فرص عمل للوافدين فهم لب المشروع وأساسه. مرحبا بك في وطن مواطنه مجرد هامش.
تذكر أيها البحريني الفقير المفتقر لما يملكه زايد الزياني، وتعلّم كيف تأتي الأراضي والعقارات، وكيف تحصل على مساحة شاسعة مجاناً لتبني عليها مستشفى البحرين التخصصي، وكيف تُمنح الوكالات، وكيف يتم منح الوزارات، وكيف تصبح مبدعاً مبتكراً على طريقة الزياني الذي ولد في العام 1969 فقط، ليحوز فور ولادته لقب «ملياردير».
هكذا الإبداع وإلا فلا..