رسالة إلى أمين عام الإخوان المسلمون في البحرين: هل تعرف السفير الإماراتي؟

السفير الامارتي في البحرين خلال إحدى رحلات الصيد
السفير الامارتي في البحرين خلال إحدى رحلات الصيد

2018-10-16 - 3:20 ص

مرآة البحرين (خاص): على أبواب الانتخابات النيابية عاد أمين عام جمعية المنبر الإسلامي علي أحمد (إخوان مسلمون)، ليذكّر دول الخليج أن البحرين تستحق الدعم لأن لها مواقف تاريخية تجاه الأشقاء، بحسب تعبيره، مضيفا «خاصة وأنها تعرضت لأزمة في 2011 ضمن مؤامرة المشروع الصفوي على المنطقة استهدفت أمنها واستقرارها وضرب اقتصادها».

هذا هو رأس المال الوحيد الذي أمكن الإخواني المُعتّق الاستثمار فيه، ربما كانت الظروف لا تخدم أن نقول «كلمة راس» لأمين عام المنبر الإسلامي، لذا نضطر أن نقولها له علنًا.
على بعد ما يقل عن عشرة كيلومترات فقط من مقر منبركم، أو من جمعية الإصلاح التي تأويكم جميعاً، وكذلك على بضع خطوات من مقر مجلس النواب حيث كبر ريشكم، يقع مقر سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي أهم دولة تقوم بمحاربة تنظيمكم الذي تنتمون إليه، والذي تربيّتم على ماله الوفير وغذائه الفكري.
للعلم، فإن السفير المتواجد بداخل هذه السفارة منذ فبراير الماضي، اسمه الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، هو حفيد زايد بن نهيان مؤسس دولة الإمارات، والده هو ممثل حاكم الإمارات في المنطقة الغربية، وعمّاه هما خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي.
للسفير أخ شقيق اسمه زايد أصيب في حرب اليمن وعاد من رحلة العلاج حديثًا، وزايد المصاب متزوج من ابنة عمه محمد بن زايد ولديه أبناء منها، بينما السفير شخصياً متزوج من ابنة عمه رئيس الإمارات خليفة بن زايد، ولديه أبناء منها.
كل هذا الشرح ليعرف الجميع وأولهم أمين عام المنبر الاسلامي، أن هذا السفير بمثابة حاكم في البحرين، وضلع في المعادلة الداخلية، فالإمارات باتت تشرف على كل شيء هنا: هي تموّل بناء وتوسعة مطار البحرين، وقد قامت حتى شهر يونيو/حزيران الماضي بتزويج أكثر من 3646 بحرينية وبحرينية من طيف واحد، وموّلت مشاريع الإسكان خصوصا في المناطق الجنوبية للبلاد، وفوق هذا كله قبل نحو أسبوع، وقّعت الإمارات اتفاقية تعاون مالي مع حكومة البحرين، تقدم بموجبها دعماً بقيمة 12.5 مليار درهم أي: 3.4 مليار دولار، حصتها في تمويل برنامج التوازن المالي للحكومة البحرينية، والذي يهدف لتحقيق استقرار المالية العامة، ويتولى صندوق أبوظبي للتنمية إدارة مساهمة دولة الإمارات في البرنامج.
كما أن صندوق النقد العربي الذي يراقب كيفية إنفاق البحرين للمليارات العشرة التي ستتحصل عليها من دول الخليج (الثلاث) مقرّه أبوظبي.
في التصنيف الأمني والسياسي، تيار الإخوان المسلمون في البحرين، جزء من تنظيم تعتبره الإمارات عدواً، وهي تكيد له ولفروعه في كل المنطقة بكل شراسة.
وحالياً أنتم كتيار محلي، تم وضعكم من قبل النظام في الزاوية، بل في الجُحر، ما عاد مسموحًا لكم إنزال أكثر من مرشحين اثنين «بشكل علني» للانتخابات النيابية، ومثلهما للمجالس البلدية، الجميع يعرف طبعا أنكم سترشحون أضعافهم من تحت الطاولة كالعادة.
كنتم قوة ضاربة، كان لكم بين السبعة والثمانية نواب في كل انتخابات، ومنذ مواقفكم المعادية لمطالب المعارضة الإصلاحية في 2011، بدأتم بالتقلّص، في الانتخابات الماضية تم استبعاد مرشحكم هاشم المدني، ولم تستطيعوا رغم كل محاولاتكم إعادته، أنت شخصياً لم تستطع الترشّح رغم كل ما بررته آنذاك، فغبت عن مكانك المفضل لديك، أنتم تتقلصون بالفعل بل تتآكلون.
السفير الإماراتي بالتأكيد تلقّى تقاريراً عنكم، وعرف أن مرجعكم هو يوسف القرضاوي الذي يعتبركم نماذج تحتذى، وشاهد صورك وبقية قادة إخوان البحرين معه ومع الأمير القطري، فضلا عن زياراتكم للمرشد في مصر، واستضافتكم لأبرز وجوه الإخوان مثل وجدي غنيم وآخرين، هو يعرف أن إخوان البحرين هم ثاني أكبر كتلة عددًا في اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي.
يعرف السفير أن لكم مُمثلين في قطر، وأن عدداً من شبابكم استقر في الدوحة، وما لديكم في تركيا معروف، كل هذا يستدعي منك أن تصمت، وأن تبلع لسانك في لهاتك.
لم يعد لكم حصة في التشكيلة الوزارية، ولّت أيام أم الحارث فاطمة البلوشي، وأيام صلاح علي، المضحك هو إجباركم على تعديل نظامكم الأساسي كما أمرتكم بذلك وزارة العدل.
السفير الإماراتي الموجود في البحرين، متخرج من كلية الدفاع الوطني، وهو رقيب وحسيب، وله حق الفيتو ويستطيع أن يضيّق عليكم البلاد بما رحبت كما تم التضييق على المعارضة الوطنية بكل أطيافها.
لذلك كله، ابتعد بلحيتك عن «الأشقاء»، واترك المنّ على النظام بمواقفكم وبمواقفك أنت شخصياً في العام 2011، ولعلّنا نُذكرك في تقرير آخر، بأن مواقفك أنت خصوصاً كانت سيئة.
انتبه لما تقوله لكم مراراً سوسن الشاعر فهي ليس كاتبة مستقلة، إنّها تعيد تأثيث كلام الديوان في مقالاتها، لكم وللمعارضة وللجميع، انتبه لما قالته في مقالها اليوم مثلاً عما يجري تجاه السعودية في المنطقة، لقد اعتبرته حرباً إخوانية، يا (أخونا) في الوطن.
أنتم في فوّهة المدفع، وكما ردّ على تغريدتك هذه أحد المواطنين عبر تويتر «ما أتفهكُم وما أرخصكُم، لا تتعلمون من التاريخ ولا من الجغرافيا، علماً أن مشروعكم ليس محاربة المشروع الصفوي، حربكم تستهدف الخليج وعدوكم الأول هي دولة الإمارات العربية المتحدة، ولولا تستر بعض الساسة عليكم لكنتم على أعمدة المشانق».
كل ما عليك فعله ياعلي أحمد، وأنت تفعله حقاً، هو الحفاظ على ما «كوّشتم عليه» في السنين الماضية. احفظ لحيتك، وحاول أن تجعل لك أصدقاء أكثر وأعداء أقل، وتذكّر أن النظام لا يعتبر نفسه مديناً لكم بشيء، بل هو حامٍ لكم.
والسلام.

الاخوان