إذا كنت ممن انتقد سياسات التقشف فقد يكون اسمك على طاولة سلمان بن حمد

محمد بن سلمان التقى سلمان بن حمد 8 يونيو 2018  (ارشيفية)
محمد بن سلمان التقى سلمان بن حمد 8 يونيو 2018 (ارشيفية)

2018-10-22 - 10:52 ص

مرآة البحرين (خاص): إلى جانب عملها في تسويق الأوهام على أبناء حكّام خليجيين وعرب، تحولت شركة ماكنزي الأمريكية إلى العمل في مجال الاستخبارات! لقد قامت بتزويد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأسماء نشطاء قاموا بانتقاد سياسات التقشف التي اتبعها الأمير المجنون، وربما فعلت مع ولي عهد البحرين.

تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أشار إلى أن الشركة أعدّت تقريرا من 9 صفحات، أبلغت فيه ولي العهد السعودي أن السياسات التقشفية الجديدة قوبلت بصورة سلبية في تويتر وكل وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشفت الصحيفة عن أسماء النشطاء الذين ذكرهم تقرير ماكنزي وكانوا يقودون حملات رافضة للقرارات التقشفية وتمكنوا من صد الذباب الإلكتروني على تويتر وهم الكاتب خالد العلقمي وعمر بن عبدالعزيز المعارض السعودي المقيم في كندا، وشخص مجهول يحمل اسم «أحمد».

وبعد أن أصدرت ماكنزي تقريرها ألقت السلطات السعودية القبض على الكاتب العلقمي وفقا لما كشفته منظمة القسط «ALQST» الداعمة لحقوق الإنسان في السعودية، أما عمر بن عبدالعزيز فتم اعتقال اثنين من أخوانه وسجنهم وتمكنت الاستخبارات السعودية من اختراق هاتفه المحمول كما تمكنت من اختراق حساب كان يديره وتدعمه شركة سيتيزن لاب "Citizen Lab"، أما حساب المغرد أحمد فقد تم إغلاقه نهائيا.

فإذا كنت عزيزي القارئ من بين المغردين الذين انتقدوا سياسات التقشف والعبث الاقتصادي التي يقودها ولي العهد سلمان بن حمد، فقد يكون اسمك لديه. وربما إذا لبسه جنون نظيره السعودي قد تكون من بين أولئك الذين يتم اعتقالهم أو قتلهم لمجرد التعبير عن رأيهم قبالة السياسات المجنونة.

وإذا ما عرفنا أن شركة ماكنزي التي تقود «جنون مبس» الاقتصادي، هي نفسها التي تقود «سلمان»، فلا عجب إذن، أن يتلقى الأخير وحاشيته «فريق البحرين» الثناء من الأول، فالاثنان يرضعان من ذات الوهم، الذي تبيعه شركة الـ «كوبي بيست»، وليس مستبعدا أن يكون آخر الهراء ما سمّاه ولي العهد «برنامج التوازن المالي» الذي يفترض أن يعيد لماليّة البحرين التوازن المفقود منذ 10 سنوات في العام 2022، ولكن عبر جيوب الفقراء.

منذ أن أطلق سلمان العام 2008 رؤية 2030، التي استندت لخطة قدمتها شركة ماكنزي مقابل ملايين الدولارات، والبحرين تسير للأسوأ. تضاعف الدين العام 9 مرات تقريبا، سجّلت البحرين عجوزات مالية متكررة، تضخمت الأسعار، زادت نسبة البطالة بين الجامعيين بعد أن تم تدمير سوق العمل.

يقول تقرير لقناة الجزيرة إن جميع الدول التي قامت «مهندسة الرؤى المعلبة والمستنسخة ماكنزي» ببيعها الوهم، كانت من بين دول ثورات الربيع العربي. ويعتقد التقرير أن سياسات ماكنزي، التي اختارت 2030 لتحقيق المستحيل، خلقت فجوة كبيرة بين الحكومات ومجتمعاتها، ولعل من باب المصادفة أن ولي عهد البحرين استقبل رئيس ماكنزي قبل 20 يوما من اندلاع ثورة 14 فبراير 2011.

لقد تسببت السياسات القاسية التي فرضها «فريق البحرين» في وضع مزيد من الضغوط على البحرينيين: رفع الدعم عن السلع الرئيسية، المحروقات والطاقة وفرض ضريبة القيمة المضافة سياسات ضاعفت الفجوة بين العائلة الحاكمة والبحرينيين.

في الأيام التي تلت إقرار ضريبة القيمة المضافة، عبّر البحرينيون بوضوح عن رفضهم التام للسياسات التي يقودها ولي العهد، بينما خرج الأخير محتفلا بإشادة محمد بن سلمان به في ذات المقابلة الصحافية التي نفى فيها قتل جمال خاشقجي. ألا تعتقدون أنه يجب على سلمان بن حمد أن يحذر من اتباع هذا المجنون وشركة ماكنزي؟َ