«إلتّم المتعوس على خايب الرجا» لتطوير التعليم... النعيمي البحريني والنعيمي النيوزلندي!
2018-10-27 - 6:43 ص
مرآة البحرين (خاص): في أكتوبر / تشرين الأول من العام 2016 أعلنت باتريشيا هيكيا براتا أنها ستنسحب من الحياة السياسية في نيوزلندا، وذلك إثر فشلها كوزيرة للتعليم هناك، وفي أكتوبر 2018 أطلّت باتريشيا على البحرين كمستشارة لتطوير التعليم، من مكتب وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، يبدو أنّ المثل الخليجي يتحقق «إلتّم المتعوس على خايب الرجا».
مؤخراً فقط تم تعيين وزيرة التعليم النيوزلندية السابقة باتريشيا هيكيا براتا مستشارةً لتطوير التعليم والتدريب في ديوان ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد.
وحضرت اجتماعها الأول في المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب الذي انعقد في مكتب نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك بقصر القضيبية يوم الأربعاء (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2018)، وكان الاجتماع مخصصًا لمتابعة مشروع تأسيس جامعة الهداية الخليفية التي - بحسب المشروع- ستكون جامعة للتخصصات النادرة.
واستغرب متابعون للعملية التعليمية في البحرين اختيار باتريشيا هيكيا براتا، كونها كانت نموذجاً لعدم النجاح في تجربتها على رأس التعليم في بلادها، حيث عانت من إخفاقات متعددة. كان من المؤمّل أن تنفذ باتريشيا خطط الحكومة الوطنية لتحسين جودة التدريس وتحدث تغييرات واضحة في القطاع التعليمي، لكنها واجهت مشاكل عديدة من البداية.
وبرغم قوة النظام التعليمي النيوزلندي ومتانته، إلا أن الوزيرة فشلت في تطويره كما كان يطمح المجتمع النيوزلندي. تقول صفحة على ويكيبيديا للتعريف بالوزيرة، إنها اعتمدت خطة لتوسعة الفصول، وواجهت خططها ردود فعل عامة واسعة، قبل التخلي عن الخطة بعد وقت قصير من طرحها. كما اقترحت باتريشيا دمج مدارس في مناطق تعرضت للزلازل ولاقى قرارها اعتراضات قوية.
وكما يفعل ماجد النعيمي منذ توليه الوزارة، اصطدمت براتا بالمعلّمين، حيث اعتمدت نظماً للرواتب كانت لها آثار كارثية على المعلمين، مما أدى لاستقالة أمينة سر التعليم، وكانت هناك دعوات لاستقالة الوزيرة أيضاً لكنها لم تستقل رغم تعرض رئيس الوزراء النيوزلندي إلى الهجوم للمطالبة بإبعادها عن سلك التعليم.
ومع عودتها مرة أخرى للتشكيل الوزاري في 2013 أقرت براتا بأنها ارتكبت أخطاء، لكنها لم تحدد تلك الأخطاء، وقالت إنه ليس من مسؤوليتها انتقاد أخطاءها، لكنها تلقت بعض الدروس منها.
استمرت براتا وزيرة للتعليم من 2011 حتى 2017 وشهدت هذه الفترة عددًا من الأزمات قبل أن تقدم استقالتها بدعوى مرض زوجها، وفي تقييمها لتجربتها، قالت الصحافة النيوزلندية إن باتريشيا براتا حظيت بمنصب الوزارة مع توقعات عالية حول رفع مستوى التعليم وتحصيل الطلاب، لكن رؤية الوزيرة لم تكن واقعية وكانت باراتا غير مهيأة للنجاح كوزيرة تعليم.
وقد اتهمت نقابات المعلمين في نيوزلندا المستشارة الجديد لتطوير التعليم والتدريب في البحرين بتدمير النظام التعليمي النيوزلندي.
وعلى الرغم من هذه الاتهامات التي يكررها المعلمون النيوزلنديون بحقها، إلا أن الرياض استضافت الوزيرة براتا في منتدى دولي للمعلمين والمعلمات أغسطس/ آب الماضي تحدثت فيه عن تجربة التعليم في بلادها، ولعل تلك المناسبة هي التي قادت لتعيينها في المنامة.
في مكتبه في مدينة عيسى التقى أسوأ وزير تعليم في البلاد على مرّ التاريخ ماجد النعيمي مع المستشارة الجديدة براتا، بحثا خطط الوزارة التي يسمع البحرينيون عنها منذ العام 2002 إلا أنها أبعد ما تكون عن التطوير، فهل ستنفعنا باراتا أم ستعين النعيمي على ما بدأه؟!