قاسم: الإنتهاكات الفظيعة في البحرين تتم بتوافق خليجي ودولي واسع

2012-07-13 - 12:03 م


مرآة البحرين: اعتبر الشيخ عيسى قاسم أن "السّلطة لا تمتنع من إعطاء الحقّ فحسب وإنّما تأخذ بأشدّ أساليب القمع لألّا يرتفع صوت مطالبٍ بحقوق الشعب"، مؤكدا أن "ما يجري في حقّ شعب البحرين من انتهاكاتٍ فظيعةٍ يمثل توافقاً سياسيّاً واسعاً على مستوى الكثير من الدول العربيّة الخليجيّة وغير الخليجيّة والدّول الكبرى المساندة".
 
وقال قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز إن "المسؤولية في إخماد الفتن في البلاد العربية والإسلامية وإن كانت مُشترَكةً بين الحكومات والشعوب إنّما تقع على عاتق الحكومات"، مستشهدا بـ"ما تحت يدها من مختلف إمكانات الأمّة وقدراتها وبما لقراراتها وسياساتها من نفوذٍ وفاعليّةٍ وامتداد وبما تمتكله من أجهزةٍ تنفيذيّةٍ هائلة".
 
وأكد أن "الحكومات هي التي تخلق الأزمات وتستطيع أن تخفّف منها وتعالجها وهي التي تشعل الحرائق وتملك في العادة أن تطفئها، وهي التي تختلق كثيراً من الخلافات وتديرها لمصلحتها وتتحكّم في تصعيدها والتخفيف منها". وأضاف: "تمتلك الحكومات الكثير من إمكانات الحلّ للأمور المتأزّمة لا بفتح باب السجون وسياسة الاغتيال ومطاردة العلماء واعتماد الرّعب وخنق حريّة التعبير وإثارة النعرات والأحقاد، وإنّما بالعدل والاقتراب من الشّعوب واحترام إرادتها".
 
واشار قاسم إلى أن "في البحرين يسقط قتلى يكثر الجرحى، تمتلىء السجون، يعمّ الرّعب المناطق السكنيّة، تُستباح حرمة البيوت، تُلغى جمعيّاتٌ سياسيّة، والذّنب واحد هو أن تعبّر عن رأيك السياسيّ ولو بأهدأ الأساليب السلميّة، وأظهر الطرق من ناحية القانون"، فـ"السّلطة اليوم لا تمتنع من إعطاء الحقّ فحسب وإنّما تأخذ بأشدّ أساليب القمع لألّا يرتفع صوت مطالبٍ بحقوق الشعب".
 
وشدد قاسم على أن "ما يجري في حقّ شعب البحرين من انتهاكاتٍ فظيعةٍ ومآسٍ ومصادرة للحقوق لا يمثّل سياسةً ظالمةً محليّةً فحسب، إنّما يمثل توافقاً سياسيّاً واسعاً على مستوى الكثير من الدول العربيّة الخليجيّة وغير الخليجيّة والدّول الكبرى المساندة"، لافتا إلى أن "هذا التوافق يرافقه دعمٌ عمليٌّ لسياسة التنكيل بهذا الشّعب، وكأنّ شعبنا المسالم القليل في عدده يمثّل تهديداً جدّياً للعالم وأنّ للعالم في ذمّته جرائم لا تُغتفر ويمثّل في نظره قمّة الإرهاب".
 
وتطرق إلى قرار السلطة حلّ جمعية "أمل" فاعتبر أنه "مفردةٌ من مفرداتٍ فوق العدّ لمصادرة حريّة الكلمة الصادقة ومحاربتها وخنق الصّوت النّاطق بالحقّ"، مردفا "هو تهديدٌ لكلّ الجمعيّات السياسيّة المناهضة للظلم على أنّه غير قادرٍ على إسكات الصوت الحرّ للمواطنين الغيارى من منتسبي جمعيّة "أمل" والجمعيّات الأخرى ممّن ضاق صدرهم للظّلم وسياسة الإذلال"، مشددا على أن "إعادة الحقوقيّ نبيل رجب إلى السجن إعلانٌ بأنّه كما لا مكان للكلمة السياسيّة المعارضة لا مكان للكلمة الحقوقيّة الفاضحة".
 
وأردف الشيخ قاسم أن "الشّعب برغم ذلك سيبقى يقول كلمته من دون أن يتنازل عن حقّه في التعبير عن رأيه والحريّة والعزّة والكرامة واستعادة كامل الحقوق". وتوجه بالشكر إلى "بناتنا الطلّاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسيّة ممّن قاوموا كلّ التحدّيات في هذا الوسط السياسيّ والأمنيّ المتعب المرهق، وسجّلوا تفوّقاً دراسيّا ملحوظاً حسب نتائجهم النهائيّة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus