ضياء عياد: البحرين تجري حواراً سرياً مع الكيان الإسرائيلي...لماذا لا تجريه مع المعارضة في البلاد؟
ضياء عيّاد - 2018-11-03 - 11:28 ص
لا أحد أسعد من "الإسرائيلين" الْيَوْمَ، لا ندري أنسميها عمليات "تطبيل" أم نسميها سياسة ذُلٍّ وخنوع تلك التي ينتهجها بعض حكام الأنظمة العربية، حيث تتسارع الأحداث التطبيعية ويتصاعد معها "التبجّح" والثناء والتشجيع على الإعتراف بما يسمى "دولة إسرائيل" التي قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني الذي شُرِّد وقتل وهُدِّمت بيوته معقل آبائه وأجداده.
البحرين التي كانت سباقة في "الميل العاطفي" تجاه الكيان الإسرائيلي حين أرسل ملكها حمد بن عيسى آل خليفة وفداً بحرينياً من جمعية "هذه هي البحرين" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة محملاً برسالة للإسرائيليين لنشر التسامح والحوار بين الأديان في الوقت الذي تقمع شعبها وترفض الحوار مع المعارضة، وحين استضافت في يونيو الماضي وفداً إسرائيلياً ليشارك رغماً عن إرادة البحرينيين في مؤتمر "لجنة التراث العالمي" المنبثقة عن الأمم المتحدة، لا تنفك عن ممارسة "الغزل العلني" مع الكيان والذي جاء هذه المرة عبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة الذي أثنى على موقف بنجامين نتنياهو في ما اعتبره استقرار المنطقة، وهو ما اعتبره المراقبون في المقابل موافقة ضمنية على التطبيع، حيث طرحت تغريدة الوزير "الغزلية" على موقع "تويتر" تساؤلات حول ما إذا كانت الوجهة المقبلة لنتنياهو ستكون المنامة، وهو الذي أعلن خلال جلسة مع وزرائه عقب عودته من زيارته إلى سلطنة عمان ولقائه السلطان قابوس حول ما قيل وقتها تفعيل "عملية السلام" المزعومة أن الوجهة المقبلة له (نتنياهو) ستكون إلى بعض الدول العربية التي لا تقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي، خصوصاً وأن الوزير البحريني قد تمنى النجاح لما أسماها "جهود" السلطان قابوس لتجديد تلك العملية التي لم تغن ولن تثمر كما تؤكد المسيرة التي مرّت بها.
وفِي هذا الإطار أكّدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنّ البحرين تجري في الوقت الحالي حواراً سريّاً مع الكيان الغاصب تمهيداً للإعلان عنها وأنها ستدشّنها بزيارة مرتقبة سيقوم بها نتنياهو إلى المنامة فهل هذا تأكيد آخر على التقارب الإسرائيلي-البحريني؟ وهل ستكون البحرين طرفاً في تنفيذ الخطة الأميركية لتسوية الصراع والمعروفة ب"صفقة القرن"؟
كان الأجدى بالبحرين التي تعيش أزمة سياسية مستفحلة في الأساس، أن تدخل في حوار جدّي مع المعارضة لإيجاد حلٍّ جدي يخرج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة والتي انعكست سلباً على مختلف القضايا الإقتصادية والإجتماعية والتنموية التي تخصّ المواطنين.
وفِي النهاية فإنّ وزير الخارجية المعروف بخروجه الدائم عن دبلوماسيته التي يقتضيها منصبه لا يمثّل سوى نفسه وبيت الحكم في البحرين حسبما يؤكّد البحرينيون الذين يصرون على عمق القضية الفلسطينية ويرفضون التطبيع و"التطبيل" الرسمي الذي يمارسه النظام في البحرين على حساب القضية "الأم" خدمة للولايات المتحدة الأميركية و "السيد" نتنياهو كما يقول خالد آل خليفة.