"القبس" الكويتية تكتب عن "الشيخ البحريني والرجل الحديدي": كذبة تمّت أمام أعين وعدسات ملايين القضاة والمحكمين والمراقبين والمشاهدين

أحمد الصراف
أحمد الصراف

2018-11-08 - 12:52 ص

مرآة البحرين: سخر كاتب كويتي بارز من المزاعم التي أطلقها نجل الملك البحريني ناصر بن حمد آل خليفة حول فوزه ببطولة العالم للرجل الحديدي IRONMAN World Championship. وقال أحمد الصراف، كاتب عمود الرأي في صحيفة "القبس"، أوسع الصحف الكويتية انتشاراً "شارك البعض من جماعتنا في هذه البطولة مؤخرا، ولكن لم يحققوا يوما شيئا يذكر، وكان آخرهم مواطن خليجي لم يتردد، عند عودته إلى بلاده، من إعلان فوزه بلقب «الرجل الحديدي» وتبوؤ المركز الأول لهذا العام، ولقي فوزه ترحيبا رسميا وتغطية إعلامية ضخمة في وطنه".

وأضاف في مقال نشره بالصحيفة يوم الثلثاء (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018) "لسنا هنا في معرض دحض هذا الادعاء، فمباريات اختيار الرجل الحديدي تمت تغطيتها من قبل آلاف شبكات التلفزيون ومحطات الإذاعة والصحافة، وجميعها أجمعت أن الفائز بلقب 2018 هو الألماني بارتيك لانغ، وجاء بعده بلجيكي وبريطاني، ولم يأت ذكر صاحبنا، علما بأن الرقم القياسي للفائز كان 7 ساعات و52 دقيقة و39 ثانية. أما صاحبنا فقد كان ترتيبه الـ 250 وأنهى التحدي بزمن بلغ 9 ساعات و19 دقيقة، أي بزيادة ساعة ونصف الساعة فقط، أو 87 دقيقة، عن المتسابق الأول".

ورأى الصرّاف بأن "المواطن الخليجي حر في ما يدعيه، وأهله «أبخص» بما يقول ويفعل، وهذا أصلا ليس موضوع مقالنا، بل الأمر يتعلق بحقيقة أن هذا الحدث وقع قبل أيام فقط، وأمام أعين وعدسات ملايين القضاة والمحكمين والمراقبين والمشاهدين، مع فارق يزيد على 5200 ثانية بين الأول وبين الذي جاء في المرتبة 250 ومع هذا لم يمنعه ذلك البعض من الادعاء بعكس الحقيقة".

وخلص إلى أنه "إذا كنا بكل «قوة العين» اتجاه حدث وقع بالأمس، فما هي يا ترى الحقيقة عند استعراض أحداث وقعت قبل مئات أو آلاف السنين، يوم لم يكن هناك لا رواة ولا كاميرات ولا قضاة ولا من يحزنون؟ وكيف قبلنا لأنفسنا قتل بعضنا البعض وتفجير دور عبادتنا، ودور عبادة غيرنا، بناء على أحداث لم نحضرها، وكتب لم نتيقن من صحتها، وروايات لم نعرف دقتها، واستحالة تأكيد ما جرى بالفعل ومن قتل من ومن كان على حق ومن كان على باطل؟".

وقال "إن العالم أجمع، حتى المتخلف منه، خارج منظومتنا، يضحك من سذاجتنا ومن تناحرنا وتقاتلنا على أمور وأحداث ليس بإمكان أحد مطلقا الجزم بصحتها. فإن كان هناك اليوم من يود منا تصديق أن من جاء في المرتبة 250 هو البطل، وسيصبح في تاريخ وطنه كذلك، فهناك أيضا ملايين غيره يدفعوننا دفعا لتصديق ما يروجون له من سير وقصص غابرة وعداوات سافرة لا اصل لها ولا ومن يحزنون"، على حد تعبيره.