بورتريه: فوزية رشيد: من اليسار ومحور الممانعة إلى روحانية ’الريكي’ وتجمع الوحدة الوطنية

2012-07-16 - 8:05 ص


مرآة البحرين: تعكس الكتابات التي تضعها عضو الهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية فوزية رشيد، عبر عمودها اليومي في "أخبار الخليج"، أزمة "التجمع" الداخلية. سواء داخله الصميم، ممثلاً في الأقربين، عبر الصفة التي تمثلها رشيد في الهيكل التنظيمي. أو داخله الأبعد بخطوة، ممثلاً في الحقل الرمزي الذي يتعاور "التجمع" مع "الإخوان" و"السلف" في التشبيح بتمثيله، وهو الشارع السني.

فإذا كانت أقسى الضربات قد تلقاها، حتى الآن، رداً على "التقرير السياسي" الذي أقرّ فيه ب"استخدامه" من قبل السلطة، جاءت من "الإخوان"، الذين كانوا صريحين جداً في شن حرب ضده، فإن الضربات الأخرى، وربما الأكثر إيلاماً، هي تلك التي صارت رشيد الآن تمثل رأس حربتها، طمعاً في دفع "التجمع" نحو مزيد من التشدد، وإيقاف عملية "إعادة التموضع" التي تلتقي في منتصف الطريق مع المعارضة، والتي أظهرها بجلاء "التقرير السياسي".

تتحدر رشيد من تيار "اليسار"، ممثلاً في جبهة التحرير الوطني البحرانية. وعلى عكس المواقف المتشددة التي تبديها الآن، حيال الشيعة وإيران وحزب الله، فهي كانت، حتى ما قبل فبراير/ شباط 2011، واحدة من أدوات الدفاع عنها. وبإمكان التأكد من ذلك، من خلال العودة إلى أعمدتها السابقة على هذا التاريخ.

فهي حتى بعد سنوات من غزو العراق، على يد المحتل الأميركي - البريطاني، بمعاونة بعض من دول الجوار، ظلت تصيغ مقاربة تفهمية، بل شديدة التفهم، حيال إيران وحزب الله، وأدوارهما في المنطقة. وشكلت بذلك، صوتاً منفرداً في الصحافة الرسمية حيالهما، دفاعاً عن "محور الممانعة".

بل أنها شاركت غير مرة في مؤتمرات بطهران، دعتها لها  السفارة الإيرانية في البحرين. وفي أحد المؤتمرات بالعاصمة الإيرانية "طهران" التي شاركت فيها قبل 3 سنوات، وربما تتذكر رشيد ذلك جيداً، فضلت أن تبدأ كلمتها أمام المشاركين باللغة الفارسية. مستغلة معرفتها الجيدة باللغة الفارسية، وكدلالة على التماهي مع رؤية الدولة الإيرانية، وحركتها في المنطقة العربية، ضداً على "محور الاعتدال" بقيادة السعودية ومصر - مبارك.

حتى أن بعض المنظمين التابعين إلى الحكومة الإيرانية، دهشوا لذلك، وراحوا يكيلون لها كلمات المديح، نظراً لإجادتها الفارسية. في حين كانت هي ترد بتواضع، على هذا الثناء، من غير أن تخفي نشوة. فقد كانت نجم المؤتمر، وسيدته الخليجية، التي تجيد لغة الفرس، وفهم دورهم.

لاتبدو مفاجئة أعمدة "رشيد" الناقمة عى تنظيمها "الجديد"، كل الجدة. فكل رفاقها يعرفون حجم "المتنافرات" التي تسم شخصيتها. من يسارية راديكالية إلى منافحة، حدّ العظم، عن "محور الممانعة"، في نسخته "الخمينية"، حدّ جسارة رجلها في الضيافة على مؤتمرات الحكومة الإيرانية بطهران، ذهاباً وإياباً.

ومن كل ذلك، إلى نسخة "حيوية" من المفتتنات بفنون "الريكي"، وتوفيقاته، الملئى بتأليف "الأضداد"، وجمع ما لا يجتمع "من كل ضد وضد"، تعبيراً عن "رحلة اكتشاف الله في الكِبَر". إلى أخيراً - منذ زلزال ثورة 14 فبراير/ شباط -... "حنبلية" متطرفة، تنضح تشدداً وطائفية، ضدا على كامل "سلة الهويات المتناقضة" التي جمعتها في السابق.

الجديد، أن إقامتها في "تجمع الوحدة الوطنية" لم يطل كثيراً، فهي لم تمكث أسبوعاً حتى باشرت القصف ناحيته. وقد صورت في مقال، دخولها إليه، والترشح فالفوز بعضوية هيئته المركزية، كما لو كان، إضافة لديها، أرادت خصه بها. في حين بان الآن، لمن لم يعرف بعد، أن الإضافة ليست سوى إعادته القهقرى إلى حضن "السلطة" الرؤوم، التي يبدو أنه فطن لعبتها.

لدى رشيد ما من شك، الكثير من الدواعي للدفاع عن الدولة، وعنصريتها، حتى آخر قطرة حبر. فهي تستلم من الحكومة راتب تفرغ شهري وقدره (؟) نظير أعمال أدبية لم تكتبها بعد. ومنذ تفريغها العام 2006، حتى الساعة، لم تطرح رشيد أي عمل أدبي واحد. لقد بنت كامل أدبيتها على ما أصدرته في الثمانينات والتسعينات. في حين واصلت تسلم راتب التفرغ الشهري من خزينة الدولة، لغاية الساعة، ديناراً ينطح ديناراً.

ثم كوفئت مرة ثانية، بطباعة "أعمالها الكاملة" على نفقة وزارة الثقافة. وهو شيء لم يحصل إلى أي من الأسماء اللامعة في الأدبية البحرينية، بمن فيهم قاسم حداد وأمين صالح. وهو ما من شك أحد المؤشرات على عصر الفساد الذي يمسك بتلابيبه خليفة بن سلمان، في حين لاتريد أن ترى له نهاية. والأكيد، أن فوزية رشيد لن تجد في "حكومة تمثل الإرادة الشعبية" دافعاً لإدامة هذا الحال!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus