علي البنعلي... من ’المنبر’ إلى ’الأصالة’ والمذهب ’انتهازي’

2012-07-17 - 2:47 م


مرآة البحرين (خاص): برغم استمرار المفصولين الذين لا زالت تسوياتهم مع شركة ألبا عالقة، في الاعتصام بشكل شبه يومي في بهو وزارة العمل، وبرغم دوره الواضح في تأزيم قضيتهم وجرها للمزيد من الانغلاق، لا يزال رئيس نقابة ألبا يهاجم الاتحاد ويصفه بأنه ضحى بمصلحة العمال في أحداث عام ٢٠١١.
 
صاحب الفكر الماركسي وعضو الجمعية الشيوعية العريقة وبعد أن "لفظته المبادئ، تلقفته الدناءة" كما وصفه أحد الشخصيات، فلم يكن غريباً أن تحتضن جمعية سلفية متشددة الرجل المتحرر، هذه الجمعية المعروفة ببغضها لتيار المعارضة ذي الأغلبية الشيعية، العلاقة بينهما أشبه بعلاقة التعايش الذي يحتاج فيها كل منهما للآخر، فالجمعية تبحث عن دورٍ تلعبه وساحة تحيي فيها نشاطها الخامد، والبنعلي يبحث عن مظلة يستظل بها حتى وإن كانت "الأصالة"، التي قدمت له كل الدعم الممكن والذي وصل إلى الظهور على قناة التأزيم السلفية المتطرفة "وصال".
 
في محطة أخرى، سيظهر البنعلي وبشكل فاضح علاقته بأجهزة الأمن في الدولة، حيث نظّم أخيرا وباسم النقابة ما دعاه مهرجان تسوق مشترك بالتعاون مع "الحرس الوطني"، وهو ما يمثل سابقة مضحكة في تاريخ عمل النقابات، وما يكشف كيف جنّدته أذرع المشير والجناح المتشدد في الحكم لصالح أجندتها المتطرفة.
 
وعودة لحديث البنعلي عن الاتحاد وادعائه أنه ضحى بمصلحة العمال، فذلك لا يعبر في الواقع إلا عن صدمته وصدمة من يقف خلفه داعما، من قوة الاتحاد الذي بجهوده تم حل جزء كبير جدا من أزمة المفصولين التي هو شخصياً ضالع فيها من خلال مشاركته في لجان التحقيق والفصل في شركة ألبا بداية عملية الفصل الطائفي، ثم من خلال تحكمه في عودة باقي المفصولين إلى وظائفهم المسروقة منهم ومحاولة إجبارهم على العمل بما لايتناسب مع مؤهلاتهم بوظيفة غير التي كانوا يشغلونها.
 
الغريب في الأمر أن كل مواقف الرجل "المتحولة" موثقة ولايمكنه نكرانها أبداً، ومع ذلك هو يُغلط من هو ثابت على هذه المواقف، فالذي هتف للاتحاد يوماً ها هو اليوم يهتف للانشقاق، وبعد أن اعتلى منصة الدوار وهتف بتنحي "خليفة" صار عنده خليفة مجد الوطن، وليس بعيداً عن العمال المفصولين حين كانت عودتهم أمرا صعبا تصريحاته التي كانت كلها ضدهم، ونفيه القاطع وجود أي نية للشركة في إرجاعهم، وبمجرد صدور قرار الإرجاع صار يطالب بإظهار دور النقابة في عودة العمال!
 
اليوم، يتنقل البنعلي بين مصر، الأردن، لبنان، وسوريا مبشرا بفتنته الجديدة "الاتحاد الحر لعمال البحرين" وهو الاتحاد الذي يريد تأسيسه تنفيذا لأوامر من جهات عليا ليعمل وفق آلية جمعيات الغونغو، ويضرب جهود الاتحاد العام لنقابات البحرين ويعمل على إضعاف موقفه على الصعيدين المحلي والدولي.
 
قبل أن يكمل طبخة انسحاب نقابة ألبا غير الشرعي من اتحاد النقابات، حاول البنعلي أن يبتز الاتحاد، بوعود بإرجاع المفصولين، ودفع الاشتراكات، مقابل ضمان وصول عدد من أعضاء نقابته لإدارة الاتحاد التي تتشكل عن طريق الانتخاب، وذلك حتى يستطيع التحكم والسيطرة على قرار الاتحاد، الأمر الذي رفضته الإدارة رفضا قاطعا.
 
لم يرد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على دعوة البنعلي لحضور المؤتمر التأسيسي لاتحاده المشبوه، وقالوا إن الموضوع سيعرض على مجلس الإدارة، كذلك هو الحال مع اتحاد عمال الأردن. درجة التخبط والاضطراب وصلت بـ "الأصالي" الجديد إلى أن يلجأ أيضا إلى اتحاد "الوفاء" وهو الذراع العمالي لحزب الله في لبنان، بل وكذلك إلى اتحاد العمال السوري الموالي لنظام الأسد، وذلك لكسب أية شرعية ممكنة لاتحاده الجديد.
 
في جملة تنقلاته وتحركاته هذه، لم يكن البنعلي "الخائن" الوحيد لرفاقه ومبادئه، كان معه مجموعة من المتسلقين والمتملقين، مثل أمين سر نقابة ألبا "ياسر الحجيري" الذي يرافقه دوما في كل زياراته، والمتهم هو كذلك بالإعانة على إقصاء المفصولين منذ البداية، وتوظيف أقاربه مكانهم، وهو أيضا المسئول عن تزوير التصويت في 3 جمعيات عمومية للنقابة.
 
دعوة أخرى، وجهت من البنعلي ورفاقه الانفصاليين للاتحاد الدولي للعمال، الذين كان يتهمهم بأنهم "صهاينة" ويعيب على اتحاد النقابات التواصل معهم، لكن الاتحاد الدولي رفض دعوته بشكل صريح، ولم يقبل أن يزج باسمه في هذه اللعبة الرخيصة!  
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus