الصحف العربية: منظمات حقوقية تؤكد اعتقال الجنود لمصابي التظاهرات وتعذيبهم ورئيس الوزراء يشيد بالعلاقات مع أميركا

2012-07-19 - 8:52 ص


مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية على ممارسات السلطات البحرينية بحق الجرحى من المتظاهرين وأشار بعضها إلى معالجة المتظاهرين في المنازل ونقلت عن منظمات حقوق الإنسان في البحرين، أن الجنود المتمركزين حول «مجمع السلمانية الطبي»، يعتقلون المصابين فور وصولهم ويأخذونهم إلى مواقع سرية ليتم تعذيبهم. كما اشارت صحف اخرى الى بعض مواقف المعارضة من قمع السلطات للشعب. ونقلت صحف خليجية مواقف لرئيس الوزراء البحريني  الامير خليفة بن سلمان آل خليفة خلال لقائه وفداً أميركياً رفيع المستوى.

وقد تحدثت "السفير" في تقرير لها عن معالجة الجرحى  في غرف رطبة تحت الأرض وقالت:" تتم معالجة المتظاهرين المطالبين بالإصلاح في البحرين بعد إصابتهم في مواجهات مع الشرطة. إذ يرفض الجرحى تلقي العلاج في المستشفيات العامة أو الخاصة خوفاً من اعتقالهم. وقال الطبيب محمد، وهو أحد العاملين في شبكة أطباء توفر العناية اللازمة للجرحى في غرف تحت الأرض، إن الحكومة تستخدم سلاح «الشوزن» (بندقية صيد محرمة دولياً) لتفريق المتظاهرين، مضيفاً «يلجأ الجرحى إلينا مهما بلغت خطورة إصابتهم... عالجنا الكثير من الحالات الخطيرة مثل بتر أعضاء الجسم». ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن أطباء في البحرين قولهم إن الحكومة تراقب سجلات دخول المرضى إلى المستشفيات من أجل تعقب واعتقال الجرحى في التظاهرات، ويتمركز جنودها حول «مجمع السلمانية الطبي» وهو المستشفى الحكومي الوحيد في البحرين، لاعتقال المصابين الذين يريدون دخول المستشفى. كما طلبت الحكومة من العيادات الخاصة إبلاغها عن أي جريح، تبدو إصابته نتيجة «عمل غير مشروع» مثل التظاهرات غير المصرح بها.

واضافت "السفير" أنه "تنتشر في البحرين العيادات المؤقتة في المنازل التي تعالج الجرحى يومياً منذ اندلاع الاحتجاجات في العام الماضي، حيث قام عدد من الأطباء بتعليم الشباب البحريني مهارات الإسعافات الأولية لمواكبة العدد المتزايد من الجرحى. ويشير هؤلاء إلى أن غرف الطوارئ المنزلية عاجزة عن تقديم العلاجات المناسبة في بعض الحالات الخطرة، ما أدى إلى وفاة أربعة مواطنين رفضوا تلقي العلاج المناسب في مستشفى السلمانية . وقال شاب يحتمل أن يفقد نظره بعدما أصيبت عيناه بسلاح «الشوزن» خلال مشاركته في التظاهرات «رفضت تلقي العلاج في المستشفى لأني كنت خائف». ويقول نائب مدير منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» ريتشارد سولوم إن «هذا الموضوع الجدي لا يحظى بتغطية إعلامية مناسبة».

ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن منظمات حقوق الإنسان في البحرين اعلنت أن الجنود المتمركزين حول «مجمع السلمانية الطبي»، يعتقلون المصابين فور وصولهم ويأخذونهم إلى مواقع سرية ليتم تعذيبهم. وترى المعارضة البحرينية أن المجمع الطبي يعتبر قاعدة عسكرية للنظام وليس مكاناً تتوفر فيه العناية اللازمة للمرضى. وقال عبد العزيز خليفة، وهو المتحدث باسم الهيئة البحرينية للإعلام، وأحد أعضاء العائلة الحاكمة، إن الجنود المتمركزين حول المستشفى الحكومي «يحترمون القانون»، نافياً ممارسة هؤلاء لأي شكل من أشكال التعذيب بحق المصابين في التظاهرات. وأشار إلى أن أحداً لن يتم رفض علاجه «ولكن في حال كانت الإصابة خطيرة، فإنه من الطبيعي إبلاغ القوى الأمنية. هذا هو النمط السائد في العالم، ولا يمكن لأحد إدانتنا بهذا الشأن».

ونقلت السفير عن كبيرة الباحثين في مركز «شاتهام هاوس» في لندن جاين كينينمونت، أن الوضع سيئ للغاية ويتدهور مع الوقت. من جهته، أشار الطبيب نبيل حميد الذي يعمل في مستشفى «السلمانية» وتم اعتقاله من بين 28 طبيباً آخر بسبب معالجته المصابين خلال تظاهرات العام الماضي، إلى أن هناك «شعوراً بعدم الثقة بين الأطباء أنفسهم وفي علاقتهم مع المرضى بسبب الانقسام الطائفي»، فيما أكد جميع الأطباء أنه تم تعذيبهم من قبل الشرطة، مؤكدين أن الدعاوى التي رفعتها السلطات البحرينية ضدهم هي «سياسية بامتياز». وقال الطبيب محمد إنه يجب بذل المزيد من الجهد لتبديد المخاوف المرتبطة بنظام الصحة العامة في البحرين مشيراً إلى ضرورة الفصل بين الواجب الطبي والسياسة. وأضاف «المستشفيات هي أماكن للعناية بالمرضى وعلاج المصابين، هذا حقهم في العيش».

رغبة الحكومة بالحوار... وعنف المحتجين!

اما صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية فنقلت عن عبد الرؤوف الشايب، المتحدث باسم تحالف ثوار 14 فبراير "بأن السلطة في البحرين ارتكزت على اكذوبتين هما ان هناك عنفا من الشارع البحريني و، وان النظام يرغب بالحوار، لكن المعارضة هي التي ترفض هذا الحوار. مضيفا: "ان السلطة تدعي ان هناك ارهابا من الشارع واطنانا من الاسلحة والمتفجرات وكل ذلك كي تزج بالأحرار والثوار بالسجون وتعذبهم نفسيا وجسديا، كما ان الحكومة تمارس كل انواع التضليل الاعلامي لتصور نفسها انها تريد الحوار في حين انها تقمع وتضرب وتقتل وتسجن وتعذب أبناء شعبها".

وتساءل الشايب: هل من يحمل اطارا مشتعلا هو إرهابي في حين ان من يأتي بالدبابات والمدرعات والاسلحة النارية مسالم؟! لماذا لا يسمح النظام للإعلام بالدخول للبحرين لتغطية الاحداث ولماذا لا يسمح التلفزيون البحريني الرسمي حتى للمعتدلين بالإدلاء بآرائهم؟! لماذا لا يسمح للأمم المتحدة بالتحقيق في من هم الشعب ومن هم المجنسين الذين تختلف لهجتهم وثقافتهم عن ثقافة البحرينيين؟! واستنكر ما تدعيه السلطة من ان اسلوب الاحتجاجات غير ديمقراطي، حيث حمل البحرينيون اعلام الوطن والورود الى المرتزقة الذين هم ليسوا من اهل البحرين بل جلبهم النظام الخليفي لقمع الشعب.

رئيس الوزراء يشيد بالعلاقات مع أميركا

من ناحيتها قالت كل من "الاتحاد" الاماراتية و"الوطن" الكويتية  أن الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني أكد اهتمام مملكة البحرين والولايات المتحدة بقضية استقرار المنطقة وأمنها.

وأعرب لدى لقائه أمس بقائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية وقائد الأسطول الخامس الأميركي وقائد القوات البحرية المشتركة جون ميلر عن اعتزازه بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وقال: نريدها أن تكون دائماً قوية ومتينة.

ومن جانبه أكد قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية أن التعاون بين مملكة البحرين والولايات المتحدة حيوياً لأمن واستقرار المنطقة، وأشاد بما تنعم به البحرين من أمن واستقرار. وقال: "إننا وعائلاتنا نعيش في البحرين في أجواء آمنة وسنواصل العمل على حماية الأمن والاستقرار بالمنطقة".

إلى ذلك اشارت "الخليج"إلى أن البحرين أكدت وقوفها وتضامنها مع الإمارات ودعمها المطلق للإجراءات والوسائل كافة، التي تتخذها لحفظ أمنها واستقرارها ضد كل من تُسول له نفسه المساس بقيادتها، والتآمر عليها، والعبث بوحدتها الوطنية . وذكرت وكالة أنباء البحرين أن ذلك يأتي انطلاقاً من عمق الانتماء والترابط ووحدة المصير المشترك بين دول مجلس التعاون، باعتبار أن أمن واستقرار دوله كل لا يتجزأ.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus