ماذا تعلمت في مطار البحرين

2012-07-22 - 6:47 ص


روبرت نيمن ،هاف بوست ورلد
ترجمة :مرآة البحرين

مطار البحرين الدولي - عندما قدمت إلى البحرين، بالتأكيد لم يكن في القصد أن أمضي وقتي كله في المطار. أردت أن أرى ما كان يجري في البلاد، وليس ما كان يجري في المطار.

لكن السلطات في البحرين لم تسمح لي بدخول البلاد. عند كتابة هذه السطور، كانت الساعة 5:00 عصرا بالتوقيت المحلي.  رحلتي وصلت عند 2:15 صباحا. وقد أعلموني أن مدير الهجرة قد قرر أن لا يكون لي تأشيرة لدخول البحرين -- على الرغم من أن ممارسة إعطاء تأشيرات دخول للأمريك يين في المطار من قبل السلطة البحرينية في الماضي كانت تلقائية وآلية إلى حد كبير -- وبالتالي فإن السلطات تقول إن السبيل الوحيد لأغادر المطار هو على متن طائرة إلى خارج البلاد. عند كتابة هذه السطور، يبدو أنني قد أكون في المطار لـ 36 ساعة أخرى.

مراقبون آخرون تمكنوا من الدخول، ويمكنك أن ترى تقاريرهم على موقع شاهد البحرين . [لا يمكنك دخول ذلك الموقع إذا كنت تعيش في البحرين – لأنه حظر من قبل السلطات البحرينية]. ولكن إذا كنت في الولايات المتحدة، يمكنك قراءة تقارير شاهد البحرين حول الاحتجاجات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة من أجل الديمقراطية، واستجابة الحكومة البحرينية لتلك الاحتجاجات.  لن أكون قادرا على المساهمة في تلك التقارير، بما أني، جالس في المطار،  ولن أكون قادرا على مراقبة الاحتجاجات ومدى تجاوب الحكومة.

ومع ذلك،فقد تعلمت شيئا مفيدا، وأنا جالس في المطار، انتظر مع مجموعة من الأجانب الآخرين للحصول على إذن للدخول إلى البلاد.

تعلمت أن حكومة البحرين قد بدأت بدفع ثمن حقيقي للجهود التي تبذلها لحماية أفعالها تجاه المتظاهرين السلميين من التدقيق الدولي.

ففي جهودها المبذولة لمنع أولئك الذين هم من أمثالي من الدخول-- أولئك الذين يريدون أن يراقبوا كيف ترد حكومة البحرين على الاحتجاجات السلمية-- اعتمدت حكومة البحرين سياسة الشك تجاه مجموعة واسعة من الغربيين. وهذا سيؤذي صورة حكومة البحرين عند مجموعة أوسع من الناس. سوف تؤذي رغبة السياح ورجال الأعمال في القدوم إلى البحرين.

هذا الصباح رأيت مجموعة من البريطانيين الغاضبين جدا والذين قالوا بأنه تمت دعوتهم من قبل شركة نفط البحرين لتقديم عرض تسويقي. وقالوا إنهم تأخروا عن لقائهم، وذلك لأن السلطات في البحرين لم تسمح لهم بالخروج من المطار. بدأ أحدهم يقول بصوت عال جدا "، أنا لا أريد حتى أن أكون هنا".

ورأيت امرأة إنجليزية تقول: "لقد كنت هنا من قبل، ولم يكن الوضع على هذا النحو".

 ورأيت مجموعة من الإسبان قالوا إنهم جاءوا للمشاركة في مؤتمر، وأحدهم كان يقول إنه كان من المفترض أن يقدم عرضا. ولا يستطيعون الخروج من المطار. وكانوا أيضا غاضبين جدا.

ورأيت أيضا صحفياً من وكالة أسوشيتدبرس لا يستطيع الخروج من المطار.

عندما رأيت كيف أن الناس الذين "جاءوا فقط للأعمال التجارية" لا يتمكنون من الدخول وقد أصبحوا غاضبين من حكومة البحرين، أعطتني بعض العزاء. جعلتني أعتقد أن وجودي هنا كان فيه بعض المنافع الصغيرة، حتى لو لم أتمكن من مغادرة المطار. إن رغبة أناس مثلي في التواجد استجابة لنداء البحرينيين للمراقبين قد استفز حكومة البحرين بأن تظهر وجهها لمجموعة أوسع من الناس. لقد أظهرت بأن النظام الملكي في البحرين لا يمكنه أن يكون مفتوحا لكل من -  رجال الأعمال، والرصد.

النظام الملكي في البحرين، مثل الحكومة العسكرية في مصر، يبدو أن لديه علاقة حب وكراهية مع أمريكا.  يحبون الأسلحة الأميركية. لكنهم لا يريدون للأميركيين أن يعرفوا كيف يعاملون المتظاهرين الذين يناضلون من أجل الديمقراطية،  ولا يريدون للأمريكيين أن يقولوا أي شيء حيال ذلك.

إنها صفقة متكاملة. ابسط السجادة الحمراء للأميركيين الذين يريدون أن يعطوك الأسلحة، والأميركيين الذين لا يريدون منك أن تطلق النارعلى المتظاهرين سيكون لهم كلمتهم أيضا.

لعقود من الزمن، الحكومة الأمريكية دعمت الطغاة في العالم العربي على حساب الأغلبية المحكومة من قبل الطغاة. وعود الربيع العربي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة هو أن سياسة الولايات المتحدة يمكن أن تتغير. حسني مبارك كان أفضل الأصدقاء لحكومة الولايات المتحدة، إلى حين لم يعد كذلك، لأن الأميركيين رأوا على شاشات التلفزة المصريين وهم يتظاهرون ويتعرضون لهجوم بلطجية مبارك، و لم يعد هناك مجال للدفاع عن سياسة الولايات المتحدة في كونها أفضل أصدقاء مبارك أمام الرأي العام الأميركي .

هذا التغيير يمكن أن يحدث في البحرين، إذا ما تمكنا من إبراز ما يحدث هناك إلى الولايات المتحدة .

الناس لديهم كل أنواع الأعذار فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية في تدليل حكومة البحرين لماذا لا يمكن تغييرها. الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية في البحرين، لذلك سياسة الولايات المتحدة لا يمكن أن تتغير. البحرين هي "سد منيع" ضد إيران، لذلك فان سياسة الولايات المتحدة لا يمكن أن تتغير. الولايات المتحدة لا تستطيع أن تسيء إلى المملكة العربية السعودية، لذلك سياسة الولايات المتحدة لا يمكن أن تغيير.

ولكن حسني مبارك كان يشكل "سدا منيعا" ضد إيران - وهو أكبر بكثير من "حصن" البحرين - وتحت ضغط الرأي العام، تخلت عنه الولايات المتحدة. وقد أسيئ للمملكة العربية السعودية عندما تخلت الولايات المتحدة عن مبارك، ولكن الولايات المتحدة تخلت عن مبارك على أي حال.
ونحن لسنا بحاجة للقاعدة. قبل عام - عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال تتحدث علنا بقليل من الحيوية عن حقوق الإنسان في البحرين،  قبل ان تعتمد إدارة أوباما سياستها الحالية من الهدوء – كانت هناك تقرير في صحيفة نيويورك تايمز وقد سمى قاعدة البحرية الأمريكية   بــــأنها " مسألة ملاءمة في معظمها " .

يمكن لحكومة الولايات المتحدة أن تتحدث بشكل صريح ومباشر حول ما يجري في البحرين، ولن تسقط السماء. ولكن قد يكون "غير ملائم". وبالتالي فإن حكومة الولايات المتحدة لن تتحدث بشكل صريح ومباشر، إلا إذا كانت هناك بعض الضغوط الجماهرية الحقيقية .

مكان جيد للبدء: يتعين علينا أن نطالب بأن تضغط الولايات المتحدة على حكومة البحرين بعدم منع المراقبين الدوليين من دخول البلاد. ويجب أن نطالب بأن لا ترسل الولايات المتحدة أي أسلحة أكثر إلى البحرين حتى تتوقف حكومة البحرين عن القمع العنيف للاحتجاجات السلمية.

13 شباط/فبراير 2012 


رابط النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus