كاتب لبناني: مصير الثورة البحرينية مرتبط بمصير الربيع العربي في منطقة الخليج

2012-07-22 - 8:00 ص


مرآة البحرين: رأى الكاتب اللبناني سعد محيو أن على المعارضة البحرينية أن تعي أن "مصير مسيرتها يرتبط بشكل وثيق بمصير الربيع العربي في منطقة الخليج"، وأن ذلك هو السبيل للخروج من الخناق الذي يفرض على الثورة البحرينية.

وقال في مقال اليوم الأحد نشره على مدونته "الديمقراطية في المنامة تفترض الديمقراطية في الرياض والكويت وباقي المنظومة الخليجية. وهذا يجب أن يدفع إلى صياغة استراتيجية بعيدة المدى لتوحيد جهود كل قوى الإصلاح الخليجية".

ودعا المعارضة إلى أن "تمتلك الجرأة الكافية للوقوف في وجه كل من إيران والسعودية في آن، وأن تُثبت بالقول والفعل أن الوطنية البحرينية مستقلة وعلى مسافة واحدة بين هذين العملاقين الإقليميين". كما طالبها بأن "تنشط في الدول التي انتصر فيها الربيع العربي، كي توضح لها أن انتفاضتها وطنية وعروبية لاطائفية".
 
وتابع موضحاً "بكلمات أوضح: يتعيّن على الانتفاضة البحرينية أن تشق طريقها في مسيرة تشبه طبيعتها الجغرافية. فكما أن البحر يعانق الينابيع الحلوة فيها، عليها هي أن تكتشف "المياه الحلوة" الاستراتيجية الإيجابية لها في خضم البحر الإقليمي اللجب والمتلاطم".

 واعتبر أن "مصير ما هو وطني في البحرين، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما هو إقليمي خليجي. وبما أن هذا العامل الإقليمي يمر هو الأخر بمرحلة انتقالية لابد أن يخترقها فصل الربيع العربي، تُصبح الآمال بانتصار الوطنية البحرينية أكبر مما قد يتخيّل الكثيرون" على حد تعبيره.

 وقال محيو في مقاله الذي جاء تحت عنوان "كيف تخرج البحرين من حالة اليتم": "التاريخ الحديث لايتطلب بالطبع من البحرين مثل هذه الزلزال العنيف، بل يتطلب مد الجسور إلى قوى الإصلاح في مكة والمدنية وباقي مناطق الحجاز ونجد، وكذلك تقديم أنموذج  لشيعة المنطقة الشرقية السعودية ترتفع فيه يد الوطنية فوق الأيادي الطائفية".

ورأى أن "هذا رهان في محله في الواقع. فالشعب البحريني يعتبر من الأكثر ليبرالية وانفتاحاً وثقافة، ليس فقط في منطقة الخليج بل أيضاً في كل المنطقة العربية. ويكفي أن نعلم هنا أن البحرين تنشر سنوياً ما معدله 137 كتاباً لعدد سكان لايناهز نصف المليون، هذا في حين أن المعدل في العالم العربي برمته كان في ذلك العام سبع كتب لكل مليون مواطن".
 
وقال "الانتفاضة البحرينية ولدت لتبقى، وستبقى. لكن خروجها من حالة "اليتم" بين ثورات الربيع العربي يتطلب منها أن تفكّر بعقلية استراتيجية إقليمية- دولية في الدرجة الأولى، وبنفس طويل ولكن واثق بأن رياح التاريخ تهب في اتجاهها".

وأضاف "الموقع الجغرافي- التاريخي، إذا، يعتبر عاملاً مهماً في تعقيد صورة الانتقاضة البحرينية. ولذا، وعلى رغم أن البحريينيين أثبتوا في غالبيتهم مراراً وتكراراً  أنهم بحرينيون أولاً (حين صوّتوا إلى جانب استقلال بلادهم ورفض الانضمام إلى إيران)، وحين شاركوا في كل مراحل الحياة السياسية في البلاد (عبر خوض المعارك الانتخابية)، إلا أن لعنة الجغرافيا تفرض عليهم مستلزمات أخرى لاتواجهها الانتفاضات العربية الأخرى" على حد تعبيره.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus