محمد الزياني: السلفيّ ’المشاغب’ في العتمة الباهرة!

2012-07-23 - 7:36 ص


مرآة البحرين (خاص): يقترب أسبوع من "اختطاف" محمد الزياني: لا خبر! يمارس النظام صمتاً بارداً، لا يليق إلا بنظام "ملشيوي". آخر التسريبات، أن "الجيش" من يقف وراء اعتقاله. هناك سابقة لذلك، تمثلت في حالة محمد البوفلاسة. لنعد بذاكرتنا إلى الوراء قليلاً. إلى فبراير/ شباط، بعد أيام قليلة من إلقائه كلمة في دوار "اللؤلؤة". فجأة، اختفى!

أراد "المشير"، المغلّف بالنياشين البرّاقة التافهة، إلقاء الدرس نفسه: الصدمة، والرعب. مرة على منتسبيه، بمن في ذلك المتقاعدين، ومرة أخرى، على الطائفة "المنكوبة"، التي خُيّل له، وأخيه خالد بن أحمد، ضمانة استتباعها، وإلى الأبد.

بين الأسنّة المصطكة، معارضين وموالين، شقّ محمد الزياني لنفسه طريقاً ثالثاً. لم يقرأ شيئاً على الأرجح إلى "أنتوني جيدنز"،  عالم الاجتماع البريطاني وصاحب فكرة الطريق الثالث. غير أنه وعلى الأرجح أيضاً، اجترح، بالفطرة، فطرة البحريني البسيط، غير الملوّث والمهموم بأسئلة التعايش، طريقته.

لم يجد غضاضة في أن يلتقي قيادات المعارضة، بمن في ذلك، رؤوسها "اليابسة"، حسن مشيمع وعبدالوهاب حسين، لكن في الوقت نفسه لم يستنكف الجهر، أمامها، بقناعاته "المشاكسة". كانت صوره مع نبيل رجب تطير ملء الفضاءات، وأقنية العالم الافتراضي، في ذات الوقت الذي يذهب مصرّحاً بقناعاته القارّة، والمستلّة من داخل البيئة السلفية التي ينتمي لها عن "ولي الأمر" و"الجماعة".

هكذا بنى محمد الزياني مثاله. لا إلى هنا، ولا إلى هناك، إنما إلى محض اجتهاده "المخصوص". أراد آخرون، قليلو "السنع"، اختطافه. ففيما يكابد الرجل في محنته، مزدرداً، مكتوياً، وراء القضبان، بدا أن الشغل الشاغل لمسيّري ثمار "الغيتوهات"، و"زرائب" الأحزاب التافهة، إلحاقه ب"ياء النسبة": لقد كان منا وكان لنا!

يغارون منه، من نموذجه! السلفيّ المتقاعد، صاحب اللحية التي يغزوها الشيب، حطّم "الدعاية" السوداء. مدّ اليد إلى إخوته في المواطنة. أزال الحاجز النفسي. لخبط اللعبة.

لم ينتظر قراراً "من فوق". ولا ارتدّ تحت تأثير "الصدمة"، منقلباً على عقبيه! ببساطة، كان منسجماً.  مختلفاً أكيد، لايوافقه كثيرون، لكن أيضاً، مندكّاً في قناعته الراسخة حول ضرورات التعايش و... "الإصلاح". السلفيّ "المشاغب" بنى أمثولته. أطلقوا سراحه!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus