مرآة الميادين: صدامات حتى خيط الفجر الأول و’صمود’ ينتهي بدحر المدرّعات وحملة مداهمات

إغلاق أحد الشوراع الرئيسية
إغلاق أحد الشوراع الرئيسية

2012-07-24 - 9:23 ص


مرآة البحرين (خاص):
وفي اليوم الثالث من رمضان، وسط حرارة الصيف اللاهب، الذي لامست درجته أمس 50 درجة مئوية، لم تحل أجواء الطواريء "غير المعلنة" التي تعيشها البلاد منذ حواليّ الشهر ونصف الشهر، والتي صارت تعكسها بوضوح عشرات حواجز التفتيش عى مداخل القرى وفي الشوارع الرئيسة، ومنع المسيرات، والمداهمات الليلية، دون دون استمرار الاحتجاجات، التي تصاعدت وتيرتها يوم أمس بشكل لافت.

"ثورة الصائمين ضد الظالمين"، هكذا جاء شعار فعاليات يوم أمس بدعوة من ائتلاف 14 شباط/فبراير، والتي رُصدت فيها، فرار قوات الأمن من مدرّعة كانوا يستقلونها قرب البلاد القديم، بعد أن فاجأهم المحتجون بأعدات هائلة. كما رصد في هذا الصدد انقلاب مركبة تابعة لقوات الأمن في عراد بعد مواجهات عنيفة مع شبان المنطقة. فيما غطت أدخنة الإطارات المشتعلة مناطق عديدة من البحرين، شملت غلق طرق وقطع شوارع رئيسة.

وشهد فجر يوم الاثنين ونهاره، مداهمات لبيوت عدة في منطقة جدعلي من قبل قوات الداخلية، حيث اعتقل إسماعيل عبد العزيز قلداري، كما اعتقل الأخوان مرتضى وحسين محمود خورشيد من المنطقة نفسها بعد مداهمة منزلهم.  وامتدت المداهمات منذ الفجر وحتى ساعات متأخرة من الصباح في منطقة سترة دون توقف.

قوات الأمن لم تتمكن من الدخول عميقاً في القرية بسبب قوة المواجهات، ظهرت خلال فيديو مصور، وهي تحتمي بالجدران وتلقي بغازاتها السامة وطلقات الشوزن على المحتجين، الذين راحوا يواجهونهم بدروع معدنية تحميهم من الطلقات.

من جانب آخر، تصاعدت أعمدة الدخان قرب المدخل الرئيسي لمنطقة النويدرات صباحاً، بعد إشعال الإطارات، احتجاجاً على المعتقلين القابعين في السجون، فيما انسحب الشباب الثوري من الساحة بعد مسيرة سريعة تحت شعار "نحن فداك ياسجين"، وذلك بعد وصول تعزيزات إضافية من قوات الأمن. في الوقت نفسه، اشتعلت الإطارات في منطقة البلاد القديم رداً على ضرب إحدى النساء فجر الاثنين.

منطقة البلاد القديم هدأت ساعات قليلة، لتدوي بعدها أصداء عملية فك الحصار، فقد التحم شباب البلاد القديم مع  مجموعة من قوات الأمن مؤللّة بمدرعة على شارع عيسى بن سلمان الذي يسميه الثوار "شارع التحرير"، وهو المعبر البري الوحيد الذي يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية.

وتمكن شبان من قطع السياج المحيط بقريتهم بآلات حادة ثم إجبار قوات الأمن على الفرار، حيث استولوا على المدرعة التي كانوا يحتمون بها ثم شوهدت وهي تتصاعد منها النيران. وقد تداول النشطاء صوراً لبعض المحتجين، وهم يلتقطون الصور التذكارية فوقها رافعي علامة النصر.

وقد أصيب عدد من الشباب برصاص الشوزن، فيما سجلت 4 حالات اعتقال بعد هجوم من مجموعة ثانية لقوات الأمن أتت لمساعدة المجموعة الفارة والتي ركض أفرادها لغاية منطقة توبلي هلعاً.  وتمكن محتجون من إغلاق شارع "التحرير" بمساريه وإحداث اختناق مروري هائل، وفي آخر المساء شوهدت المدرعة المحترقة مقطورة بسيارة خاصة من وزارة الداخلية.

كما أغلقوا دوار القدم الذي يربط مناطق العاصمة بالمحافظة الشمالية، وجرى ذلك وسط ذهول الشرطة من جرأة المحتجين الذين أسموا عملية الإغلاق بعملية "وعد الغيرة"، ولم يستطع الأمن فتح الكوبري الذي ينعطف باتجاه ميدان اللؤلؤة، رمز الثورة البحرينية، إلا بعد مضيّ وقت طويل خلت فيه كامل الحركة المرورية.

وفي منطقة عراد، اشتعلت المواجهات مما أدى لانقلاب سيارة تحوي نحو ستة من قوات مكافحة الشغب في منطقة منخفضة من الشارع. وفي منطقة بوري التي شهدت مواجهات عنيفة سجلت الكاميرا لقطة لعملية دهس لشاب صدمه الشرطة بسيارتهم عمداً وشوهد الشاب وهو يترنح في الهواء بعد صدمه.

عدد من الوقفات التضامنية في مختلف المناطق، شهدها مساء يوم أمس. في منطقة بني جمرة أقيمت وقفة تضامنية مع الحقوقي رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب. وفي منطقة المعامير أقيمت وقفة تضامنية مع المعتقل جعفر حسين عيد المتهم  بقضية خلية الخمسة. فيما شهدت منطقة شهركان  وقفة تضامنية مع "الرموز السياسيين المغيبين".

العديد من المناطق شهدت مواجهات رغم الانتشار الأمني المكثف، ورغم نقاط التفتيش الدقيقة التي عادت تنتشر في الشوارع وعند مداخل المناطق المختلفة. في سلماباد تم إشعال الاطارات رغم محاصرة المنطقة، وكذلك منطقة شهركان وكل من دمستان وكرانة وبني جمرة وسماهيج وغيرها. قوبلت جميع المسيرات بالقمع وإطلاق قنابل لغازات الخانقة وطلقات الشوزن المحرمة دولياً. فيما استمرت المواجهات حتى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل.

وسجلت العديد من المداهمات يوم أمس وقبله، في أوقات مختلفة من اليوم، بما في ذلك فترات النهار، وقد شملت أكثر من 11 منطقة، واعتقال 11 مواطن. كما سجل وقوع حوالي  10 إصابات متفاوتة المستوى. وتعرضت أكثر من 20 قرية ومنطقة للعقاب الجماعي والذي شمل استخدام الرصاص الإنشطاري (الشوزن) المحرم دولياً والرصاص المطاطي وأساليب العنف المفرط.

في هذا الإطار، فقد أدانت جمعية "الوفاق" قيام قوات النظام بحجز لفترة من الوقت 10 شبان من قرية سار كانوا يجلسون عند أحد المنازل ضمن أجواء شهر رمضان الاجتماعية، حيث أوقفتهم مقابل الجدار وفتشتهم وأهانتهم وأخذت منهم ستة هواتف وصادرت مبلغاً مالياً من أحدهم، كما اعتدت عليهم بالضرب دون سبب ثم غادرت.

وأشارت في بيان أمس إلى حادثة أخرى، إذ هاجمت  ما أسمته بـ"مجاميع محسوبة على جهات رسمية، منزل المواطن المحكوم بالإعدام ظلما عبدالعزيز عبدالرضا في مدينة حمد، وأحرقت حافلة يملكها والده، وتم اقتحام المنزل واعتدي على شابين وامرأة كانوا بداخله" الأمر الذي حملت مسئوليته "الحكومة التي تقف متفرجة في ظل تكرار الإعتداءات".

في سياق مختلف، استقبل مأتم الحورة الحدادة مساء أمس، وفداً من الطائفة السنّية الذين اهتموا بتعزيز الانتماء الوطني، وزيارة رجالات المنطقة.



* مقاطع فيديو منوعة للحراك الميداني:







التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus