مذكرات 2018: البحرين تطارد لاعب منتخبها اللاجئ إلى أستراليا حكيم العريبي حتى تايلند

2019-01-01 - 2:12 ص

مرآة البحرين (خاص): انقضى العام 2018، ولاعب المنتخب البحريني السابق حكيم العريبي لا يزال محتجزا في أحد سجون تايلند، في انتظار قرار نهائي من القضاء بخصوص ترحيله للمنامة، رغم أنّه دخل تايلند بصفته لاجئا في أستراليا.

وبات العريبي، مهدّدا بالترحيل إلى البحرين، بعد حوالي 5 سنوات من مغادرته هربا من أحكام قضائية صدرت ضدّه على خلفيّة تهم سياسية، وبعد أن عُرفت قصّة اعتقاله وتعذيبه على نطاق واسع في الإعلام الدولي. وألقت السلطات التايلندية القبض على العريبي فور وصوله المطار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بموجب مذكرة للشرطة الدولية (الإنتربول) صدرت بطلب من البحرين.

وعرف العريبي، بمواقفه الناقدة بشدة لترشّح البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة لرئاسة الفيفا، في انتخابات 2016، واعترفت سلطات البحرين بمطاردتها العريبي رسميا وقالت إنها تتابع قضيته مع السلطات التايلندية وإنّه مطلوب في قضايا أمنية، كما صدر تصريح عن مسئول الهجرة التايلندي بأن البحرين كانت تعلم بسفر حكيم العريبي وأنها نسقت مع الجانب التايلندي مسبقاً لاعتقاله فور وصوله.

وتناقلت وكالات الأنباء وكبريات الصحف قضية احتجاز العريبي الذي كان يحاول قضاء إجازة مع زوجته في تايلند، وتصاعدت المطالبات بالإفراج عنه، خصوصا في أستراليا.

ومنذ تفجّر الأزمة دخل المسئولون الأستراليون بقوّة على الخط. وقالت وزيرة خارجية أستراليا إنها أثارت قضية احتجاز العريبي مع مسؤولين تايلانديين، في حين طالبت لاحقا من نظيرها التايلندي بعودة العريبي إلى أستراليا فورا، كما أوفدت الوزيرة مسئولين لزيارة العريبي في السجن.

ودخل على الخط أيضا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطالبا تايلاند بعودة العريبي إلى أستراليا، وذلك بصفته لاعبا محترفا في أحد الأندية الأسترالية، ولاعبا دوليا سابقا للبحرين.

وإثر نقله إلى جهة غير معلومة، وردت معلومات بأن السلطات التايلندية قررت توقيف حكيم العريبي 12 يوما بانتظار قرار المحكمة ترحيله أو إطلاق سراحه، وتحت وطأة الضغوط أصدرت تايلند لاحقا بيانا رسميا قال إن القضاء ينظر في تسليم حكيم العريبي إلى البحرين من عدمه.

وبعد أيام أوردت وكالات الأنباء بأن محكمة تايلاندية قررت تمديد احتجاز اللاجئ البحريني 60 يوما، في انتظار استكمال طلب تسليمه من البحرين.

من جهتها أكّدت محامية حكيم العريبي بأنه طلب موافقة وزارة الهجرة الأسترالية قبل التوجه إلى تايلند، وذكرت في تصريح أنها تعتقد أن لديه فرصة جيدة لعدم إعادته إلى بلاده للأدلة الجيدة التي لديها عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها. ولاحقا قدّمت محامية العريبي طلبًا عاجلًا للداخلية الأسترالية لمنحه الجنسية، ليكون من الصعب سياسيًا على تايلاند تسليمه للبحرين.

حكيم العريبي كان قد أعلن إضرابه عن الطعام في إحدى مراكز الاحتجاز التايلندية خلال فترة احتجازه الأولى، وحين شوهد في المحكمة صرّح للصحافيين بالقول إن أستراليا هي من منعت ترحيله حتى الآن، وقال "أرجوكم أوقفوهم.. وإذا تم ترحيلي إلى البحرين فلا تصدّقوا اعترافاتي التي ستسمعونها" وأضاف "أعلم بما سيحدث لي، وأعرف أني سوف أعذّب حتى أعترف بأشياء لم أرتكبها أبدا".

ولقي اعتقال العريبي ومحاولة ترحيله صدى واسعا في الأوساط الكروية والسياسية والحقوقية. بدوره بذل نادي باسكو فالي الأسترالي، الذي يلعب العريبي لصالحه، جهودا للضغط على السلطات التايلندية من أجل عودته إلى أستراليا، وأبدى دعما واضحا له. في حين تحدى لاعب كرة القدم السابق كريغ فوستر رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم أن يدعم حكيم العريبي أو يستقيل.

ونظّمت اعتصامات واحتجاجات لأنصار العريبي، جرى بعضها أمام السفارة التايلندية في أستراليا، في حين طالب عضو بمجلس اللوردات السفير البريطاني في تايلند بالتدخل لضمان عودة آمنة لحكيم العريبي إلى أستراليا.

وزير الخارجية التايلاندي السابق صرّح بأنه لا سبب لاحتجاز حكيم العريبي، وفي حين طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش تايلند بعدم تسليمه للبحرين، طلبت منظمة العفو من متابعيها مناشدة السلطات التايلاندية لوقف ترحيله، كما عقدت المنظمتان، إلى جانب هيئة لاعبي كرة القدم المحترفين في أستراليا، مؤتمرا صحافيا في ملبورن داعين الحكومة الأسترالية والفيفا والاتحاد الآسيوي إلى ضغط أكبر من أجل عدم تسليم العريبي للبحرين، بينما حثّت منظمات حقوقية أخرى الأمم المتحدة على التدخّل.



 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus