هذه الأرقام المفزعة بين يدي اليونسكو في اليوم الدولي للتعليم

صورة أرشيفية للقاء الملك مع المديرة العامة لليونسكو
صورة أرشيفية للقاء الملك مع المديرة العامة لليونسكو

2019-01-24 - 12:40 م

مرآة البحرين (خاص): سمّت منظمة الأمم المتحدة يوم 24 يناير «يوم التعليم الدولي»، وذلك لأن التعليم هو حق من حقوق الإنسان، وصالح عام ومسؤولية عامة. وقررت الأمم المتحدة إعلان هذا اليوم احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية في العالم.
يذكّر هذا التقرير بواقع التعليم في البحرين، الذي انحدر في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مستويات مخيفة بسبب التمييز في الحق في الحصول على التعليم. لقد حرمت وزارة التربية والتعليم مئات المتفوقين من حقهم في الدراسة الجامعية لاعتبارات دينية.
أرقام تعرضها «مرآة البحرين» لمسؤولي منظمة اليونسكو في هذا اليوم، لتكون شاهدا على معاناة القطاع التعليمي، الذي نخره التمييز الطائفي المجنون والفساد.
على خلفية احتجاجات الربيع العربي في البحرين العام 2011، رفضت وزارة التربية والتعليم في البحرين الإفصاح عن نتائج توزيع البعثات الجامعية في الصحف المحلية، وحصرت معرفة النتيجة على الطلاب المتقدمين للحصول على البعثات.
صُدم المجتمع البحريني بأن المتفوقين من الشيعة تم حرمانهم من دراسة تخصصات دقيقة مثل الطب والتعليم والهندسة. لم تؤثر ردات فعل المجتمع المدني على قرارات وزارة التربية واستمرت في ذات الاتجاه منذ ذلك الحين.
لقد أسفر ذلك عن وجود آلاف الطلّاب الذين استنزفت أموال أهاليهم، أو تهجروا، أو درسوا ما لا يرغبون فيه ثم فشلوا، أو تأخّروا في الدراسة، أو تركوها كلّيا. لقد تحطّم مستقبل عديدين منهم وصار مظلما.
في العام 2015 بلغت نسبة الطلاب المتفوقين الذين تم حرمانهم من رغباتهم الثلاث الأولى حدا مجنونا. بعضهم حتّى لم يحصل على أي بعثة: مجرد منحة دراسية مقدارها 400 دينار (1058 دولار) لا تغطي 10% من تكاليف الدراسة في أي جامعة.

دراسة مقارنة
ونشر منتدى البحرين لحقوق الإنسان، دراسة مقارنة على الطلبة الذين تتراوح معدلات التراكمية بين 95 %-99% في الأعوام الخمسة الدراسية الماضية بالنسبة إلى توزيع البعثات حسب الرغبات الدراسية، فكانت النتيجة وجود تمييز طائفي بحجم مهول. وقد زوّدت هذه الجهة التي لم تعلن عن اسمها منظمات حقوقية بحرينية مثل منتدى البحرين لحقوق الإنسان، وجاءت نتائج الدراسة كالتالي:

أولا: في العام 2011-2012 أجريت الدراسة على 166 طالبا وطالبة، فكانت النتيجة كالتالي:
- حرمان 21% من المتفوقين من البعثة.
- حصول 18% منهم على الرغبة الدراسية الأولى.
حصول 4% منهم على الرغبة الدراسية الثانية.
- حصول 7% منهم على الرغبة الدراسية الثالثة.
- حرمان 49% من الرغبات الثلاث الأولى الدراسية.
- حرمان 1% منهم من البعثة أو المنحة الدراسية.

ثانيا: في العام 2012-2013 أجريت الدراسة على 101 طالب وطالبة، فكانت النتيجة كالتالي:
- حرمان 25 % من الطلبة والطالبات من البعثة.
- حصول 7 %منهم على الرغبة الدراسية الأولى.
- حصول 3% منهم على الرغبة الدراسية الثانية.
-حصول 9% منهم على الرغبة الدراسية الثالثة.
-حرمان 54% منهم من الرغبات الأولى الثلاث الدراسية.

ثالثا: في العام 2013-2014 أجريت الدراسة على 108 طالب وطالبة.
- حرمان 10 % منهم من البعثة.
- حصول 30%منهم على إحدى الرغبات الثلاث الدراسية.
- حرمان 60% منهم من الرغبات الثلاث الأولى الدراسية.

رابعا: في العام 2014 -2015 أجريت الدراسة على 109 طالب وطالبة
- حرمان 8% منهم من البعثة.
- حصول 17% منهم على الرغبة الدراسية الأولى.
- حصول 6% منهم على الرغبة الدراسية الثانية.
- حصول 8% منهم على الرغبة الدراسية الثالثة.
- حرمان 61% منهم من الرغبات الثلاث الأولى الدراسية.

خامسا: في العام 2015-2016 أجريت الدراسة على 146 طالب وطالبة تتراوح معدلاتهم التراكمية بين 95%-99.2%، فكانت النتيجة كالتالي:
- حرمان 33.6 % من البعثة.
- حصول 17.8% منهم على الرغبة الدراسية الأولى.
- حصول 0.7% منهم على الرغبة الدراسية الثانية.
- حصول 4.1 % منهم على الرغبة الدراسية الثالثة.
- حرمان 77.4% منهم من الرغبات الثلاث الاولى الدراسية.

وأوضحت الدراسة أن العام 2015 - 2016 هو الأكثر تمييزا من بين الأعوام الدراسية الخمسة الماضية في توزيع البعثات حسب الرغبات الدراسية، وتبين أن التمييز الطائفي حرم 127 طالبا وطالبة من البعثات الدراسية من مجمل (630) طالبا في الأعوام الخمسة الماضية، وحرم 387 طالبا وطالبة من الرغبات الثلاث الأولى الدراسية.
وكانت دراسة أعدها الفريق للعام 2015 بينت أن 34% من أعلى الطلبة المتفوقين حرموا من البعثات، وشملت الدراسة 146 طالباً ممن معدلاتهم تفوق 95%، وتبين أن نسبة من حرموا من الرغبة الأولى 82%، وتساءلت عن مصير 228 بعثة في التخصصات الطبية في ظل حرمان الكثير من الطلبة من رغباتهم في دراسة هذه التخصصات..
هذه عيّنة من أرقام لم يتم تحديثها حتى الآن، لكنها حالة مستمرة في واقع البحرين، جريمة متكاملة الأركان، حرمان أرفع العقول الشابة من التعليم المستحق. نهدي هذه النسخة لمنظمة اليونسكو التي قبلت أن تقدم جائزة باسم الملك الذي حرم كل هؤلاء وغيرهم من التعليم!.