قاسم: الحكومات التي تظلم شعوبها لا تترك مجالاً لها إلّا المقاومة

2012-07-27 - 1:25 م


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن الحكوماتُ التي تظلم شعوبها تضعهم أمام خيارين أن يموتوا مستسلمين أو يموتوا مقاومين"، مشيرا إلى أن "ما يجري على الأرض في البحرين لا يؤشّرُ إلّا إلى استهداف الشعب على المدى الطويل".
 
وقال قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، إن "الحكوماتُ التي تظلم شعوبها قامت هذه الشعوب أو قعدت، والتي تستبيح مالها ودمها وكرامتها وتمعن في إذلالها على كلّ التقادير .

وأضاف أن الحكومات التي "تزرعُ اليأس من الإصلاح في نفوس شعوبها وتضعهم أمام خيارين أن يموتوا مستسلمين أو يموتوا مقاومين"، فـ"تقول مواقفها أنْ ليس لهم إلّا الشدّة والعنفُ على كلّ تقدير لا تُبْقِي تردّداً عند الشعوب في الإصرار على التشبّث بطلب الإصلاح، ومقاومة الفساد ومكافحته"، مردفا أن "الحكومات التي تقول لشعوبها: ليس إلّا المزيد من الإذلال والتهميش والإرهاب والاستبعاد والبطش والتنكيل رغم كلّ ما بذلتم في سبيل حقّكم وحريّتكم وكرامتكم، إنّما تستفزّ هذه الشعوب استفزازاً شديداً وتجعلها تقدِّمُ الموت على الحياة".
 
وشدد قاسم على أن "الحكومات التي لا تستجيب للإصلاح والشعوب في حال المقاومة أبعد ما تكون عنه إذا ساد الصمت وانتهت المواجهة"، قائلاً: "الشعب الذي تقول حكومته: لك الموت على كلّ حال، لا يمكن إلّا أن يختار موت العزّة وموت الأبطال".
 
واعتبر أنه "مؤلمٌ أنّ كلّ ما يجري على الأرض في البحرين اليومَ لا يؤشّرُ إلّا إلى استهداف الشعب على المدى الطويل، وإرادة تركيعه إلى الأبد، وأن يقبل بموقع العبوديّة ما دام حيّا، تقتل من تقتل، وتسجن من تسجن، وتصادر مال من تشتهي، وليس لأحدٍ الاعتراض".
 
واشار قاسم إلى أن "البحرين اليوم بلدٌ مفقودٌ فيه الأمن والمواطن فيه ذكراً كان أو أنثى غيرُ آمنٍ على نفسه وعرضه وماله لا في شارع ولا في زِقاق ولا في منزله ومأواه"، معتبرا أن "الذّنب أنْ ضجّ النّاس من الظلم أنِ استغاثوا من السياسة الجائرة ومطالبوا بحقوقهم وأنْ طالبوا بكرامتهم".
 
وتساءل: "أيّ أمنٍ للمواطنين بعد أنْ يتداول الإعلامُ أنّ حجم المسروقات والنّهب وصل إلى عشرة ملايين دولار من أموال ومقتنيات المواطنين أثناء استباحة المنازل؟ وكم هم الذين يصمتون على ما يحدث لهم من خسائر ماديّة ونهب خوفاً من أن يتحوّلوا إلى جُناةٍ في نظر السّلطة لو أباحوا بما حصل لهم؟". وتابع: "كيف يأمن المواطنون وما تمّ اقتحامه من بيوت المسالمين منذُ بداية شهر يونيو أكثر من 270 بيتاً؟ ليتحوّل جوّها إلى جوٍّ مرعبٍ للكبير والصغير، لا تبقى فيه حرمةٌ لذكرٍ ولا أنثى ولا لمالٍ ولا عرضٍ ولا شرفٍ ودين".

وحذر الشيخ قاسم من أن "الوضع لم يبقِ أمناً للمواطنين وصار النّاس يستشعرون بالاستهداف العامّ الذي يلاحقهم ليلاً ونهارا، من حكومةٍ يقضي واجبها الدّيني والإنسانيّ والعرفي والدستوري والقانوني بحراسة الجميع وحمايتهم والرجوع إلى القانون الذي وضعته بيدها على الأقلّ مع عدم عدالته".
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus