مرآة الميادين: محمد المغني شاغل الرأي العام وشبان ’العكر’ يستوضحون مصيره وإلا (؟) وخربشات الشهيد ’المؤمن’ في كتاب

2012-07-28 - 12:07 م


مرآة البحرين (خاص): وفي الجمعة الأولى من شهر رمضان الموافق لليوم السابع منه 27 يوليو/ حزيران 2012، بدأت تنجلي للرأي العام صورة آخذة في التعاظم، وتلفها الخشية بشأن "المعتقلين المفقودين". وقد تواترت دلائل مختلفة على تعمد الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، إخفاء أية معلومات عن عدد من المعتقلين، جرى إلقاء القبض عليهم قبل حوالي أسبوع، فيما لم يلتقوا بمحامين لهم بعد أو يحالوا  إلى النيابة العامة، كما لم يسمح لهم حتى الساعة بإجراء اتصالات مع ذويهم.

وأتى تفجر هذا الملف بعد سريان أنباء عن استشهاد المعتقل محمد يوسف المغني، وهي أنباء لم تتأكد، ونفتها عائلته، في حين واصلت وزارة الداخلية صمتها. وهو ما دعا بشباب قرية العكر التي يقطنها المغني بإصدار بيان حددوا فيه مهلة تنتهي بعد ساعات لإصدار إيضاح عن مصير المعتقل.

نهار الجمعة الذي أسماه الثوار "جمعة الصائمين" توسطته خطبة الشيخ عيسى قاسم، الذي شخص واقع الحال  كالتالي: "إن الحكوماتُ التي تظلم شعوبها تضعهم أمام خيارين، أن يموتوا مستسلمين أو يموتوا مقاومين"، مشيرا إلى أن "ما يجري على الأرض في البحرين لا يؤشّرُ إلّا إلى استهداف الشعب على المدى الطويل".

إلى ذلك، كشف مسؤول الرصد في مركز البحرين لحقوق الإنسان يوسف المحافظة عن أرقام مذهلة، بعد كشفه عن إحصائية تؤكد أن قوات المرتزقة التابعين لوزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية "داهمت 1000 منزل خلال 6 أشهر مضت، إضافة لاعتقال نحو 400 شخص".

وفي مساء يوم أمس، شهدت البحرين انطلاق مسيرات وتحركات غاضبة لم تتوقف حتى ساعات الفجر الأولى،  وكشف حراك الليلة السابقة وحشية سادّة لدى السطة وزجهزتها وذلك بعد وقوع عشرات الجرحى بإصابات بليغة.

ودشنت جزيرة سترة عاصمة الثورة البحرينية، في ساعات الليل الأولى كتاب "طيف من كربلاء"، وهو عبارة عن مجموعة من كتابات الشهيد الشاب علي المؤمن الذي قتلته قوات المرتزقة يوم 17 فبراير/ شباط من العام الماضي في مجزرة راح ضحيتها أربعة شهداء ومئات الجرحى.

وفي ما يعرف بـ"مثلث الصمود" الذي يجمع مناطق السنابس، الديه، وجدحفص، خرجت مسيرات شعبية مؤكدة على مواصلة الحراك الثوري، ورافضة لحملة المداهمات المتلاحقة التي يقوم بها مرتزقة الأمن ضد منازل المواطنين.

وفي منطقة بني جمرة كان الوضع مختلفاً، إذ داهمت قوات المرتزقة المنطقة بمركباتها، وانتشرت فارضة حظر تجوال على جميع شوارع القرية، وقامت بملاحقة شبان يركبون سيارة من نوع BMW، وصوبت نحوهم النار بشكل مباشر، ما أدى إلى تهشم على نوافذ السيارة من الخلف والأمام. وتم اعتقال الشبان من سيارتهم بعد محاولة أغتيالهم، كما لاحق المرتزقة كل سيارة تمر في الشوارع.

وفي منطقة دار كليب جابت مسيرة شوارع المنطقة، ورددت شعارات الثورة وبينها "يسقط حمد"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، إضافة إلى شعارات تدين عمليات المداهمة الوحشية التي تقوم بها أجهزة النظام.

وشهدت منطقة صدد اقتحامات عدة إلى عدد من المنازل عقب تفريق الأمن مسيرة خرجت في القرية، أسفرت عن اعتقال 5 شبان. وشوهدت قوات الأمن وهي تقتادهم في طريق فرعي، وتتناوب على تعذيبهم قبل أن يتم نقلهم في عرباتها. كما تعرض أحد شباب صدد إلى الاختطاف، من قبل قوات المرتزقة، حيث اقتيد إلى إحدى الساحات، وجرى ضربه، قبل أن تقوم بإطلاق سراحه، لكن عقب سرقة جهازه المحمول "آيفون" ومبلغ 60 ديناراً.

من جانب آخر قام، شبان منطقة جبلة حبشي بقطع الشارع الرئيسي أمام منطقتهم، وهو الشارع المتجه من دوار عبدالكريم نحو تقاطع مسجد الشيخ عزيز في منطقة السهلة.
وفي منطقة أبو قوة، اتجه محتجون الشارع الرئيسي خلف قريتهم وهو شارع خليفة بن سلمان المعروف باسم "شارع 14 فبراير/ شباط"، في محاولة للوصول والسيطرة على الشارع العام، وقد ردت عليهم قوات المرتزقة التي كانت ترابط في الشارع بإطلاق النيران والغازات المسيلة للدموع.

مناطق البلاد القديم، والسهلتين الشمالية والجنوبية، وعذاري، تناوبت على إغلاق الشارع العام، لتبدأ من جراء ذلك عمليات الكر والفر مع قوات المرتزقة الأجنبية التي أغرقت المناطق بقنابل الغاز السامة والرصاص الانشطاري.

وبعد تدشين كتاب الشهيد على المؤمن، انطلقت مسيرات حاشدة في جزيرة سترة سرعان ما حضرت قوات المرتزقة لقمعها، مما أدى إلى نشوب مواجهات وقع على إثرها عديد من الجرحى برصاص الشوزن.  كما أقدم المرتزق على ممارسة الانتقام من الأهالي عبر قيامهم بإحراق سيارة مواطن.

وتعرضت منطقة المعامير لقمع شديد، إثر خروج مسيرة جابت شوارعها، ولحملة المداهمات شنتها قوات الأمن، فيما سجل وقوع عدد من عبوات الغازات السامة على أحد مساجد المنطقة. كما شهدت منطقة سند اعتصاماً حمل عنوان: "نساؤنا صمود.. ستسكسر القيود".

وامتد الحراك طيلة الليل إلى ساحات الدير وسماهيج في محافظة المحرق، وصولاً الى كرزكان وشهركان. وقد سجلت كاميرات النشطاء عدداً من الإصابات، وآثارها على أجساد المتظاهرين السلميين.

ورغم أجواء القمع والحصار، لم ينس البحرينيون متابعة أخبار وفد البحرين إلى أولمبياد 2012 في لندن، والذي اعتبر بمثابة "فضيحة".  فقد تبين أن الوفد الذاهب للأولمبياد ليس به إلا 2 من البحرينيين،  فيما بقيته من الرياضيين المجنسين الذين لم يولدوا أو يعش أغلبهم في البحرين، ولو لمدة قصيرة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus