مرآة الميادين: وقفة دوار «4» تضامناً مع الموقوفين والنزال في «الدير» لأسياده و«فخر الحرائر» لعيون «ليلى وفخرية»

2012-07-29 - 11:18 ص


مرآة البحرين (خاص): وفي اليوم الثامن من شهر رمضان المبارك الموافق 28 يوليو/ حزيران 2012، امتدت فعاليات "يوم الأسير" طيلة الليل لغاية ساعات الفجر الأولى، وانتهت صبح هذا اليوم بـ"فخر الحرائر"، العملية التي أعلن عنها ائتلاف 14 فبراير/ شباط دفاعاً عن حرية الأسيرتين فخرية أحمد من جدعلي، وليلى عيسى رضي من صدد.


 
 
 
وكشف الحراك المتواصل أنه، لا القمع الوحشي، ولا التعذيب في الأماكن السرية، ولا إعادة نزول جهاز الأمن الوطني على الأرض ومعه الاستخبارات العسكرية، ولا اعتقال المئات، ولا التجاهل الإعلامي العربي والعالمي، ولا حرارة الصيف اللاهب ولا جوع وعطش الصيام، يمكن أن يوقف ثورة البحرين، لم يعد في يد السلطة الكثير.

بدأ الحراك المسائي بوقفة نظمها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير/ شباط في منطقة الدوار (4) بمدينة حمد للتضامن مع موقوفي هذه المنطقة التي قدمت الكثير، وكعادتها هاجمت قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية هذه الفعالية، لتبدأ صدامات استخدم خلالها المرتزقة عبوات الغازات الخانق على المنازل والعوائل، لتكر بعدها سبحة الحراك الرمضاني المتصاعد.

وقطع أخبار الحراك زيارة ولي العهد لعائلتين شيعيتين واحدة في عالي والثانية في المنامة، وفي المكانين أعاد المحتجون تذكيره بما سبق له معاينته في سنابس، وذلك عبر مسيرة شعبية هتفت ضد حكم عائلته.

شبان منطقة الدير أو من يعرفون بـ"أسياد النزال" خرجوا بمسيرة حاشدة تقدمتها لافتة تقول: "لا حوار مع القتلة". وكانت حاشدة فيما ركزت هتافاتها على الحرية للمعتقلين والمعتقلات. وقد اقتحمت المرتزقة المنطقة، وقامت تمشيط طرقها بحثاً عن متظاهرين، كما أغرقوا المنازل بطلقات من عبوات الغاز الخانق. وأوقف المرتزقة 3 شبان كانوا يمرون بشكل طبيعي، وجرى استجوابهم وتوجيه كلمات مهينة لهم، كما قاموا أيضاً بإيقاف أحد المواطنين فيما كان يمر بسيارته قرب البحر المحاذي للمنطقة. وأفيد أيضاً عن مهاجتمهم مجلساً رمضانياً يجتمع فيها عدد من شباب القرية، وقيامهم بتفتيش مخزن تابع إلى إحدى البقالات.

ومن جانب آخر. تمكن أهل الطفل المعتقل محمد منصور (12 عاماً) من زيارته والاطمئنان عليه، مع الإشارة إلى أن هذا الطفل مصاب بمرض الفقر المنجلي الوراثي (السكلر)، حيث تعرض للضرب والتعذيب لحظة اعتقاله.

وفي منطقة كرزكان، خرجت مسيرة نظمها الأهالي تحت عنوان: "لن نترك الأسرى".

ولم تحل مشاركة كبار السن والأطفال والنساء في المسيرة دون مهاجمة المرتزقة لها بعنف ووحشية، عبر مباغتتها بعربات الأمن، وإطلاقٍ مكثف لرصاص الشوزن الانشطاري، مما أوقع إصابات بليغة في أوساط الشبان الذين حاولوا حماية النساء والأطفال والكبار.

وجرت إحدى هذه الإصابات بليغة في قدم أحد الشباب.

وفي منطقة توبلي من المحافظة الوسطى، أقيمت ندوة حقوقية في جامع السيد هاشم التوبلاني، تحدث فيها رئيس دائرة الحريات والرصد في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية السيد هادي الموسوي عن حقوق الإنسان في الإسلام، في الوقت الذي ضاقت فيه منطقة جدعلي المجاورة باعتداءات المرتزقة فقذ. فقد شهدت التحاماً بين الشباب السلمي وبين المرتزقة المدججين بالسلاح ومختلف أدوات القمع. وفي البلاد القديم أغلق محتجون تقاطع "لاميزون دو كافيه" المعروف باسم " تقاطع الشهيد صلاح حبيب"، وهو التقاطع الواصل بين منطقة الزنج ومناطق السلمانية والماحوز.

وفي منطقة باربار في المحافظة الشمالية جابت مسيرة شوارع القرية، وانتهت بسلام من دون تدخل قوات الأمن، لكن المناطق المجاورة لباربار شهدت قمعاً ومداهمات، خصوصاً منطقة الدراز، إذ شنّت عشرات المركبات التابعة إلى وزارة الداخلية هجوماً على المنطقة، وداهمت عدداً من المنازل بوحشية، كما داهمت مجلساً تابعاً إلى عضو مجلس الشورى المعين علي العصفور، وأيضاً منزل السيد مهدي الموسوي.

وفي منطقتي الهملة وشهركان الملاصقة إلى المحافظة الجنوبية، خرجت مسيرة حاشدة تحت عنوان: "ولا بد للقيد أن ينكسر"، حيث جابت الشوارع والأزقة، قبل أن تتدخل قوات المرتزقة لقمعها.


وفي منطقة دار كليب المجاورة لشهركان خرجت مسيرة مطالبة بالإفراج عن الرمز الحقوقي رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب لكن سرعان ما داهمتها قوات المرتزقة التي اختطفت أحد الشبان وعذبته بوحشية ثم تم رميه في بلدة شهركان، وقد أظهرت الصور تعرض جسد هذا الشاب إلى تعذيب وحشي وهو الأمر الذي سجلته كاميرات الحقوقيين.

كما شهدت مناطق عديدة حراكاً ثوريا، كان من بينها العاصمة المنامة، التي يتعرض الشباب فيها لحصار شرس يومياً، لكنهم دائما ما يكسرونه عبر مسيرات مفاجئة.
وبعد مسلسل القمع الليلى، خرج وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة ليعلن عن تبرّمه من حملة #خفافيش_ الظلام التي دشنتها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لرصد الانتهاكات التي تمارسها قوات المرتزقة ضد المنازل والعوائل البحرينية. وقال الوزير إنه "وجّه للتحقيق في الادعاءات ضد رجال الأمن كما أسماهم"، لكن هذا التصريح فهمه البحرنيون جيداً أنه للاستهلاك الإعلامي، ولرفع الحرج عن حلفاء النظام.

ساعات قليلة مرت بعد أذان الفجر، لتعلن منطقة كرزكان اليوم الأحد عن أولى عمليات "فخر الحرائر" للمطالبة بإطلاق سراح الأسيرتين فخرية أحمد، وليلى عيسى رضي. كانت الساعة السابعة صباحاً وبضع دقائق، حيث انطلق شبان محتجون من حوالي 50 منطقة، أغلقوا خلالها الشوارع العامة، بما فيها تلك الرئيسة، لتختنق البحرين بالازدحامات الرهيبة. كما أغلق شبان من منطقة الجفير الشارع المؤدي للقاعدة العسكرية الأميركية/

وكانت المفاجأة في منطقة الديه، وتمثلت في إغلاق الشارع المؤدي للحي التجاري والمالي في ضاحية السيف. واستمرت عملية "فخر الحرائر" لأكثر من ثلاث ساعات وسط أجواء الصيام في حر الصيف اللاهب.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus