أفكار غير قابلة للحوار في أي حوار !

2012-07-30 - 10:57 ص


مراد الحايكي*

إن نجاح أي علاقة بين بني البشر مرتبطة بوجود حوار وتواصل دائم بينهم. بالحوار تتوضح أمور كثيرة لأطراف العلاقة، وينتج من خلالها تفاهمات من شأنها أن تضمن استمرارية ونجاح هذه العلاقة أو تلك.

في البحرين بشكل خاص، ومنذ اندلاع حركة 14 فبراير/ شباط الاحتجاجية فيها في العام المنصرم، تعالت الأصوات المنادية بضرورة وجود حوار بين المعارضة بشكل رئيس والسلطة. مع إدخال بعض القوى السياسية الأخرى في هذا الحوار. تزعم ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة طاولة هذا الحوار وعمل مع فريقه الخاص على وضع مبادىء للحوار الذي سمي باسمه. إلا أن تدخل قوات درع الجزيرة وإعلان "حالة السلامة الوطنية" في مارس/ آذار الماضي، وما رافقها من حملة أمنية أدت إلى اعتقال المئات من النشطاء، وفصل العديد من الموظفين والطلبة من أماكن عملهم ودراستهم، أدى إلى قتل حوار "ولي العهد" قبل أن يولد.

في مقال سابق، أكدت أهمية الحوار وضرورته من أجل استمرار العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بين الشعب والسلطة. ولا زلت أؤكد على أهمية الحوار، لكن يبدو أن هناك مفهوماً خاطئاً لدى بعض الناس والقوى السياسية لمفهوم الحوار والأمور التي تناقش فيه.

الحوار تناقش فيه مسائل العقبات والعثرات التي تواجه أطراف العلاقة لأجل وضع حلول وأهداف مشتركة تسهم في  القضاء على تلك العقبات والمشاكل. لكن هناك أمور تعتبر أساسية لحياة أي مواطن، وهي غير مطروحة للنقاش في أي حوار كان. فالحرية على سبيل المثال، موضوع غير قابل للنقاش والتفاوض. لقد ولد الانسان حراً وليس لأي نظام أو فئة كانت سلب تلك الحرية منه والتفاوض معها عليه.

الديمقراطية، وهي أحدث الوسائل والأنظمة التي أوجدها الانسان لتطبيق قاعدة الشعب مصدر السلطات، لم تعد مسألة حوار ونقاش لدى الشعوب. يمكن القبول بمناقشة شكل الديمقراطية وما يرتبط بها من مسألة توزيع الصلاحيات والدوائر الانتخابية وغيرها من الأمور الثانوية لك. لكن من غير المقبول ولا الممكن أبداً، مناقشة تطبيق الديمقراطية من عدمها.

الديمقراطية والحرية والعدالة حقوق رئيسة لأي مواطن، وهي لا يمكن مفاوضته عليها. وحتى إن لم تتوفر تلك الحقوق اليوم فهي بكل تأكيد، وبالنضال السلمي. ستنتزع في الغد.

* كاتب من البحرين عضو جمعية "وعد"
twitter: @muradalhaiki

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والردود التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي: editor@bahrainmirror.com

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus