من هو كريغ فوستر، الرجل وراء حرية حكيم العريبي؟!

كريغ فوستر مع فرانسيس أواريتيفي (من الفيفبرو) ينتظران وصول العريبي إلى قاعة المحكمة  في تايلاند في 4 فبراير  (أرشيف).
كريغ فوستر مع فرانسيس أواريتيفي (من الفيفبرو) ينتظران وصول العريبي إلى قاعة المحكمة في تايلاند في 4 فبراير (أرشيف).

كالا والكيست - صحيفة الغارديان - 2019-02-13 - 10:19 م

ترجمة مرآة البحرين

في 7 ديسمبر / كانون الأول، أي بعد 10 أيام من اعتقال لاعب كرة القدم واللاجئ الأسترالي حكيم العريبي في مطار بانكوك، وجّه المدرب السابق الكابتن كريغ فوستر رسالة إلى الرئيس  والأمينة العامة في الفيفا يذكرهما فيها بأنه لديهم سياسة في مجال حقوق الإنسان.

وكتب فوستر في الرسالة "أنا أكيد أن الجميع في المجتمع الدولي لكرة القدم سعيدون بكون الفيفا التزمت بحماية حقوق الإنسان الأساسية في نشاطات كرة القدم العالمية".

وغرّد على تويتر قائلًا "وجهت رسالة إلى الرئيس والأمينة العامة في الفيفا اليوم للدفاع عن حقوق حكيم وفقًا للمادة 3 في قانون الفيفا، وعلى الفيفا أن تظهر التزامها من خلال تطبيق النفوذ والحوار البناء مع الأطراف المعنية، في أي مكان يتم فيه انتهاك الحقوق".

الرسالة بحد ذاتها لم تكن خطة مميزة لفوستر، المدافع منذ وقت طويل عن حقوق اللاعبين وسفير حقوق الإنسان واللاجئين في منظمة العفو الدولية، الذي يستخدم غالبًا وظيفته كمحلل رياضي رئيسي في تلفزيون SBS لانتقاد الممارسات غير الأخلاقية في لعبة كرة القدم. بعد ذلك وجه الدعوة في مواقعه. اللاعبون القُدامى، والحاليون، ورؤساء الأندية العالميون، والمدربون، والصحفيون الرياضيون، والمدافعون عن حقوق الإنسان، والسياسيون، والمدونون والنوادي الاجتماعية: "العائلة العالمية لكرة القدم"؛ تآزروا جميعًا خلف وسم "أنقذوا حكيم" #SaveHakeem.

فعلى سبيل المثال، خاطب كريغ فوستر اللاعب تيم كاهيل على تويتر مغردًا: "قد نستفيد من مساعدتك. حكيم معجب جدًا بك، وقد ذكرك في الحديث عندما التقيت به في المرة الأولى. قم أنت وسيرجيو راموس بما تستطيعان القيام به. أرجوك انشر وسم #SaveHakeem".

وأجابه كاهيل بالقول: "أنا متوفر بأي طريقة تحتاج بها إليّ رفيق. دعمي لحكيم وإثارة الوعي من أجله أمران مهمان جدًا. أرجوك أوصل له رسالتي وقل لأه أنه يحظى بكامل دعمي كريغ".

في يناير / كانون الثاني، سافر فوستر إلى سويسرا للضغط شخصيًا على الأمينة العامة للفيفا فاطمة سمورة، نيابة عن العريبي، الذي كان لاعبًا دوليًا للبحرين قبل أن يفر إلى أستراليا، وتتم إدانته غيابيًا  على خلفية تهمة تخريب سيئة للغاية.

وأرسلت الفيفا ممثلًا إلى جلسة استماع العريبي الأسبوع الماضي، وانضمت إلى اللجنة الأولمبية الدولية والمفوض السامي لشؤون اللّاجئين في الأمم المتحدة في حث تايلاند على السّماح للعريبي بالعودة إلى أستراليا.

وفي الوقت الذي تم فيه تأمين الإفراج عن العريبي يوم الاثنين مساء، بدأت الترشيحات  تنهال. يجب أن يكون فوستر رجل العام في أستراليا. يمكنه حتى أن يكون رئيسًا للوزراء، إن أراد ذلك. فغرّدت ليزا برايور "[أرشح] كريغ فوستر لأن يكون رجل العام المقبل في أستراليا". وغرّد راسل جاكسون "بمجرد أن يحظى ببعض الأيام للراحة، قد يكون الوقت المناسب لتولية كريغ فوستر مسؤولية القيام بكل شيء؟"

وقلّل فوستر نفسه من دوره، قائلًا إنه كان مجرد شخصية معروفة، ولم يكن القوة الدافعة.

وقال لراديو ABC يوم الثلاثاء إنه "كان هناك تحالف ضخم من الناس في جميع أرجاء العالم.. لقد كان جهدًا رائعًا فعلًا".

ومن بين الذين يشيدون به، رئيس الوزراء سكوت موريسون ووزيرة الخارجية ماريز باين، ورئيس حكومة ولاية فيكتوريا دانيال أندروز، والنائبان عن حزب العمال بيني وونغ ومارك درايفوس.

لكن فوستر قد رسم لنفسه جدول أعمال آخر. في رسالة مفتوحة يوم الثلاثاء، وجه تحذيرًا إلى كل من الحكومة الأسترالية والهيئات الإدارية في الرياضة العالمية بأنه "نحن نتأهب فقط".

وغرد قائلًا إنه "مع سرورنا لرؤية حكيم حرًا وأنه سيكون مع زوجته اليوم، نحن نتأهب فقط لأن هذه كانت معركة من أجل روح الرياضة، وفي حين تم توجيه ضربة، لا تزال هناك معركة كبيرة بانتظارنا. شكرًا للجميع. إنه فوز كبير وراقِ للروح الإنسانية".

وقال إن "الخطوة الأولى كانت إنقاذ حياة حكيم، والخطوة المقبلة هي مساءلة الفيفا عن ردة فعلها -أو عدمها، وضمان أن يتم استبعاد كل يشغل مناصب حكم كانت مستعدة للتضحية بحياة لاعب في حين تشغل مناصب ذات سلطة ونفوذ، سواء في عالم كرة القدم، الرياضات الأولمبية، أو أي رياضة أخرى".

وانتقد كريغ أيضًا سجل أستراليا مع طالبي اللجوء، قائلًا إنه "عليها القيام بأفضل مما هو لدينا في السنوات الأخيرة".

وُلِد فوستر في ليزمور في شمال نيو ساوث ويلز وانتقل إلى سيدني في الثمانينيات، حيث كانت بداياته مع فريق سيدني يونايتد في العام 1988.

وقد لعب لصالح الفريق الوطني الأسترالي من العام 1996 حتى العام 2000، وكان معلقًا لقناة SBS منذ العام 2002، ما جعله أحد أكثر الأصوات المعروفة في عالم الرياضة الأسترالية.

في نوفمبر / تشرين الثاني، كان أحد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، لكنه سحب ترشيحه على الرغم من الدعم القوي الذي حظي به من مجتمع كرة القدم، لأنه لم يحظَ بدعم الأطراف الرئيسة. وقد فاز كريس نيكو بذلك المنصب.

وفوزه في تنظيم حملة "أنقذوا حكيم" #SaveHakeem أعاد إحياء الانتقاد العام على ذلك القرار.

لا أريد الانتقاص من لحظة حرية حكيم العريبي هنا، لكني أود فقط أن أشير إلى أن كريغ فوستر، الرجل الذي اعتُبِر "مثيرًا للخلاف" لرئاسة الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، وحّد الملايين في مجتمع كرة القدم في العالم، وسخّر السلطة السياسية لإنقاذ حياة لاعب كرة قدم في نهاية المطاف.

يقول فوستر في رسالة مفتوحة إنه على الحكومة الأسترالية أن "تلتزم بسياسات أكثر إنسانية من أجل كل "حكيم" [أي لاجئ] يحصل على عناية أستراليا. أمتنا لها قلب كبير، ورأينا كم هو كبير في الأشهر القليلة الماضية، ونحتاج أن نمضي بهذا التعاطف قُدُمًا".

ويقول إن "أستراليا تحتاج لأن تنظر في كيفية تعاملنا مع كل كائن بشري يطأ أرض هذه الشواطئ، بغض النظر عن طريقة وصوله. لقد التزمت مع الكثيرين من خلال هذه الحملة، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالعمل من أجل تحقيق هذه الغاية عندما يستعيد حكيم حريته، وأنوي القيام بذلك".

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus