المنامة تهين الدبلوماسية الهولندية… قصة اللاجئ علي الشويخ

السفير الهولندي المعتمد لدى البحرين فرانس بوتايت
السفير الهولندي المعتمد لدى البحرين فرانس بوتايت

2019-03-01 - 6:13 م

مرآة البحرين (خاص): في وقت متأخر من يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، هبطت في البحرين طائرة قادمة من هولندا، سلّم منها رجال أمن هولنديون شاباً بحرينياً اسمه علي الشويخ إلى جلاّدي جهاز أمن الدولة الذين كانوا بانتظاره على أحرّ من الجمر.
بعد خمسة أشهر من تسلّمه، انعقدت أمس الخميس 28 فبراير/شباط 2019، محكمة بحرينية للنطق بالحكم في قضيته. في شهر يناير الماضي، وبحسب مصادر حقوقية مطّلعة، حاول ممثل عن الدبلوماسية الهولندية وهو : witcher j. slagter الذي حضر مندوبا عن السفارة الهولندية المعتمدة لدى البحرين، الدخول لقاعة المحكمة التي كانت تنعقد فيها الجلسة علانية، إلا أن الحرس الخاص بالمحكمة منعه من الدخول رغم محاولاته العديدة، ما اضطره للمغادرة خجلاً، فقد فشلت بلاده في ملف هذا الشاب الذي لجأ إليها للحفاظ على حريته وحياته، وها هو بين أيدي سلطات لا ترحم.
لا بد أن السفير الهولندي المقيم في الكويت، فرانس بوتايت، عرف بأن المحكمة أصدرت الحكم بالسجن المؤبد وإسقاط الجنسية وغرامة 500 دينار، على اللاجئ البحريني السباق في بلاده، علي الشويخ، وأنّه انضم الآن ‘إلى آلاف المعتقلين السياسيين في سجن جوّ المركزي.
إنها جلسة علنية تم منع دبلوماسي هولندي من دخولها رغم حضوره خصيصًا لذلك. إنّه إذن طرد متعمّد، وإهانة دبلوماسية.
السفير الهولندي بنفسه تواجد في البحرين قبل أيام من المحاكمة، وقد التقى مؤخرًا رئيسة مجلس النواب فوزية زينل، في تحرّك متأخر لم ينفع، فالشاب الذي بالكاد استطاع الخروج من هذه البلاد طلباً للحرية، عاد لها مقهورا ليزّج به داخل أحد أسوأ السجون في منطقة الشرق الأوسط. قبل أيام فقط سمع البحرينيون خبر مقتل سجين مغربي داخل هذا السجن، في ظروف غامضة بعد أن تلّقى من سوء المعاملة ما عجّل برحيله.
الدبلوماسية الهولندية تلقت الإهانة، وربّما أيضا يتحوّل علي الشويخ إلى ملفّ يؤرق حكومة السيد مارك روته التي فشلت في حماية إنسان لجأ لبلادها، وسلّمته إلى البحرين رغم المناشدات الحقوقية، أُعيد قسرًا ليتلقى التعذيب الوحشي، وليحرم من كل حقوقه في الدفاع عن نفسه، وليمضي بقية حياته مسجونًا ظلمًا في زنزانة مظلمة.
علي الشويخ الذي تتحرق السلطات للانتقام منه ومن أخيه فياض الشويخ، تسلّمه الجلادون يداً بيد من الهولنديين، وكان علي وفياض قد غادرا البحرين خوفاً على حريتهما وحياتهما، وكان علي متّهما بإيواء سجناء فروا من سجن جوّ المركزي.
أُخِذ الشويخ إلى زنازن مقر التحقيقات الجنائية سيء الصيت، حيث تم تعذيب آلاف المعتقلين فيه منذ افتتاحه، غاب هناك لفترة، تم تعذيبه بقسوة ووقع على إفادته في نيابة الجرائم الإرهابية التي يرأسها متوحش آخر هو أحمد الحمادي.
ما أصاب علي الشويخ، يلقي الضوء على جدية المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون البحرينيين إلى دول مختلفة في العالم، والذين لم تتوقّف السلطات عن ملاحقتهم، وتهديدهم في أمن عوآئلهم وذويهم مثلما حدث مع أقرباء الناشط سيد أحمد الوداعي، بما فيهم والدة زوجته! لُفّقت لهم تهمة وضع قنابل وهمية في الطريق، وزجّوا في السجن بلا رحمة، انتقاما من الوداعي.