علي سلمان: وصلنا إلى مرحلة ’اللاعودة’.. ولن توقفنا المعادلات الإقليمية أو التضحيات

2012-08-03 - 9:07 ص


مرآة البحرين: اعتبر أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان أن " الحراك الشعبي وصل لمرحلة اللاعودة"، قائلاً "زادت التضحيات أو قلت لا يمكن أن نتوقف عن هذا التحول".

وأضاف في حوار مفتوح أمس الخميس في حسينية بن خميس في السنابس "إن التوقف في هذه المرحلة غير ذي معنى، رغم الاستراتيجية التي نعتمدها في محاولة تخفيف الكلفة على شعب البحرين".

وأكد "لن نتوقف لأن النظام أوغل في الدم وقتل 100 مواطن، ويمكن أن يقتل مثلهم". وتابع "لو أنه سجن ألف مواطن أو 10 آلاف، لم يعد بالإمكان التوقف ولا معنى للتوقف".

وقال سلمان "من غير المعقول أن تصبح الصلاحيات في يد شخص أو جهة واحدة بينما يحرم شعب البحرين من حقه الثابت عندما يطالب بانتخاب رئيس وزرائه"، مضيفاً "في كل العالم تنتخب الشعوب رئيس وزرائها وسلطتها التنفيذية".
وتابع "كل شعوب العالم العربي قالت لانريد حكامنا، ومن حقها أن تقول ذلك، ولا يلامون إذا قالوا هذا الشعار نتيجة للفساد الذي تقوم به الحكومات".
وشدد على أن "حركة شعب البحرين لن تتوقف ولن تعود للوراء، لا بالمعادلات الإقليمية ولا بزيادة التضحيات. الشعب عرف مساره وعرف بأنه لن يتوقف عن الحركة حتى يصل إلى ما يتطلع إليه".
وقال "نحن شعب التضحية ومستعد للصبر والصمود".

ورأى أن "الثورة البحرينية أكثر ثورة من ثورات الربيع العربي وحدة وتراصاً وتمثيلاً شعبياً، ففي تونس من خرجوا في شارع الحبيب بورقيبة خمسين ألفا، حين فر زين العابدين" ، متسائلاً "كم كانوا في ميدان التحرير يوم انتصار الثورة في مصر نسبة إلى الشعب؟ وكم شاركوا في انتخاب مرشح الثورة؟".
وقال سلمان "في الثورة البحرينية تخرج مسيرات بتعداد 250 ألف و300 ألف، كم نسبتها من الشعب؟".

واعتبر أن "السنة والشيعة في البحرين نفس وروح وجسد واحد، وعدم الاتفاق لا ينقض الأخوة ولا يعني الانقسام، بل نحن قلب واحد"، مضيفاً "إذا كانت الأحداث والاختلافات السياسية ستقسمنا وتفرقنا فلنتركها فيما بيننا ولنحافظ على أخوتنا في أعمالنا وفي مدارسنا وجامعتنا، لنكن قلباً وجسداً واحدا، هذا ما يدعونا إليه الدين والعقل والتاريخ وهو مستقبلنا".
وقال سلمان "إن لم يكن هناك إصلاح حقيقي، وإن لم يكن هناك استجابة للاصلاح ولصوت الشعب فمن المتوقع أن لا يسكت الناس، وهذا الكلام قلناه في 2006 و2010".
وأضاف "كما خرج المواطنون في تونس خرج المواطنون في البحرين، ولكن من الصعب أن تحدد الثورات توقيتاً محدداً، فالأمر يأتي عفوياً". وقالل "هناك تبني من القيادات ودعم للمطالب - كما في حالة الشيخ عيسى قاسم - وذلك يدفع الحركة".

ولفت إلى أن "الربيع العربي يفرض واقعاً لا يمكن الاستمرار معه في دعم الأنظمة الديكتاتورية من قبل القوى الكبرى في العالم، فلا بد من وجود التحول الديمقراطي لحفظ مصالح هذه القوى".

وأوضح "طرحنا الملكية الدستورية كخيار واضح نجد فيه حلاً ممكنا كاجتهاد سياسي درسناه كمعارضة ووصلنا إليه، كمطلب معقول واقعي".
وقال "لا نريد أن نهدأ لبرهة ونعود بعد عشر سنوات، كما هي التجربة، بحلول مموهمة وغير قابلة للاستمرار. نريد أن ننهي الأزمات فلا تعود، وما وضعناه كحل ضروري، ما وجد في وثيقة المنامة ضروري لوطننا لأن فيه مخرج يحل كل الأزمات، ويضمن أن لا تعود.

ورأى أن "ما يمر به شعب البحرين محطة تمر بها الشعوب، وقاطرة تطور التاريخ الإنساني تمر بهذه المحطة ومرت بها 80% من دول العالم"، داعياً إلى أن " نمر بهذه المحطة بتوافق وهدوء، فمآل الخليج أن يكون ديمقراطيا وهذا ما تقوله القراءات وواقع وعي الشعوب في المنطقة".
واستدرك سلمان "ليس صحيحاً أن التغيير لا يأتي إلا بمعادلات إقليمية أو حرب في المنطقة، الشعوب في الخليج تتطلع للديمقراطية، ولم يرتبط بها أحد أو يمنعها أحد".

وقال إنه "لا ارتباط عضوي في التطور والتحول الديمقراطي في دول الخليج، إن سبقنا الدول المجاورة فلن يؤثر ذلك. فالكويت سبقت دول المنطقة بإنشاء برلمان في 1961، وكان هناك عبدالله السالم في ذلك الزمان ولا يزال الكل يتطلع إلى نموذج مشابه".

وأكد أن "دول الخليج سيحدث فيها إصلاح بعد الموجة الأخيرة للديمقراطية، ولن تستطيع أن تمنع شعوبها من أن تتحرك للمطالبة بالمشاركة في إدارة شؤون الدولة بشكل فعلي".
ورأى أن "الشعب السعودي أخذ في التململ، والمخزون آخذ في التكون، وكل البلدان مقبلة على الإصلاح أو مواجهة ثورات وانتفاضات قد تزيل بعض الأنظمة".
وقال سلمان "هناك جبهة واحدة تطالب بالإصلاح ولابد لها من أن تتواصل وتتوحد من أجل تحقيق الحرية ونيل الديمقراطية"، مضيفاً "عشنا تجربة التسعينات ولدينا حراكنا الحالي وعندما نطالب بسيادة الشعب ونرفض التمييز فنحن في الجهة الصحيحة".

واستدرك "في تجربة التسعينات حينما كنا في لندن، كنا نقول للمعارضين العراقيين سيكون لدينا شيء من الانفراج، وسيكون لديكم انفراج أكبر لكون صدام قطع كل الصلات مع الشعب، واليوم هذا ما يجري.. الصلات مع الشعب تتقطع" على حد تعبيره.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus