مرآة الميادين: 13 رمضان، اعتصامات حق تقرير المصير تتعمّد بالدم وزينب تدخل السجن بجرحها ومنطاد التجسس فوق البلاد القديم

2012-08-04 - 5:08 م


مرآة البحرين (خاص): وفي اليوم الثالث عشر من شهر رمضان الخميس 2 أغسطس 2012، كان الموعد الكبير، مع ثلاث اعتصامات لإعلان تمسك الشعب بحقه في تقرير مصيره كما نصت المواثيق والعهود الدولية، فعاليات حدد ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير ثلاث بلدات لإقامتها، وهي: الدير، وبني جمرة، والبلاد القديم، وقد اختار المتظاهرون تكتيكاً جديداً، حيث أعلنوا عن الساعة الحادية عشرة كموعد لبدء الاعتصام كما أعلنوا عن ساحة في كل منطقة لإقامة الفعالية، إلا أن الاحتجاجات بدأت عند الساعة الثامنة مساءً في كل من البلدات الثلاث، وفي ساحات غير الساحات المعلنة.

ولم تكتشف السلطة غفلتها إلا بعد وقت، فهاجمت أولاً منطقة الدير بعد أن علمت بالمكان الحقيقي للاعتصام، وبعدها هاجمت منطقة بني جمرة، ونجحت البلاد القديم في استكمال اعتصامها بسرية. وركزت الكلمات التي ألقيت باسم ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير في البلدات الثلاث على حق الشعب البحريني في تقرير مصيره، وإصراره على ممارسة هذا الحق المكفول انسانياً كمخرج للأزمة، كما رفض الائتلاف ما أسماه “الحلول الترقيعية”.

ويبدو أن المسؤولين في وزارة الداخلية التي صُدمت بهذا التكتيك، صمموا على الانتقام، فاقتحمت البلدات الثلاث بأعداد هائلة من المركبات والجنود المرتزقة الأجانب، وفي ضوء هذه الاقتحامات تصدى المحتجون للمرتزقة دفاعاً عن مناطقهم، وسرت المواجاهت من البلدات الثلاث إلى أكثر من ٥٠ منطقة بحرينية خرجت دفاعاً عن اعتصامات حق تقرير المصير التي تمت مهاجمتها.

 
لقطات من تقرير المصير في البلدات الثلاث الرئيسية التي حددها الائتلاف
(اضغط على الصورة للتكبير)
وكان لافتاً مساء أمس انكشاف كذبة رئيس الأمن العام طارق الحسن الذي صرح قبل أيام بأن وزارة الداخلية أطلقت منطاداً لقياس التلوث في البحرين، فيما كان الجميع يعرف أن هذا المنطاد غرضه التجسس، فقد شوهد المنطاد فوق سماء منطقة البلاد القديم التي تقع في ضواحي العاصمة وتمكن النشطاء من تصويره عند اشتداد المواجهات، ليتأكد للجميع أن هذا المنطاد هو بلا ريب منطاد غرضه التجسس.

وإثر المواجهات ترشح لمرآة البحرين، أن عشرات الجرحى سقطوا مساء أمس جراح عدد منهم خطرة، جراء استخدام مرتزقة وزارة الداخلية مختلف أسلحة القمع بدءاً من الشوزن، وصولاً إلى دهس المتظاهرين بسيارات الجيب التي يستقلها المرتزقة.

وتم اعتقال أكثر من ٣٦ شخصاً من مختلف المناطق، وكان أبرز الأسماء المعتقلة هي الناشطة الحقوقية المعروفة زينب الخواجة، التي قاومت إصابتها التي أصيبت بها منذ أشهر في رجلها مما تسبب لها بكسر مضاعف وجرح ونزف في قدمها، وتقدمت معتصمة عند مدخل منطقة الدراز، ومن ثم اعتصمت وحيدة عند دوار القدم وهو دوار رئيسي في بداية شارع البديع، وظلت الخواجة تهتف بأعلى صوتها: يسقط حمد.. يسقط حمد.

ورغم المضايقات الشديدة والشتم التي تعرضت له من قبل عناصر المخابرات الذين وصلوا للمكان، إلا أنها ظلت صامدة ولم ترد على إساءاتهم، ثم اعتقلت واقتيدت لمركز شرطة البديع، ثم تم نقلها إلى سجن مدينة عيسى حيث سجن النساء.

وسجلت كاميرات الأهالي والنشطاء، حالات تعذيب وحشية تعرض لها شبان معتقلون من الدير، وبني جمرة، والبلاد القديم، إضافة إلى عشرات المناطق الأخرى. فقد عمد المرتزقة إلى التنكيل بالمعتقلين بكل قسوة، وفي منطقة البلاد القديم اقتحمت قوات الأمن منزلا واقتادت منه عدداً من الشبان، لكن هؤلاء الشبان تمكنوا لاحقاً من الفرار، ليتبين بعدها حجم التعذيب والضرب الوحشي الذي تعرضوا له، فقد أكد بعض الشباب أنه قد تم رميهم ودحرجتهم من فوق سلم المبنى الذي يبلغ طوله ثلاثة طوابق، كما تم التعدي على النساء والأطفال داخل هذا المنزل وإهانتهم بشكل لا إنساني.

وفي منطقة الدير التي تم اقتحامها بأكثر من عشر مركبات إضافية لثلاث مدرعات، مع وجود عشرات المركبات خارجها تحاصر كل المداخل، تم اعتقال عدد غير قليل من الشبان، وسرت شائعة أن سبب اعتقال هذا العدد الكبير هو وجود خمس من الفتيات المجندات داخل أحد المنازل اضطر الشبان لادخالهن اليه بعد أن شاهدوهن وهن يتمشين في طريق قد يعرضهن تواجدهن فيه للخطر الشديد والاعتقال، لكن بعد التدقيق نشر حساب الدير على تويتر أن الأمر ليس كذلك، وأن الفتيات لسن مجندات للمخابرات، إذ أن اثنتين من الفتيات هما معروفات في المنطقة بحسن السيرة ودعمهن للحراك الثوري، إضافة لثلاث فتيات من خارج المنطقة لكن لم يتبين سوى أنهن تواجدن في المكان الخطأ.

أما في منطقة بني جمرة، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن ٢٥ شخصاً، وتم التنكيل بالمعتقلين في الشارع، واقتيادهم بطريقة مهينة سجلتها كاميرات مصوري وكالات الأنباء العالمية. واستطاع الشباب المتظاهر في بني جمرة من صد العديد من هجمات المرتزقة الذين عمدوا الى قمع مسيرتين نسائيتين خرجتا داخل القرية، وأرسلت وزارة الداخلية طائرة هيلوكبتر للمشاركة في قمع الثوار في بني جمرة.

كما سجلت الجهات الحقوقية والنشطاء وقوع أعداد من الجرحى بين صفوف المحتجين، وقعوا برصاص الشوزن، وبفعل اختناقات حادة تعرضوا لها إثر استنشاقهم الغازات السامة التي يطلقها المرتزقة.

كما تم مداهمة أكثر من ١٢ منزلاً في بلدات البلاد القديم، وبني جمرة، والدير، كما سجلت مداهمات لمنازل في بلدات أخرى انتفضت بعد قمع اعتصامات تقرير المصير والاستخدام المفرط لسلاح الشوزن.

فقد انتفضت عدة بلدات سجلت مرآة البحرين من بينها، الدراز، باربار، القرية القرية، مقابة، السهلة الشمالية، السهلة الجنوبية، بوري، أبوصيبع، جدحفص، المصلى، النبيه صالح، سار، السنابس، النعيم، المعامير، سترة الخارجية، واديان، مركوبان، داركليب، كرزكان، الهملة، الديه، كرانة، الجفير، أبو قوة، كرباباد، رأس رمان، وغيرها من المناطق.

ففي السنابس، هاجم المحتجون سيارات تابعة للمرتزقة تتمركز بالقرب من نقطه التفتيش، وقام المرتزقة بإطلاق رصاص الشوزن بكثرة، وبدأت بالملاحقات، وأشعل شباب السنابس الإطارات على شارع مجمع الدانة، وحدث ازدحام كبير للسيارات، وقد لاقت القرية كل أصناف القمع انتقاماً من حراكها الثوري.

وفي مدينة جدحفص قام المحتجون بإغلاق الشوارع الداخلية، وخرجوا لمساندة بلدات الدير، و بني جمرة، و البلاد القديم، واشتعلت المواجهات بالقرب من المقر القديم لنادي جدحفص، كما حدثت مواجهات على شارع رقم 14، وامتدت المواجهات لتشمل قريتي المصلى، وإسكان جدحفص، وسجلت كاميرا أحد النشطاء عملية دهس شاب بالقرب من منطقة إسكان جدحفص.

أما في جزيرة سترة،، فقد أغلق المتظاهرون الشوارع للبدء في الخروج في التظاهرات المنادية بحق تقرير المصير، واقتحم مرتزقة النظام منطقة مركوبان من جهتين ولاحقوا المارة وحدثت مشادة وشجار كلامي بين المرتزقة ووالد الشهيد عيسى رضي قرب منزل الشهيد، وقام المرتزقة في "الخارجية" داخل سترة بتسلّق بناية مطر، واعتلوا سطحها لمراقبة تحركات المتظاهرين.

وفي منطقة "مقابة" الواقعة على شارع البديع، أحراق الشباب الإطارات عند المدخل أمام أعين المرتزقة منادين بحق تقرير المصير داعمين لمراكز الاعتصام الثلاثة، وعانى أهالي منطقة توبلي من رائحة الغازات السامة التي يعتقد أن مصدرها من منطقة البلاد القديم جراء القمع المفرط.

وفي منطقة الدراز خرجت مسيرة حاشدة مساندة لمنطقة بني جمرة المجاور التي استضافت أحد اعتصامات حق تقرير المصير، وفي منطقة النعيم شوهدت أعمدة الدخان ترتفع تضامنا مع البلدات المستضيفة لفعالية حق تقرير المصير، وشهدت منطقة عذاري اعتقال 3 من شبابها عند اقتحام المرتزقة للمنطقة، حيث كان الشباب الثلاثة يستقلون في سيارة من نوع بيكب، فقد تم إنزالهم واعتقالهم، وأفرج لاحقاً عن أحدهم.

وفي منطقة السهلة الجنوبية قام المحتجون بإشعال الاطارات بالقرب من تقاطع الشيخ عزيز، ونزل آخرون في منطقة رأس رمان للشارع العام وأغلقوه استنكاراً لقمع اعتصامات حق تقرير المصير. وفي كرباباد اقتحم المرتزقة أحد المنازل بعد حصاره. وخرجت مسرة سلمية في جزيرة النبيه صالح، كما تعرض ثوار باربار لقع شديد وطلقات مباشرة كان هدفها رؤؤس المتظاهرين، كما سجل النشطاء ضرب خمس نساء من منطقة باربار، اللواتي تعرضن بعد الضرب إلى إطلاق قنابل صوتية بقربهن أدت إلى إصابتهن ببعض الإصابات.

وكان من بين معتقلي الخميس صبي من مواليد 1997 لديه إعاقة سمعية ونطقية اقتحموا منزل جده وكسروا الباب وروعوا الأطفال والنساء ومن ثم اعتقلوه، يذكر أن الوضع الصحي للطفل خطير جدا حيث أن أي ضربة يتعرض لها رأسه من الممكن أن تودي بحياته، فقد أجريت له عملية في رأسه كلفت 15 ألف دينار، وقد تم الإفراج عن هذا الصبي فجراً بعد محاولات عديدة من والديه لاقناع سلطات الداخلية أن ابنهم لا علاقة له بأي حراك، لأنه معاق ووضعه الصحي خطير.

ومن منطقة الدير، تم اعتقال شاب يعاني من مرض السكلر الحاد، وينقل شهود عيان أنهم شاهدوا المرتزقة تسحب هذا الشاب المريض وهو ينزف من رأسه، وقد تم نقله بالإسعاف حسب الشهود.

واستمرت المواجهات إلى الفجر، ونشرت قوات المرتزقة أكثر من ١٨ نقطة تفتيش بقرب المناطق التي شهدت الحراك الكبير.

وفي وقت متأخر أوقفت سلطات أمن مطار البحرين، رئيسة دائرة شؤؤن المرأة وعضو الأمانة العامة في جمعية الوفاق أحلام الخزاعي، وذلك أثناء توجهها للسفر إلى تونس للمشاركة في مؤتمر تعقده منظمة العفو الدولية، وتم احتجاز الخزاعي لعدة ساعات في المطار، ثم تم تحويلها لاحقاً لمركز شرطة الخميس حيث تم الإفراج عنها من هناك، ولن تستطيع الخزاعي المشاركة في المؤتمر بعد التأخير الذي حدث لها، لصعوبة الحصول على حجز آخر للسفر إلى تونس.

















التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus