قاسم: الإستهداف الطائفي ترتكبه السلطة والطائفة السنية بريئة منه

2012-08-04 - 6:17 ص



مرآة البحرين:
أكد الشيخ عيسى قاسم أن الإعتداء على الشيخين ابراهيم الصفا ومحمد جواد الشهابي صورةً علنيّةً صارخةً من الاضطهاد الدينيِّ والمذهبيّ الموجَّه"، مؤكدا أن "مُنْطَلَقُ الجريمة سياسيٌّ ولا علاقة له بالتوجّهات الدينيّة والمذهبيّة لأبناء الشعب"، مشددا على أن "ما يجري هو استهدافٌ طائفيّ ترتكبه السّلطة والطائفةٌ السنيّةُ بريئةٌ منه كلّ البراءة".

وأضاف قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أن "الأمّة الإسلاميّة تُقْدم في ظلّ هذا الواقع المرير على أخطر منزلقٍ يمكن أن تخسر فيه كامل قوّتها وهيبتها ومكانتها ووحدتها إلى أمدٍ بعيد"، مشيرا إلى "فتنةٌ عارمة تعدّت بداياتها بمسافةٍ مخوفة تعمّ الأمّة الإسلاميّة وتقسّمها القسمة التي تقود إلى احتراب فيه ضرر دينها وخسارة دنياها، وتمكينٌ أشدُّ لأعداء الأمّة من رقبتها ومصيرها".

وأشار قاسم إلى أن "الفتنة المرعبةُ تنطلق من أكثر من بؤرة ويختلطُ فيها السياسيّ بالدينيّ بالطائفيّ، وتحرّكها السياسة الدنيويّة القذرة الآثمة التي لا مُقَدَّسَ عندها إلّا المصلحة الماديّة"، مردفا "كلّما تتبرقعُ به من شعاراتٍ دينيّةٍ ومذهبيّةٍ لا قيمةَ لها عندها وإنّما هي وسائلُ ومطايا تركبها من أجل أهدافها الدنيويّةِ الماديّةِ والسلطويّةِ القذرة"، فـ"يعينها على ذلك فهمٌ خاطىءٌ للإسلام يصوّره أنّه دينُ هتكٍ وفتكٍ وإسرافٍ في القتل واستخفافٍ بقيمة الدم والإنسان، ويفصلهُ تمامَ الفصل عن خُلُقِ التفاهم والحوار والنُصْحِ والرحمة".

واكد أن "السياسة الدنيويّةَ الملعونةَ التي تنحرفُ بطبيعةِ الصراعِ من كونه صراعاً بين حكوماتٍ ظالمةٍ وشعوبٍ مظلومة إلى كونه صراعاً بين طائفةٍ وأخرى ومذهبٍ وآخر، هذه السياسة مستعدّةٌ من أجل بقائها أنْ تُضحّي بكلّ وجود الأمّة ومَقْدُرَاتِها إشباعاً لنزعة التسلّط والاستبداد والتفرّد بالملك"، مشدداً على أن "هذا المفصل الحاسم من تاريخ الأمّة محتاجٌ أشدّ الحاجة إلى الوقوف بكلّ حزم من كلّ العقلاء والمخلصين من مختلف القوميّات والمذاهب والطوائف والتوجّهات".

من جهة أخرى، تطرق قاسم إلى الإعتداء مؤخرا على للشيخ إبراهيم الصفا مديرُ حوزة الغدير والشّيخ محمد جواد الشهابي مديرُ حوزة الإمام الباقر (ع)، فاعتبر أن "العمليّة تجسّدُ صورةً علنيّةً صارخةً من الاضطهاد الدينيِّ والمذهبيّ الموجَّه، مصحوبةً بلغةٍ طائفيّةٍ بغيضة من جهازٍ حكوميٍّ غير متستّرٍ بجريمته"، قائلاً: "مُنْطَلَقُ الجريمة سياسيٌّ ولا علاقة له بالتوجّهات الدينيّة والمذهبيّة لأبناء الشعب إلّا ما قد يُراد من بثّ الفتنة بين الأخوة من الطائفتين الكريمتين وما تحمله عناصرُ من داخل الأجهزة الحكوميّة من غِلٍّ في الصدور".

وإذ قال إنه "لو لم تمثّل هذه الحوادث سياسةً مقصودةً للسّلطة لما بلغت هذا الحدّ الكبير من الكثرةِ ولما تلاحقت كلّ هذا التلاحق"، رأى قاسم أنه "إن كان المطلوب لمثل هذه الجرائم التي تُرْتَكَبُ في حقِّ أهل مذهبٍ معيّن، بأنْ يَتَّهِمَ الشيعةُ أخوتهم من أهل الشارع السنّي بشيءٍ من ذلك فلتيأس السّلطة من هذا الأمر كلّ اليأس، حتّى لو ارتُكِبَت هذه الجرائم سرّا، كيف وهي تُرْتَكَبُ علناً من أجهزةٍ حكوميّةٍ مكشوفة".

وشدد الشيخ قاسم على أنَّ "ما يجري هو استهدافٌ طائفيّ واضطهاد طائفيّ ترتكبه السّلطة"، مؤكدا أن "الطائفةٌ السنيّةُ بريئةٌ منه كلّ البراءة ولا ينبغي أبداً أن تتأثّر الأخوّة الإسلاميّة بين الطائفتين الكريمتين في هذا الوطن سلباً، بمثل هذه السياسة العدوانيّة الخبيثة المفسدة".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus