كاتب سعودي ينتقد ’الرفيق’ إسحاق الشيخ يعقوب: لم يلتفت لتناقضات السنة في البحرين مع السلطة

2012-08-05 - 6:50 ص


مرآة البحرين: انتقد الكاتب السعودي قحطان راشد زميله ومواطنه إسحاق الشيخ يعقوب الذي يدافع عن النظام في البحرين، فيشير إلى أنه "لم يلتفت إلى تنامي مطالب الطائفة السنية ولا لبوادر تناقضاتها مع السلطة الحاكمة"، لافتا إلى أن يعقوب "لا يرى الطائفية والمذهبية طاغية في المجتمع البحريني"، مؤكدا أنه "يريد المزيد من التشطير للطبقة العاملة البحرينية وتكريس الانقسامات القانونية ونقلها إلى الشارع العمالي على أساس "سياسي طائفي".

وأضاف راشد في مقال نشره موقع "الحوار المتمدن" أن يعقوب "علمنا قول الصراحة والحقيقة فكافح وإجتهد في كتابه الأقدم "مطارحات فكرية"، فعلمنا أنَ لا سكون في الأدب وثقافته ولا جدوى من التشبث بسكون السياسة والسياسيين"، مستدركا "إلا أنه اليوم لم يكتفِ فقط بنزع معطف الثورية وإنما بدأ ينزع معاطف الديمقراطية والحرية والتقدمية، وبدأ يرى في ممارسات هذه الأنظمة ما هو "تقدمي" و"إصلاحي" و"ديمقراطي"، ويختزل كلمة "الوطن" بالولاء لقوانين الدولة الرجعية ويعجز عن رؤية الاستبداد ومظاهره اليومية الصارخة".

ويعتبر راشد أن "ليس هناك مثال للانفصال المقيت عن الدور الحقيقي للمثقف الخليجي التقدمي تجاه قضايا مجتمعه والإرتماء في أوهام الإصلاح كمثال السيد إسحاق "الشيوعي العتيق"، مشيرا إلى أن هجوم يعقوب المحموم ضد الثورة البحرينية وما تلى الرابع عشر من فبراير 2011 من حراك نضالي، فعندما دقت ساعة الثورة بدأ منذ اللحظة الأولى "وبلا تردد" في محاربتها وتزييف الحقائق مع غيره من الفداوية الجُدد لقتل الثورة والهجوم ما أمكن على اليساريين وقواهم"، مردفا "لا يمكن تبرئته (يعقوب) فكريا من جريمة تمهيد الطريق السياسي لزحف جيوش "الكتلة الشيوعية النفطية" إلى دوار اللؤلؤة".

ويلفت إلى كتابات يعقوب "شبه اليومية في صحيفة "الأيام" البحرينية في مهاجمة الثوار ومن يدعمهم من ديمقراطيين ووطنيين ويساريين، وهو يرفض ثورة البحرين بإعتبارها ضمن تعسف التاريخ، ويرى أنَ إستمرار النظام الملكي العشائري ليس إستمرارا لتعسف التاريخ".

ولا نستغرب حينها، يضيف راشد، "عندما يتحول الجدل المادي عند يعقوب إلى مثالية فيركز على ما هو في العقل ويتجاهل ما هو أساسي في الواقع وتناقضاته، ويغض النظر عن الابعاد الطبقية والاجتماعية والتاريخية لهذه التناقضات التي أفرزت تيارات سياسية على أساس ديني أو مذهبي"، ويتساءل: "من يستطيع علميا أن يتجاهل سياسات تجنيس لا تمت لخطط التنمية بشئ وتهدف إلى التشطير الطائفي الذي تمارسه سلطات البحرين بشكل يومي؟". فـ"من يستطيع أن يتجاهل سياسات لم يعد من مهماتها فقط الاستناد إلى نظام أمني أساسه المرتزقة وإنما تمارس سياسات إقتصادية هدفها التكتيكي والاستراتيجي تمييع الطبقة العاملة وتشكيل بدائل غير مستقرة لها؟".

ويقول إن يعقوب "لم يلتفت حتى إلى تنامي مطالب الطائفة السنية ولا لبوادر تناقضاتها مع السلطة الحاكمة، ولا يجد في ظاهرة محمد البوفلاسة ما يفيده في منطقه الصوري لفهم مجرى النهر"، قائلاً: "لم تعد تهم السيد إسحاق بالطبع تراكم مزاحمات العائلة الحاكمة نفسها ولا يدرك أنَ "الطوائف" ليست إلا تكوينا إجتماعيا ترسخ وجوده وإستمراره القوى الطبقية المسيطرة على التشكيلة البنيوية السائدة".

ويتطرق راشد إلى مقال يعقوب الاسبوع الماضي بعنوان "ضد النقابية الطائفية"، فيرى أن الأخير "يوهم نفسه بأنه يروج من جديد لشعار يا عمال العالم اتحدوا، ويتحدث بنفاق عن الطليعة الكفاحية ويُنَظر "لتوحيد صفوف الطبقة العاملة البحرينية" عبر دعم الانشقاق المشبوه، وليوهم شرذمة من الإنتهازيين أنهم يكافحون ضد الانعزالية المذهبية والطائفية، ويدعوهم بلا حياء معرفي وحرفيا إلى العمل "على تثبيت سلطة القانون".

وينتقد محاولة يعقوب "التنظير والتغطية على محاولات الطبقة المهيمنة على سلطة القرار للسيطرة وكبح جماح النضال ضد الاستبداد، من خلال إختراق النقابات العمالية والجمعيات المهنية وتمييع الكفاح المهني والوطني".

ويعلق على مقال آخر ليعقوب بعنوان "أي اتحاد للعمال نطالب؟!" فيؤكد أنه "لا يرى الطائفية والمذهبية طاغية في المجتمع البحريني إلا (منذ اكثر من سنة) وهو يتحدث عن النسبية ويعزلها قسرا عن المطلق ولا يراها في مجرى تطورات الواقع الموضوعي"، معتبرا أن يعقوب "يتخذ من النسبية فهما مضللا لا موضوعيا فيعزلها عن جذورها وبيئتها المحيطة التاريخية والطبقية ليجعلها مثالية مطلقة، وليحاول نفي وجود الحقيقة الموضوعية وليعزل "التسييس" عن "التطييف".

ويحذر من أن يعقوب "يريد المزيد من التشطير للطبقة العاملة البحرينية وتكريس الانقسامات القانونية ونقلها إلى الشارع العمالي على أساس "سياسي طائفي"، كما تجاهل محاولات السلطة والطبقة الحاكمة للسيطرة على مختلف منظمات "المجتمع المدني"، وتناسى أن الطبقة العاملة هي الطبقة الاجتماعية الوحيدة التي يمكن أن تكون صمام الأمان للمجتمع بأكمله، وهي الوحيدة التي يمكن أن تبلور خطابا لاطائفيا إستنادا إلى تبلور مصلحتها الطبقية تجاه الطبقات الآخرى.

ويتابع ان يعقوب "لا يتورع عن ملأ مقالاته بتعابير فداوية السلطة في الهجوم على المناضلين ضد الطغيان فيسميهم مرارا وتكرارا "العملاء والطائفيين والمتمركسين"، ويتطير من مجرد سماع كلمة "الجمهورية"، معللا بأنه "إحتمى فيما مضى بمظلة الأنظمة الجمهورية الرجعية لما يقارب العقدين من الزمان وهو في المنفى بعيدا عن ألة البطش للنظام الملكي المطلق في السعودية، موضحا "أصبح يعقوب يختزل الأسم بعيدا عن الدلالة والمضمون الطبقي، وكأنما الملكية المطلقة تتعارض جوهريا مع ديكتاتورية وإستبداد جمهوريات الطبقات الرجعية والطفيلية من حملة لواء الليبرالية أو الدين بعباءة الوطن التابع للغرب".

ويردف أن يرتمي "رفيقنا القديم" (يعقوب) يرتمي في أحضان أنظمة مستبدة خوفا من مخاطر أنظمة في مخيلته غارقة في الرجعية، ويعجز منطقه الشكلي عن وضع تصور بديل للدولة الطائفية القائمة"، ويلفت إلى أنه "يهاجم متطلبات مستحقة يمكن أن تنقل البلاد والعباد إلى مرحلة دستورية وديمقراطية أكثر تطورا من الاستبداد الراكد في مستنقع التخلف"، فـ"لا يرى إلا الوعي الزائف فينخرط في دوامة الزيف والتزييف والتنظير "للمصطلحات السياسية" التي تتردد كثيرًا في إعلام الطبقة المسيطرة".

ويختم راشد بالقول: "لقد كان الأحرى بيعقوب أن يلتزم الصمت تجاه الثورة والثوار ويقف على جادة الطريق إلى أن يتبين له الخيط الأبيض من الأسود"، مستدركاً "أنه أبى إلا أن يقف بقوة منذ اليوم الأول من الثورة ضد الشعب وتحركاته، برغم المواقف الموحدة آنذاك لجميع القوى السياسية اليسارية والقومية والدينية المنظمة تحت مظلة "الإصلاح الملكي" ممثلة بالجمعيات السبعة".










التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus