جماعات مرتبطة باللوبي تدفع فاتورة سفر بورتون وزوجته إلى البحرين

2012-08-05 - 8:58 ص


جستين إليوت،بروبابليكا
ترجمة:مرآة البحرين

عندما وصل النائب دان بورتون وزوجته سامية إلى البحرين في نيسان/أبريل، تم استقبالهم بملصق ترحيب كبير يبرز الابتسامة العريضة للسيد والسيدة بورتون.

المخضرم النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا ، الذي هو ثالث عضو فعال في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، اجتمع بولي العهد، بعد أن نشرت صحيفة محلية موالية للحكومة صورة لرجلين تحت عنوان " الإشادة بالإصلاحات في البحرين". وذكرت الصحيفة أن بيرتون قد " أشاد بحنكة جلالته السياسية [و] خطواته لتحديث البحرين وتعزيزالاصلاحات"، وسط الاحتجاجات المستمرة والمؤيدة للديمقراطية.

وعندما رجع النائب إلى واشنطن عائدا من البحرين، نزل إلى أرض المجلس للإشادة بقادة البحرين، وانتقاد المتظاهرين. (شاهد فيديو الخطاب ).

ولم تكن كلمات بيرتون المهدئة للحكومة المحاصرة الشيء الوحيد غير العادي حول هذه الزيارة.

فتكلفة الزيارة التي بلغت 20966 دولارا، بما في ذلك جلوس بيرتون وزوجته في الدرجة الأولى في الطائرة، وقد تم دفعها من قبل مجموعة غير ربحية، وهي مجلس البحرين الأمريكي، الذي أسس العام الماضي من قبل مجموعة الضغط بوليسي إمباكت للعلاقات العامة لتعزيز علاقات الحكومة البحرينية مع واشنطن.

لا يسمح لأعضاء الكونغرس قبول الأموال المخصصة للسفر من أي جهة "توظف أو تحتفظ" بجماعات الضغط. أنشئ هذا القرار عام 2007 بعد فضيحة جاك أبراموف، التي تضمنت دفع جماعات الضغط الفاسدة ثمن ولائم فاخرة لأعضاء في الكونغرس ومسؤولين آخرين.

ونظرا لهذا الحظر، كيف يمكن لمجموعة ترتبط بجماعات الضغط  تمويل رحلة بيرتون؟

لأن مجلس البحرين الأمريكي يقول إنه ليس لديه أي جماعات ضغط ضمن موظفيه.

ولكنه بالتأكيد قريب منها.

يقع مجلس البحرين الأمريكي  في شارع  k1401، NW، الجناح 600 في واشنطن. في نفس مكتب بوليسي إمباكت، التي توظف جماعات ضغط مسجلة، والتي بالتالي ستمنع من دفع ثمن رحلة بيرتون.

وليام نيكسون، الرئيس التنفيذي لبوليسي إمباكت مسجل كعضو في من جماعات الضغط، واثنان آخران من موظفي بوليسي إمباكت التي في الأصل تدمج مجلس البحرين الأمريكي وتكون مجلس إدارته، وفقا لبنود الاندماج الخاصة بالجماعة.

أخبر نيكسون بروبابليكا عن تأسيس مجلس إدارة جديد برئاسة رئيس المجلس الحالي خلف الله، والذي تم تأسيسه بعد وقت قصير من إنشاء المجموعة. ولكن نيكسون لا يزال رئيسا للمجلس الاستشاري في المجموعة، والذي انعقد في شهر أيار/مايو. وموظفو بوليسي إمباكت  هم الذين ردوا علي اتصالاتنا الهاتفية التي كانت تلتمس تعليقا من مجلس البحرين الأمريكي .

نائب الرئيس الحالي لمجلس البحرين الأمريكي هو أيضا إداري في بوليسي إمباكت، ريتشارد كارلسون (والد المعلق المحافظ تاكر كارلسون). وحتى آذار/مارس من هذا العام، تم إدراج بوليسي إمباكت نفسها في سجلات واشنطن كوكيل شركة لمجلس البحرين الأمريكي .

بوليسي إمباكت توزع أيضا افتتاحيات رئيس المجلس خلف الله. ولقد تم نشر إحدى افتتاحيات خلف الله على موقع بوليسي إمباكت والتي تقول: " لـ 300 سنة، كانت البحرين بلداً مستقراً ومسالماً، ومتسامحاً، يسير بثبات نحو الانفتاح وضم الجميع". وقد قام خلف الله بمرافقة بورتون في رحلته في نيسان/أبريل.

وردا على السؤال حول علاقة بوليسي إمباكت بالمجلس، أخبر خلف الله  بروبابليكا أن "بوليسي إمباكت قد ساعدت في تطوير أعمال مجلس البحرين الأمريكي، فضلا عن توسيع نطاق خدمات العلاقات العامة". وقال إنه يتم تمويل المجلس بتبرعات  رجال أعمال خاصين، وقام بوصف المجموعة: "ترغب بضمان إبقاء العلاقات الثقافية والتجارية قوية بين الولايات المتحدة والبحرين."

لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب، والتي كثيرا ما تعرضت للنقد بسبب الرقابة الباهتة، استحسنت دفع المجلس ثمن زيارة بيرتون.

"إن لجان الأخلاقيات قد قلبت قواعدها رأسا على عقب بالسماح لجهة ضغط أو حتى لجماعات الضغط  في إقامة منظمات غير ربحية، ودفع ثمن ولائم السفر من خلال منظمات غير ربحية"، يقول كريغ هولمان من بابليك سيتزن، الذي ساعد في وضع مسودة القواعد في مرحلة ما بعد أبراموف. وأضاف: "إنها تضرب تماما الغرض من هذه القواعد".

ورفضت لجنة الأخلاقيات التعليق. ولم يرد مكتب بيرتون على الاتصالات.

لجنة الأخلاقيات لديها تاريخ من التفسيرات السخية بشأن قواعد السفر. على سبيل المثال، على الرغم من الحظر المفروض على السفر المدفوع الثمن من قبل جهات تستخدم جماعات الضغط، فإن اللجنة الاسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة  (إيباك)، التي تستخدم جماعات الضغط، قامت منذ سنوات عدة بالدفع لرحلات تخص الكونغرس إلى إسرائيل من خلال مجموعة غير ربحية ذات صلة وثيقة.

لكن هولمان الذي يعمل في بابليك سيتزن يقول إن رحلة بيرتون إلى البحرين هي أول مثال لشركة ضغط موجودة في شارع k  والتي تستغل استراتيجية الشركات الفرعية غير الربحية.

منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة في البحرين في مطلع العام 2011، والحكومة في البحرين تقمع في بعض الأحيان وبعنف تظاهرات الأغلبية الشيعية. هذا الشهر، انتقدت منظمة العفو الدولية الحكومة لمنعها مظاهرات للمعارضة. وقد سعت البحرين أيضا لتعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة، وفي جزء منه من خلال توظيف العديد من شركات العلاقات العامة الغربية وشركات الضغط. البحرية الأمريكية لديها قاعدة مهمة في البحرين وإدارة أوباما كانت داعمة للنظام هناك.

مجلس البحرين الأمريكي، الذي أنشأته بوليسي إمباكت في الأسابيع التي تلت الاحتجاجات التي بدأت في العام الماضي، ليس مرتبطاً رسميا بحكومة البحرين ولكنه أحد جماعات العمل في واشنطن لترسيخ وتعزيز التأييد للنظام.

وأخبر نيكسون، الرئيس التنفيذي لبوليسي إمباكت، بروبابلكا أنه لم يكن له أي دور في تنظيم رحلة بيرتون. وقال أيضا: "إن مجلس البحرين الأمريكي ليس لديه وظيفة ضغط، ولا وظيفة سياسة  ولا وظيفة علاقات حكومية على الإطلاق. أنها لتعزيز التجارة والأعمال".

ولكن افتتاحيات خلف الله  في وسائل الإعلام بما في ذلك موضوعات تاكر كارلسون في ديلي توكر وفوكس نيوز تتناول السياسة  الأمريكية الخارجية تجاه البحرين، وتشيد بالأسرة الملكية في البلاد، وتلقى باللوم على إيران في إثارة القلاقل. وأعمدته لا تركز على المسائل التجارية.

" الرهانات في البحرين حاسمة جدا وهي تنذر بمخاطر التغير دون النظر في ما قد يحدث لاحقا"، كتب خلف الله في عموده في صحيفة فوكس هذا الشهر. "البحرين المتزعزعة توفر لإيران الفرصة لممارسة نفوذها أو سيطرتها التامة على عضو في مجلس تعاون دول الخليج. والولايات المتحدة سوف تفقد قاعدتها البحرية الثمينة، مقر الأسطول الخامس".

الموقع الإلكتروني للمجلس أيضا يظهر خلف الله وهو يلتقي باعضاء عديدين من الكونغرس وخبراء السياسة، بما في ذلك عقد اجتماع  [ للسناتور مايك لي] لوضع موجز حول "الوضع في البحرين"، واجتماع آخر مع موظفي مؤسسة التراث لمناقشة الربيع العربي.

وأخبر خلف الله بروبابليكا في رسالة بالبريد الإلكتروني أن "مجلس إدارة الجماعة والمستشار القانوني قررا بأن لا يتم تسجيل مجلس البحرين الأمريكي كوكيل أجنبي أو جماعة ضغط ويرجع ذلك إلى حقيقة أن مجلس البحرين الأمريكي لا يدافع عن أي شخص وليست لديه أي أجندة سياسة أو تشريعية أمام الكونغرس أو الإدارة".

وأضاف خلف الله "أنا شخصيا لم أناقش أي قضايا محددة (مع أو ضد) البحرين مع أي سياسي. ويقتصر دوري في المساعدة في زيارات إلى المجموعات التعليمية، والثقافية، أو غير الربحية. والتواصل مع حكومة البحرين أو السفارة الأمريكية ومسؤولي الأسطول الخامس [ للبحرية الأمريكية]  خلال أي زيارة منسقة عبر الجهات الحكومية المعنية".

بيرتون، الذي سيتقاعد في نهاية هذه المدة التشريعية، مدد رحلة البحرين مدة يومين على حسابه الشخصي إلى الجارة الدوحة، وفقا  لوثائق السفر المرفقة.

لا يبدو أن بيرتون كان في ماضي منخرطاً بشكل علني في قضايا البحرين. إلا أن لديه علاقة قائمة مع بوليسي إمباكت.

في عام 2009، تم توظيف الشركة بعقد قدره 1.5 مليون دولار من قبل حكومة كازاخستان لتنسيق إنشاء تجمع آسيا الوسطى في الكونغرس. وأصبح بيرتون أحد الرؤساء المشاركين في المؤتمر الحزبي، وفي عام 2009 حصل على ثلاث مساهمات بقيمة 1500 دولار من موظفي بوليسي إمباكت، بما في ذلك رئيس الشركة، نيكسون.

والرئيس الآخر لتجمع آسيا الوسطى هو مندوب ساموا الأمريكية، ايني فاليومافايغا. وكما ذكرنا آنفا [ترجمت مرآة البحرين موضوعين سابقين فان فاليومافايغا، الديمقراطي، قد قام مؤخرا برحلتين إلى البحرين - بما في ذلك تلك التي كان فيها برفقة خلف الله  رئيس مجلس البحرين الأمريكي .

عندما وصل بيرتون إلى الوطن في نيسان/أبريل، ألقى خطابا اعترف فيه أن حكومة البحرين ارتكبت "أخطاءً" في ردها العنيف على الاحتجاجات ولكن هذا ما كان لديها منذ ......وأما كلماته الأقسى فكانت للمحتجين.

وقال بورتون :"لقد استخدم المتظاهرون أساليب إرهابية، كما قلت، في محاولة لتدمير وتقويض الحكومة، والمولوتوف أحد الأشياء التي استعملوها. وهم أيضا  يتعلمون أشياء أخرى من المتطرفين الذين يدخلون البلاد هناك أو أنه يتم تدريبهم من قبل الإيرانيين"،  مضيفا: "البحرين كانت داعما كبيرا لقواتنا العسكرية، وداعما كبيرا لاستخباراتنا، وداعما كبيرا للقوات البحرية والأسطول الخامس، نحن بالتأكيد بحاجة إلى أن تستمر هذه العلاقة لأكبرعدد ممكن من السنوات".

 31تموز/يوليو 2012
رابط النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus