مرآة البحرين (خاص): وجهت "اللجنة الأهلية للدفاع عن شباب المنامة المحكومين بالمؤبد" خطابا إلى فاطمة الحواج العضو في هيئة الدفاع عن "شباب المنامة" المحكومين بالسجن المؤبد بتهمة قتل باكستاني، احتجت في خطابها على طلب الحواج من المحكمة في الجلسة ما قبل الأخيرة بطلب استجواب عدد من المتهمين المحكومين في القضية، "لما في ذلك من تأكيد على حدوث الواقعة فعلاً ووجود المتهمين إبانها في الموقع". واشارت اللجنة إلى أن أقوال المتهمين التي استندت إليها الحواج في الدفاع عن موكلها ابراهيم عواجي "انتزعت تحت التعذيب وتعتبر باطلة وقد تتسبب في توريط بقية المجموعة".

وفيما يلي خطاب اللجنة الكامل للحواج:

المحامية / فاطمـــة حسن الحــواج... الموقرة

تعقيباً على ما نشر في صحيفة "الوسط" في عدد يوم الاثنين الموافق 6 أغسطس 2012 ضمن قضية شباب المنامة المحكومين بالمؤبد المتهمين في قصة مقتل الباكستاني إبان أحداث شهري فبراير ومارس من العام 2011، نود إيضاح بعض النقاط التي قد غابت عن فكركم في مضمون مذكرة الدفاع (المرافعة) عن المستأنف إبراهيم عواجي في جلسة يوم الأحد 5 أغسطس 2012.

وحيث أن سير الدعوى لدى محكمة الاستئناف العليا الجنائية حالياً يعتبر حساساً لاسيما مع الجلسات الأخيرة التي تسبق المرافعات والحجز للحكم، فضلنا نحن اللجنة الأهلية للدفاع عن محكومي المنامة بالمؤبد اطلاعكم على جملة من الملاحظات المهمة التي نأمل ألا تكون سبباً في الإضرار بسير الدعوى وتحديداً ببقية المستأنفين.

ونوجز إليكم عدد من الملاحظات التي نرجو أخذها بعين الاعتبار لضمان حقوق الجميع، وحتى لا يتضرر بقية المستأنفين لاحقا، وهو ما نشير إليه بناءً على مضمون مذكرة الدفاع الأخيرة التي سلمتها عن المتهم إبراهيم عواجي:

1. تبنت هيئة الدفاع المكونة من جملة من المحامين المعروفين، ومنذ أول جلسة تسلموا فيها أوراق الدعوى على المضي في اتجاه واحد في الترافع أمام القضاء سواء بالدرجة الأولى (محكمة السلامة الوطنية) أو محكمة الاستئناف حالياً، وذلك بالتنسيق فيما بينهم وكذلك المتهمين وأهاليهم تفادياً لتضرر أياً منهم كما سبق الإشارة إليه. وعلى هذا النسق سارت الدعوى بالطريقة التي رسمتها هيئة الدفاع بحسب ما تراه في مصلحة المتهمين، وذلك على الرغم من استبدال بعض الموكلين محاميهم لظروف معينة إلا أنهم اتفقوا مع أعضاء هيئة الدفاع على النهج المتفق عليه.

2. آثرت اللجنة الأهلية للدفاع عن محكومي المنامة بالمؤبد عدم التطرق أو الإشارة إلى إبراهيم عواجي طوال الفترة السابقة ولحين القبض عليه مجدداً عند إحدى نقاط التفتيش قبل أشهر، وذلك حرصاً منا على عدم إلحاق أي نوع من الضرر المعنوي والمادي عليه لاسيما وأنه محكوماً بالسجن المؤبد أسوة ببقية المتهمين ممن كانوا يقضون فترة الحكم بالسجن، وتعرضوا خلال تلك الفترة لأقسى وأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي والذهني علاوة على التعامل اللا إنساني، وأنه خرج من السجن في ظروف غير واضحة قبل صدور الحكم بالإدانة عليه وبقية المجموعة.

3. نبدي امتعاضنا واحتجاجنا على طلبكم من المحكمة في الجلسة ما قبل الأخيرة المنعقدة في تاريخ 18 يوليو 2012 بطلب استجواب عدد من المتهمين المحكومين في نفس القضية، وذلك لصالح المتهم إبراهيم عواجي، لما في ذلك من تأكيد على حدوث الواقعة فعلاً وتواجد المتهمين إبانها في الموقع وإن أُختلف حوله، وهذا طرح يأتي بخلاف ما اتفقت وتوجهت إليه هيئة الدفاع عن بقية المتهمين، ما يجعلكم في محل تضارب وتناقض مع باقي المحامين، وبالتالي يضر بسير الدعوى على الجميع. علماً بأن اعتراضنا واحتجاجنا يأتي على أسلوبك الدفاعي لا على شخصك الكريم، فهو حرصاً منا على المصلحة العامة لمجموعة شباب المنامة المحكومين بالمؤبد جميعاً بمن فيهم إبراهيم ومن لم يُقبض عليهم حتى الآن.

4. طرحكم في مذكرة الدفاع (المرافعة) أكدتم من خلالها وبشكل صريح أن الجريمة وقعت فعلاً وأن جميع المتهمين كانوا متواجدين خلال حدوث الواقعة، وحاولتم من خلال الاستناد إلى هذا بيان عدم تواجد موكلكم إبراهيم عواجي بمعية المتهمين بمكان الواقعة ووقتها. وأنتم أعلم بأن هذا البناء في الدفاع يهدف إلى تخليص موكلكم وتوريط بقية المتهمين المستأنفين بل إثبات إدانتهم.

5. نعلم جميعاً متيقنين أن لا أحد من المتهمين أو سواهم ارتكب هذه الجريمة المزعومة نظراً لفبركتها من جانب الحكومة لصالح أغراض سياسية ومحاصصات تستخدمها وقت ما تشاء، وهي قضية لا صلة له من الواقع بشيء، وأن التعامل معها على أساس تخليص متهم دون غيره لهو أمراً بعيداً عن الجانب الإنساني الذي يستحوذ على مساحة كبيرة من العمل القانوني والحقوقي. وإن قربنا من المتهمين والمنطقة المزعوم ووقوع الحادثة فيها يوم هجوم مندسين من الآسيوين وغيرهم على الأحياء السكنية وحدوث المصادمات على إثرها في المنامة، نستطيع الجزم بأن مجموعة الشباب المتهمين لم يكونوا متواجدين في ما ادعت به النيابة، بل أهالي المنطقة قدموا بلاغات متكررة لقسم الطوارئ لمباشرة وجود مصابين من المندسين والأهالي حينها، وهو ما ينفي مرة أخرى حدوث الواقعة المزعومة.

6. نفضل التعامل الإنساني بعيداً عن المصلحة المادية والنظر إلى هذا الملف من ناحية إنسانية يُلتمس من خلالها أوضاع العوائل التي فقدت عائلها الوحيد أو أبنائها بسبب ادعاءات حكومية محضة، وخصوصاً عند النظر إلى طبيعة هذه القضية، فهي قضية سياسية مفبركة بحتاً، وتصنف من أصعب القضايا المنظورة أمام المحكام لكونه قضية جنائية بخلفة سياسية متهم فيه عدد كبير من الأفراد بالضرب الذي أفضى إلى الموت.

7. أقوال المتهمين التي استندتم عليها ضمن المرافعة المقدمة عن إبراهيم عواجي كلها انتزعت تحت وطأة التعذيب، وهي أقوال نقضها المتهمون أنفسهم أمام محكمة الدرجة الأولى ومحكمة الاسئناف حالياً، وكذلك لدى النيابة العامة حين تقدموا بشكاوى عن التعذيب، وبالتالي فإن استنادكم في الدفاع عن موكلكم بناءً على هذه الأقوال تعتبر باطلة وقد تتسبب في توريط بقية المجموعة لأنكم اعتقدت أمام المحكمة في هذه الحالية بصحة هذه الأقوال، وقد أصرت هيئة الدفاع طوال الجلسات الماضية باستبعاد كل أقوال المتهمين واعترافاتهم لسبب ذاته.

وبالنسبة لما نشرته عبر حسابك على "تويتر" بأن المتهم إبراهيم عواجي سينال حكم البراءة، فإننا نؤكد بأن جميع المتهمون أبرياء كبراء الذئب من دم يوسف، ويقيننا به سبحانه وتعالي بأن المجموعة بأكلمها ستنال برائة بفضل العلي القدير بلا منة ولا الآلاف من الدنانير.

اللجنة الأهلية للدفاع عن شباب المنامة المحكومين بالمؤبد