مقابلة مع وافي كامل الماجد زوج الناشطة الحقوقية زينب الخواجة

2012-08-10 - 8:35 ص


شاهد البحرين

ترجمة: مرآة البحرين

في الصالة في بيت والد وافي، حيث يقيم وافي مع ابنته جود التي تبلغ من العمر سنتين، كانت هناك صورتان كبيرتان تزينان الجدار، إحداهما لزينب، والأخرى لوافي في يوم تخرجهم وقد ارتسمت على وجهيهما ابتسامة عريضة، يبدوان كأي خريجين شابين، أمامهما مستقبل مشرق وواعد...

سألت وافي عن حالة زوجته في الوقت الحالي، وعن زيارته للسجن حيث تحتجز زينب. فقط قبل يوم واحد،  الأحد 29 نيسان/أبريل عند الساعة 12:30، سمح لوافي بالزيارة الأولى بعد مضي أسبوع على اعتقال زينب. وقد ذهب مع ابنته جود الصغيرة، وأختين لزينب، وخديجة والدة زينب. قامت حارسة من حراس السجن بجلب زينب إلى غرفة الزيارة الصغيرة وبقيت في الغرفة خلال فترة نصف الساعة من الزيارة.

أخبرت زينب عائلتها كيف تعرضت للضرب على أيدي الشرطة أثناء الاعتقال. حيث قامت شرطة مكافحة الشغب بمحاصرة زينب وهي راكعة على الأرض، وشرعوا بركلها  بأحذيتهم و طعنها بهراواتهم. وعلى الرغم من أن الشرطة قامت بتصويرالاعتقال، ولكن الكاميرا ركزت على وجهها والجزء العلوي من جسمها، في حين أن الشرطة كانت قد استهدفت الجزء السفلي من جسمها. وكان محتجون آخرون قد أخبروا  وافي  أن الشرطة قامت بتصوير عملية الاعتقال، ولكن ليس من البداية عندما كانت زينب تتعرض  للضرب على الأرض. صرخت فيهم زينب: "لماذا تعاملوننا كالكلاب؟!" عندها ردت عليها شرطية  بوضع عصاها على عنق زينب وخنقها.

قال وافي : "[زينب] امرأة قوية للغاية. أعتقد أنني كنت أضعف شخص عند تلك اللحظة"، وأضاف: "أنا لست قلقا جدا عليها عندما تكون في السجن لأنني أعرف كم هي قوية. أنا قلق أكثر بشأن ابنتنا كيف ستتأقلم مع هذا الوضع في حياتها، فقد كان والدها ووالدتها في السجن في أوقات مختلفة خلال طفولتها."   وكان وافي قد اعتقل في نفس الوقت الذي اعتقل فيه والد زوجته، عبد الهادي الخواجة، وأمضى 10 أشهر في السجن.

خلال الزيارة  تحدثوا بحرية، على الرغم من وجود حارس السجن. فالأخبار التي تلقوها من جديد عن عبد الهادي الخواجة – بأنه لا زال على قيد الحياة وأنه على ما يرام، كانت، في تلك اللحظة، أنباء طيبة لجميع أفراد العائلة كما لو كان قد تم الإفراج عنه. فعلى مدى الأيام الستة الماضية، كان يعتبر عبد الهادي الخواجة  في عداد المفقودين، وكانت الحكومة لا تسمح لأي شخص، ولا حتى للسفير الدنماركي (حيث إن عبد الهادي هو أيضا مواطن دنماركي) أو محاميه أن يكون على اتصال معه. وكانت هناك مخاوف بأنه ربما توفي عبد الهادي. أوضح وافي بأن زينب كانت قلقة، فهي مسجونه ولا تعرف شيئاً، وأخذت هي ووالدتها تتحدثان بتأثر عنه.

وافي لديه علاقة جيدة جدا مع والد زوجته. حدثني عنهما عندما كانوا معا في سجن جو. و لم يسمح لهم برؤية بعضهما البعض منذ نيسان/أبريل 2011، عندما ألقي القبض عليهما لأول مرة، حتى أول لقاء لهما في السجن في كانون الاول/ديسمبر 2011. " تلك اللحظة كانت  لحظة احتفال بالنسبة لنا. فنحن لم نر بعضنا البعض منذ اليوم الذي اعتقلنا فيه وأخيرا جاءت فرصة لنتبادل قصص ما حدث منذ ذلك الحين والأخبار التي نعرفها عن الأوضاع في البحرين. الخواجة هو رجل مثير للإعجاب للغاية".

اختار وافي عدم الدخول في عمق التفاصيل حول الفترة التي قضاها في السجن، ولكنه  ذكر الزيارة الأولى التي سمحت لزوجته بعد شهرين من اعتقاله. وافي يجد أنه من الاسهل عليه أن يكون الشخص الذي داخل السجن من أن يكون الشخص الذي خارج السجن قلقا على أحد أفراد أسرته المسجونين. وأوضح :"لن أبكي عندها. فأنا بحاجة لأن أكون قويا حتى لا أقلق الناس الذين هم في الخارج ".

سألته عن رأيه حول مستقبل البحرين وعن آماله.

سأل :" كم تكلف الحرية؟"  ثم أجاب على السؤال بنفسه: "كثيرا، ولكن يبدو أن علينا أن ندفع أكثر. طوال تاريخ البشرية، لم يكن هناك حاكم قادر على إلغاء شعبه. وفي النهاية يسقط الظالم. القصة تختلف فقط في كم من الوقت يستغرق الأمر وكم الثمن الذي سيدفع؟".

قال لي إن الربيع العربي أعطى البحرينيين الكثير من القوة، لا سيما مصر لأنه لم يكن أحد يتوقع بأن سقوط مبارك سيكون قريبا.
"ليس هناك  شيء يمكن أن يسكتنا، ويجعلنا ننسى حقوقنا. فكل شيء يحدث لنا. في أسوأ حال  سيرسلون طائرات أف 16 فوق رؤوسنا... لكننا لن نهتم  بشيء. نحن لسنا خائفين. نحن نريد حريتنا".
أما بالنسبة لآمال وافي حول "الثورة عندما تنجح"، على حد تعبيره. قال :"لا يهمني إذا كان سيصبح لدينا ملكية دستورية أو أي شيء – طالما أن الناس يمكنهم أن يختاروا من هو في السلطة. حتى لو اختاروا خليفة،"  ابتسم، وقال وهو يضحك تقريبا: "على الرغم من أنني لا أعتقد أن فرصته ستكون مرتفعة جدا الآن".
كيف كان يفكر في دور المجتمع الدولي بصفة عامة، وأي نوع من رد الفعل الدولي  يتمنى؟

نحن لا نريد ولا نحتاج المجتمع الدولي للتدخل في أي من هذا. نحن فقط في حاجة إليه لوقف دعم النظام الدكتاتوري الذي يقتل ويعذب ويعاملنا أسوأ من الحيوانات. يمكن للأميركيين وقف هذا الأمر كله في الوقت الراهن إذا قاموا بمكالمة هاتفية واحدة ليقولوا لأسرة آل خليفة أنه سيتم تعليق العلاقات معها حتى يتم تشكيل حكومة منتخبة ديمقراطيا. لكنهم لا يفعلون ذلك.

بعد المقابلة، جاءت جود الى الغرفة حيث كنا نجلس. كانت خائفة قليلا  كوننا غرباء في المنزل حتى أن رغبتنا في تصويرها لم تساعد في ذلك. وبعد حوالي خمس إلى عشر دقائق ارتاحت لنا، وبدأت بالضحك بصوت عال عندما مازحها والدها. آمل أن يكون هناك في يوم من الأيام صورة لجود الصغيرة الجميلة في يوم تخرجها معلقة على الجدار هنا في البحرين، مع ابتسامة كبيرة على وجهها، تتطلع الى مستقبل مشرق وواعد.

1 أيار/مايو 2012

رابط النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus