قاسم: حديث السلطة عن الحوار لغرض دعائي خارجي ودرء مصلحة الشعب، و14 أغسطس سيكشف زيفها

2012-08-10 - 4:20 م


مرآة البحرين: أكد عالم الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم أن "لا علاقة للحراك السياسيّ الإصلاحيّ في البحرين بتقلّباتِ السَّاحةِ العربيّة وثوراتها " ، مشددا على أن "الحراكُ هنا مستمرٌّ برغم كلّ شيء وملتزمٌ بمساره السلميّ " واعتبر أن حديث السلطة عن الحوار في إعلامها هو "لغرضٍ دعائيٍّ خارجيّ يدرأُ النَّقْدَ أو اعتماد أيّ قرارٍ يصبُّ في مصلحةِ الشَّعبِ ومطالبهِ الإصلاحيَّة ".

وقال الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز إن "الكثيرين من النّاس وخاصةً من أصحاب السّلطةِ يُمارسون الظلمَ بإسرافٍ من غير أنْ يعلنوا أنّهم تخلّوا عن العدل ورَأَوْا في الظلمِ القانونَ الصالح " ، مشيرا إلى "أنهم لا يَرضون الظلمَ يرتكبهُ الغيرُ في حقّهم، وأنّ جعل الظلم هو القاعدةُ والقانونُ مسألةٌ يرفضها ضميرُ الإنسان بما هو إنسانٌ على المستوى العالميّ، وتجريم الظلم والظالم أمرٌ محسومٌ وقضيّةٌ جازمةٌ في حكم الضمير الإنسانيّ ما لم يَخرجُ بهِ فسادهُ عن حدّ فطرته ".

وتساءل "من هو الظالم: شعوبٌ تقولُ : لن نركع إلا لله " ، أو حكوماتٌ تقولُ لشعوبها : كونوا عبيداً لنا؟، وشعوبٌ تقولُ :" الوطنُ للجميع، الثروةُ للجميع، الفرصُ البنّاءةُ للجميع، أو حكوماتٌ تقولُ : كلُّ شيءٍ لنا ؟، شعوبٌ تُصِرُّ على أخوّةِ أبنائها ومساواتهم في الحقوقِ والواجباتِ لا تُميِّزُ بينهم إلا الكفاءةُ والأمانة، أو حكوماتٌ تُصِرُّ على التمييزِ تفريقاً بين الأخوة وإشعالاً للفتنة وإحكاماً للقبضةِ على الشعب؟ ".

وتابع قاسم "ماذا يقولُ العالم في مَن يطالبونَ بأنْ يكون للمواطنِ حقُّ اختيارِ مُمَثِّلِيهِ النيابيّينَ بصورةٍ حرَّةٍ كاملةِ غيرِ منقوصة، وبتمثيلٍ متكافىءٍ" و "ماذا يقول العالم في مَن مضى على حراكهِ الأخيرِ في هذا الاتجاه ما يقرُبُ من سنةٍ ونصفِ السنة، وواجهَ على هذا الطريقِ ألواناً مِنَ العنفِ والإرهابِ والعذابِ على يدِ السُّلطة؟ ".

وأكد قاسم أن وصف السلطة لأصحاب هذه المطالب بأنهم "مُخرِّبين أو إرهابيُّين أو عملاءُ كما تقول السلطة "لا يقولها إلا نصيرٌ للظلم عدوٌّ للعدلِ مُعادٍ للدينِ خارجٌ عن الإنسانيّةِ والخلق القويم ".

وشدد على أنه "ليسَ للشعبِ إلا خيارٌ واحد لا بديل له هو الاستمرارُ في المطالبة بالإصلاح القادرِ على أنْ يقدِّمَ حلا ناهضا يتكفّلُ بإنهاءِ الأزمة، وبصيرورةِ الأوضاعِ قابلةً للاستقرار والعيشِ المريحِ لجميع مكوّنات الوطن إلى مدىً طويل" وأضاف "إذا كان النظام مقتنعاً بقيمةِ الشعبِ وحقّه في تقرير مصيره واختيار خطّ حياته ولون سياسته ومؤسسات حكمه، فعليه أن لا يراوغَ في الاستجابة للمطالبِ الإصلاحيّة العادلةِ الكافية ويتوقّفَ عن هذا الإسرافِ في الظلم، وانتهاك الحرمات ".

وفيما اعتبر أنه "لا علاقة للحراك السياسيّ الإصلاحيّ في البحرين من حيثُ الاستمرارُ بتقلّباتِ السَّاحةِ العربيّة ومآلاتِ حركاتها وثوراتها " ، أكد قاسم أن "الحراكُ هنا مستمرٌّ برغم كلّ شيء وملتزمٌ بمساره السلميّ مهما كانت التقلُّبات " ، مذكّرا بأن "الحراك المطلبيُّ السياسيُّ الإصلاحيُّ في البحرين لم ينتظر بداياتِ التحرُّكِ في تونس التي انطلقت منها الحراكاتُ والثَّوراتُ العربيَّةُ الأخيرة، وإنْ كان قد تفاعل معها واستمدَّ منها"

وأردف "عندما تصاعد أسلوبُ الردِّ الشعبيّ في بعض السَّاحاتِ العربيّة على عنف الدولة، بَقِيَ العلماءُ والرموزُ السياسيَّةُ هُنا يعلنونَ ويُصرُّونَ على الالتزام بالأسلوبِ السلميّ، ولا يزالون كذلك " وأضاف "الشعب هُنا لنْ يرفعَ يدهُ عن مطالبهِ الإصلاحيَّةِ العادلة الكافِيَة ولا عن سلميّةِ الحراكِ من غير أن يربطَ شيئاً من هذين الأمرين بمآلاتِ ما يحدثُ خارج البحرين، من ثوراتٍ وتحرُّكات ".

من جهة أخرى، تطرق الشيخ قاسم إلى حديث السلطة وإعلامها عن الحوار فقال "في كلّ مرّةٍ نقتربُ فيها من فتحِ ملفِّ البحرينِ في منظَّمةٍ من المنظّماتِ الحقوقيّة أو السياسيّة العالميّة، يَنْشَطُ على لسان السُّلطةِ وفي صحافتها وإعلامها ذكرُ لغة الحوار لغرضٍ دعائيٍّ خارجيّ يدرأُ النَّقْدَ وإعلان الحقيقة أو اعتماد أيّ قرارٍ يصبُّ في مصلحةِ الشَّعبِ ومطالبهِ الإصلاحيَّة الثَّابتة ".

واعتبر أن أسلوبٌ السلطة " لا بدّ أنْ يفقد قيمته الدَّاخليَّة والخارجيَّةَ في ظلّ تكراره بصورةٍ هازئةٍ هزيلة، ولا شيء من هذه الأساليب له جدوى، والجدوى كلُّ الجدوى في الإصلاحِ العمليِّ الجادّ" وقال "أيُّ دعوىً للحوارِ ستكشفُ عن زيفها لو جاءَ الرابعُ عشرَ من أغسطس بإبقاء العلماء الأجلاء والرموز السياسيّةِ الأوفياء داخلَ السِّجنِ



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus