قاسم: واجب الشعب مقاومة خيار السلطة في الإبقاء على الأزمة، والنظام ينكّل بالمساجد ويحتضن الكنيسة إرضاء لدول كبرى

2012-08-18 - 5:22 م


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن يوم القدس ليس لبلدٍ خاصٍّ ولا لأهل مذهبٍ معيّن بل يومٌ لكلٍّ الأمّة والنأي بها عن آفة الانقسام والتخلّي عن الحقّ، وقال إن من واجب الشعب أن يقاوم خيار السلطة الإبقاء على الأزمة، مشيرا إلى أن سياسة هدم المساجد من قبل السلطة وفرض الهيمنة على أي خطيب لا يعني إلا الانحراف به عن خطّه ووظيفته، وتحويله إلى أداةٍ من أدوات السياسة الدنيويَّة .

وقال الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز إن موقف السُّلطة في البحرين هو خيارها بقاء الأزمة وتَوَسُّعُها وأن تحصُد من أبناء الشعب من تحصُد، وأنْ تهدِم من بُنية الوطن ما تهدم حتّى يسلّم الشعب مرغماً لفساد الأوضاع، ويقبل مضطراً بالمذلَّة والمهانة .

وأضاف خيار السُّلطة أنّه لا إصلاح إلا ما تُعطيهِ، واصفا إصلاح بالمزح والسخريةً، أمّا الإصلاحُ الحقيقيُّ فليس لأحدٍ أنْ يتحدّثَ عنه من الداخل أو الخارج، مردفا "خيار السُّلطة أن لا مسيرات ولا اعتصمات ولا أيَّ نوعٍ من الاحتجاجات، وأنْ يُغْلَقَ ملف المطالبِ على لا شيء، وألا يرتفعَ صوتٌ يدين الفساد والتمييز والاستئثار والتفرُّد بالسُّلطة من أيِّ مسجدٍ أو حُسَيْنِيَّة ومن أيّ مؤسسة ٍ وجمعيّةٍ وزاويةٍ وشارع "

وأكد أن هذا الخيار بكلّ متعلقاته الباطلة وأمانيه الفاسدة لا بدّ للشعب أنْ يُقاوِمَه ومن حقّه أنْ يُقاوِمَه، بل من واجبه أنْ يُقاوِمَه ويُفْشِلَه، فـلا يمكن لشعبٍ يحترمُ نفسه ويقدّرُ قيمتهُ أنْ يُعينَ ولو بسكوته على ظلمه وأسره واستعباده واستهدافُ السُّلطة ما تعلمُ يقيناً حسب كل المعطيات لحراكِ الرابع عشر من فبراير وما ترشَّحَ عنه باستحالة صبر الشعب عليه .

وتطرق قاسم إلى سياسية هدم المساجد من قبل السلطة فأكد أن تَدَخُّلَ السياسةِ المعاديةِ للمسجد التي تستبيحُ هدمه وتَمنعُ من إعادة بنائه وفرض الهيمنة على خطيبه، لا يعني إلا الانحراف به عن خطّه ووظيفته، وتحويله إلى أداةٍ من أدوات السياسة الدنيويَّة، مشددا على ضرورة حماية المسجد و دوره واستقلاليته عن أباطيل السياسات الدنيويّة الطّامعة الفاسدة، مستدركاً ممّا يحمي المسجد مع أَحَقَّانِيَّةِ الكلمة أنْ تكونَ مُتَرَفِّقَةً في خطابها ما أمكن، وأن لا تَغْلُظَ إلّا بمقدار الضرورة وما يُناسب سُمُوُّهَا .

وذكّر بأن المسجدُ اسْتًعْمِلَ مراراً في هذا البلد مِمَّن تتماشى مواقفهم مع سياسة السُّلطة في تفريق كلمة صفوف المسلمين وتكفيرهم، وإثارة الفتنة الطائفيّة والسبِّ والشتم لطائفةٍ مُعَيَّنةٍ أصيلةٍ كريمةٍ وحريصةٍ على الإسلام، من دون أنْ تُحرِّكَ الحكومةُ في وجهِ ذلك ساكناً .

من جهة أخرى، تحدث الشيخ قاسم عن احترام القضاء فقال إن أوَّل الطَّريقِ لاحترامِ القضاء أنْ يُرجعَ في اختيار القضاةِ إلى الإرادة الشعبيّة التي يمثّلُها مجلسٌ نيابيٌّ مُنْبَثِقٌ عنها، بعيداً عن تدخُّلاتِ السُّلطة التنفيذيّة والمال السياسيّ وقوانين الانتخابِ الفرديّةِ المَفْرُوضَة .

وتوقف قاسم عند محاكمات العلماء والرموز وغيرهم في البحرين فأشار إلى أنه بغضِّ النَّظر عن التأجيلات والتسويفات ومراقبة ما تقتضيه المصالح السياسيّةُ وحساباتها من إعفاءٍ أو تخفيفٍ أو تشديد، فإنّ القضيّةَ من أساسها سالِبَةٌ لانتفاء الموضوع .

من جهة ثانية، تطرق قاسم إلى يوم القدس العالميّ الذي يصادف اليوم فأكد أنه يومٌ لا لبلدٍ خاصٍّ من البلدان الإسلاميّة ولا أهل مذهبٍ معيّن بل يومٌ لكلٍّ الأمّة والنأي بها عن آفة الانقسام وخطر التمزّق والتخلّي عن الحقّ، لافتا إلى أنه يومٌ ينتج إحياؤه إحياء العزّة والكرامة والوحدة والانتماءِ للإسلام ووَضْع الأمّة على طريق إنقاذ القدس وفلسطين، ويومٌ إذا صدق المسلمون في الالتفاف به عَزُّوا وذَلَّ كلُّ من عاداهم في الأرض .

واعتبرأن السُّلطة التي تدين بالإسلام إذا كانت تحترم الدين وتقيم له وزناً في سياستها فأوّل ما يُتَوَقَّعُ منها في هذا المجال هو احترامها للإسلام وتقديره، وقال: والمفارقةُ أنّ السُّلطة في البحرين هَدَمَت في صورةٍ مَهينةٍ ومُخزيةٍ ومُتحديّةٍ وعَلنيّة عشرات المساجد التي بناها هنا الإسلام وما زالت تقف في وجه إعادة بناء العديد منها، بينما تُخصّصُ قطعة أرضٍ لبناء كنيسةٍ مساحتها تسعةُ آلافِ مترٍ مُرّبَّع .

وأوضح أن الدَّافعُ الدِّيني لا يسمحُ بالجمع بين الإجراءَين بل يحملُ تهافُتاً ومصادمةً بين ما هو خيار التَعَبُّدِ بالإسلام وتقديمه على المسيحيَّة وخيار التَّنكيل بالمسجد واحتضان الكنيسة، مشيرا إلى أن التطلّع إلى ما وراء ذلك من إرضاء دُوَلٍ كُبرى وشراءِ مواقفها على حساب هذا الشعب المظلوم والإسلام في موطنٍ من مواطنه الأصيلة العريقة .



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus