ما هو رأيكم... تعودون لمكانكم في "الزبارة" ونبقى في مكاننا؟

مع تصاعد الخلاف الخليجي ركز الإعلام البحريني الحكومي على أحقية حكام البحرين في منطقة الزبارة بقطر
مع تصاعد الخلاف الخليجي ركز الإعلام البحريني الحكومي على أحقية حكام البحرين في منطقة الزبارة بقطر

2019-07-31 - 11:08 م

مرآة البحرين (خاص): ما الجديد فيما كتبته سوسن الشاعر كاتبة صحيفة "الوطن" الناطقة باسم الديوان الملكي البحريني بشأن دعوتها إلى تهجير شيعة البحرين؟ لا جديد. فهذا ما سبق لـ"أربابها" وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن كتبه حرفياً في العام 1999 في  مطلع قصيدته البذيئة التي ردّ بها على شاعرٍ من أبناء عمومته. قال "عندي دوا أولاد شبّر ومرهون/ يا بو محمد يا بشير الحبايب/ تهجيرهم لحوار وجْنان مع نون/ أهل السمك يلقون فيهم كسايب". هذا هو الدواء: تهجير "أولاد شبّر ومرهون" إلى جزر حوار وجنان ونون وجعلهم طعاماً لسمك البحر.

على هذا فإن سوسن الشاعر "لا تنطق عن الهوى". بل هي تعبّر عن لسان حال تيار عريض نافذ وسط العائلة الحاكمة. التهجير إلى حوار تارة وإلى إيران تارة (والآن إلى قطر!) هو الحل المتوافر بأيدي العائلة الحاكمة لكلّ من يرغب في المساواة والمشاركة في القرار. وكما يخبرنا د. عبدالهادي خلف أستاذ علم الاجتماع البحريني "هذا هو الحل النهائي الذي يراه متطرّفو العائلة الخليفيّة". 

إن الدعوات التي ما انفكّت تُرفع في وجه كل ناقد للأوضاع: "اذهبوا إلى إيران؛ اذهبوا إلى دولة ولاية الفقيه؛ اذهبوا إلى قطر... إلخ"  ما هي إلا تعبيرات عن ما يراه تيار الكراهيّة هذا ويؤمن به ويشيعه. 

إنها مؤسسة خطابيّة كاملة ونافذة. فكاتبة "الوطن" ومن قبلها كتابات الناطق باسم قوة دفاع البحرين خالد البوعينين وحساب التمبو "منرفزهم" محمد بن سلمان بن صقر آل خليفة وابن وزير الديوان ناصر بن خالد بن أحمد آل خليفة، جميع هؤلاء إنما هم عازفون في جوقة واحدة معروفة الأهداف والانتماء. 

إنهم صرخة نظام الامتيازات المتخلّف في وجه من يدعو إلى إلغاء الامتيازات وإقامة المواطنة. إنهم زفرة الكراهيّة وتيّار التفوق العنصريّ في وجه من يدعو إلى سن قوانين تجرّم الكراهية والتمييز العنصري.

لقد تمّ التشنيع بحراك 2011 المطلبي السلمي المدني لرفع فريق من المشاركين فيه شعار "انتهت الزيارة/ عودوا إلى الزبارة" في إشارة إلى موقع سكنى العائلة الحاكمة البحرينية (آل خليفة) في قطر قبل غزوها البحرين في العام 1783 والذي تسميه "فتحاً". وتمّ استخدام هذا الشعار من قبل الإعلام الحكومي لشدّ العصب المذهبيّ الطّائفيّ وكجدار في وجه المطالبات المحقة المرفوعة. ومرّت الأيّام لنجد هذا الإعلام الحكومي نفسه يروّج لأحقية العائلة الحاكمة البحرينيّة في استعادة قطر كما يقول على سبيل المثال كتاب صادر مؤخرا لرئيس مركز دراسات البحرين بجامعة البحرين د. محمد أحمد عبدالله "آل خليفة في شبه جزيرة قطر: دراسة في الجغرافيا السياسية". 

من حق عائلة آل خليفة ـــ إن شاءت ـــ أن تطالب بمنطقة الزبارة في قطر، المكان الذي أتت منه. وعليها وحدها أن تدفع ثمن استرجاعه أو العودة له بالكيفيّة الّتي تناسبها. مثلما من حق عوائل آل شبّر ومرهون وغيرهما من العوائل البحرينية السنية والشيعية الأصيلة أن تتمتّع بخيرات بلادها وتشارك في إدارة شئونها وحمايتها؛ فهي لم تأتها غازية ولا فاتحة بل ورثتها كابراً عن  كابر. وهي تدفع كل يوم أثمان هذه الرّغبة القديمة والمتجددة. وستنالها في يوم ما. أما أصحاب دعوات "الترانسفير" أو التهجير العنصري "فليبلّطوا البحر". "ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ" كما يقول نزار قباني.