مرآة البحرين: نحن أبناء عبد قيس.. فمن أنتم؟

2019-08-01 - 10:43 ص

مرآة البحرين (خاص): ليس أبناء البلد الأصيلين هم من يقال لهم أن يختاروا بين الإذعان لنظام سياسي استبدادي طائفي فاسد، أو أن يهاجروا إلى إيران أو قطر أو غيرهما، ليس أبناء البلد هم من عليهم أن يهاجروا أو يرحلوا عن أرضهم المحفورة بتاريخ أجدادهم والضاربة بجذور أصولهم الممتدة إلى قبيلة عبد القيس منذ آلاف السنين، بل على النظام الغازي أن يعترف أنه الدخيل على هذا الأصل، وأن يُعيد الاعتبار لأهل هذه الأرض، أو يعود من حيث أتى، وإلا فلا راحة له ولا هناء، وسيبقى يدفع ثمن استبداده وطائفيته طويلاً، مهما بلغت آلة القمع مداها، ومهما مُكِّن لها من بسط يدها بالقوة والقهر، فلحم بني عبد قيس مرّ، وعظمهم شوكة في الحلق لا تلين.

نحن أبناء عبد قيس، نحن هذه الأرض، نحن أصلها وتاريخها وفخر أوال، نحن الذين صنعنا تاريخها وأمجادها وحضارتها، نحن الذين عرفنا نخل هذه الأرض وعرفناه حتى صرنا مضرب المثل في أصالة العلاقة مع النخل "الآن عرف النخل أهله". الهجرة ليست لنا، نحن الذين عرفنا التحضر عندما كانت قبائل شبه الجزيرة العربية تعيش بدويتها ونزاعاتها وحروبها، الهجرة قد تستهوي أبناء تلك القبائل، التي كانت تعيب على أهل البحرين حضريتهم وانشغالهم بالفلاحة والبحر، نحن الذين قال عنهم الجاحظ: "وشأن عبد القيس عجيب .. وفيهم خطباء العرب وهم من أشعر قبيلة في العرب ولم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية وفي معدن الفصاحة وهذا عجب، ومن خطبائهم المشهورين صعصعة بن صوحان وزيد بن صوحان وشيخان بن صوحان .. وبنو صوحان من شيعة علي.. كانوا في طاعة علي مجتهدين حتى هجروا فيه الإخوان والجيران".

نحن أبناء عبد قيس، بطوننا مرآة هذه الأرض، نحن الذين استقبل رسول الله وفادتنا قبل الهجرة وبعد الهجرة، وقال فينا: "خير أهل المشرق عبد القيس، أسلم الناس كرهاً وأسلموا طائعين"، نحن الذين ضربنا بسهمنا حتى فُتحت فارس وأسلمت، وقبر الجارود العبدي زعيم عبد قيس وشهيدها مزروع هناك شاهدًا علينا، ونحن الذين حفظنا عروبة البحرين وإسلامها حين جهّز كسرى جيشه لاسترجاع البحرين في العام الذي توفي فيه رسول الله (ص) الذي يحاجج يوم الحساب باسمنا: "أنا حجيج من ظلم عبد قيس". نحن من يُقسم بنا علي بن أبي طالب:" لا، والذي جعل عبد القيس خير ربيعة".

هذا شذر عنا، فمن أنتم؟ من أنتم يا قطاع الطرق ويا أهل الغزو والنهب والسرقة والقتل والاستحواذ؟ ما أعجب الزمان، قطّاع الطرق يريدون فتح الطريق لهجرة أبناء عبد القيس؟! ومن أنتم يا أصحاب دعوة الهجرة الطوعية؟ من أنتم يا نكرات التاريخ وأشباه الناس من الوسواس الخنّاس؟ ما أقبح حثالات الأرض وهي تملي الخيارات على أبناء مجد هذه الأرض، وما أنتن إلا هذا الوسخ الطائفي الذي يخرج من قمامة شمطاء وضيعة.

لكن لا بأس، فما أقصر الأعمار في التاريخ، ولا يمحق الحقد الخسيس إلا أهله، ستحترق القمامة بغيّها وسيبقى البحرينيون، ويوم ذاك، سيرمقون ما تبقّى من رمادها العفن بابتسامة عريضة ذات معنى.