عضو الشورى بسام إسماعيل "البنمحمد"... طائرة «فيديكس» التي سقطت في المحيط

هبط بسام إسماعيل البنمحمد على مجلس الشورى كما يهبط مظلّي على جزيرة بالصدفة
هبط بسام إسماعيل البنمحمد على مجلس الشورى كما يهبط مظلّي على جزيرة بالصدفة

2019-08-04 - 11:25 م

مرآة البحرين (خاص): إذا كنت قد شاهدت فيلم «المنبوذ» (Cast Away) فأنت قد أصبحت تملك فكرة تقريبية عن الكيفيّة التي هبط بها بسّام إسماعيل "البنمحمد" بواسطة النط المظلّي على مجلس الشورى. تشاك نولان هو موظف في شركة "فيديكس" كان على متن طائرة لتوصيل الطرود. أثناء الرحلة تهبّ عاصفة رعدية تتسبب في سقوطها في المحيط وغرق ركّابها جميعاً ما عدا "تشاك" الذي يجد نفسه وحيدًا في جزيرة معزولة. 

هكذا بالضبط، من دون أيّ مقدمات أو مبالغة، وجد بسّام "البنمحمد" نفسه، حرفيّاً، على دكة أحد مقاعد مجلس الشورى البحريني. 

شاب غرّ تافه بلا أيّ رصيد، ولا خبرة ولا  أيّ تجربة. لم يتدرّج في أيّ مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولا في أيّ منصب عام. ولا يُعرف له أي سهم في العمل المجتمعي ولا الخيري التطوّعي، ولا في أيّ من مؤسسات المجتمع المدني أو الأهلي ولا ولا. كان مجرد "Entrepreneur" مبتديء فاشل، منشغل بتكوين نفسه وبناء أسرة صغيرة من ولدين وبنت في الإمارات العربيّة المتّحدة. 

فجأة أُلبس بشتاً وعقالاً، ووُضّب على عجل بعد أن ضُبّت بقايا الطعام من على فمه، وزُفّ عريساً إلى مجلس الشورى: "عريس أمه". 

هكذا، تم تطويبه وتقديمه إلى البحرينيين كعضو مُشرّع يرسم لهم مصائرهم ومصائر أبنائهم: "آمر طويل العمر" و"سم طال عمرك"؛ وإلى أمه كمكافأة بلوغ أرذل العمر في تقديم خدمات التحريض وإذكاء الكراهية الطائفية.

البحرين هي طائرة "فيديكس" التي تسقط فيبتلعها المحيط. العاصفة الرّعديّة هي السياسات التمييزية الظالمة التي ولّدت إعصار 14 فبراير. وتشاك نولان هو بسّام البنمحمد الذي تجرفه المياه، صدفة، إلى جزيرة لا يعرف عنها أيّ شيء ولا سمع بها قط أو مرّت في أحلامه، حيث ينطلق في جمع ثمار جوز الهند، وهي ها هنا، الغرفة المعيّنة. هكذا بالضّبط تتعامل أسرة "البنمحمد" الابن والأم والأب مع البحرين: طائرة «فيديكس» التي سقطت في المحيط.

من دون هذه الطائرة المحطّمة ما كان له أن يصل. وما كان له ولأمّه أن يغرفا من خيرات الدولة وماليّتها "على لاشيء". أو يتجرأ فيصف أهل البحرين بأنهم «مرضى نفسيّون». أو «ماوكلي ولا يعرفون الأصول ينبغي تهجيرهم" على رواية أمه. ولا كان لأبيه أن يتجاسر فيفاوض أهل البلد الذي احتضنه، كما يفاوض مستوطنٌ أبيض هنديّاً أحمر، على استحقاقهم في العيش فيه "وطن لا تحميه لا تستحقّ العيش فيه".

في سيرته الذاتية على موقع "الشورى" يمنح بسّام "البنمحمد" نفسه ألقاباً فخيمة لو أنك قرأتها خُلُوّاً من اسمه لكنتَ ظننت نفسك أمام "روبرت فيسك" أو "فرانك غاردنر" وليس مجرد "سربوت صغير" يتدرب. "كاتب ومتخصص في الشؤون الإقليمية والدولية والرئيس التنفيذي لمركز "دان" للدراسات والأبحاث الاستراتيجية". بُم! شئون إقليمية إيه! دولية إيه! إستراتيجيّة إيه يا ابني! من أين لك كلّ هذا؟ أين يمكن العثور على أبحاثك الإستراتيجيّة الفلتة!

في فيلم «المنبوذ» يعثر تشاك على كرة صَنعت الدماء على سطحها ما يشبه الوجه فيتخذها صديقاً له ويطلق عليها "ويلسون". سرعان ما يبدأ في التحدث إليها كوسيلة لإيناس وحدته في الليالي الحالكات وسط أشجار الجزيرة المعزولة، إلى حد تبدأ تشعر معه بأنك أمام كائن حقيقي لا مجرد كرة سائبة. ويبدو أن بسام "البنمحمد" قد قرّر أن يؤنسنا بأبحاثه الإستراتيجيّة الإقليمية الدولية على طريقة الكرة "ويلسون"!