مرآة البحرين (خاص): خمسة عشر سجينا سياسيا، بدؤوا اليوم الخميس 15 أغسطس/آب 2019، الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد أن بقوا يعانون لمدة عامين كاملين من العزل الممنهج في سجن جو. ما هو سجن العزل هذا؟

هو ليس سجنا انفراديا، بل معك سجناء آخرون، لكنهم لا يشتركون معك في لغة ولا دين ولا تقاليد ولا ثقافة، ولا يشبهونك في سبب وجودهم داخل السجن، سجناء لا يربطك بهم شيء ولا تستطيع تبادل الحديث معهم في شأن يعنيك أو يهمك، إنها عزلة تعيش معها غربة وجودية، غربة اللغة والدين والثقافة والعادات والاهتمامات والتوجهات، حتى يتلاشى عندك الكلام والتفكير، إنه نموذج من العزل تتفنن السلطات البحرينية في تطبيقه على السجناء الذين تريد الانتقام منهم بشكل خاص، وقد مارسته مع الحقوقي البحريني البارز نبيل رجب. 

إنه عزل حاقد، يريد أن يؤذيك نفسياً ويرديك فكرياً، وهو يتيح للسلطة وإدارة السجن أن تتملّص مما تفعله بك أمام المنظمات الحقوقية، بزعمها أنك لست في السجن وحدك، بل معك آخرون، لكنهم يصرّحون للسجناء بأنهم معزولون بإرادة إدارة السجن.

هكذا قرّر السجناء ال15 إخراج معاناتهم مع العزل، وتحدّث بالنيابة المعتقل الشاب حسن الغسرة قبل أيام من إعلان الإضراب، سرّب من السجن رسالة شكا فيها ما يتعرضون إليه من تضييق أمني مشدد وتمييز عن باقي السجناء، ووصف الظروف القاسية التي يعيشون فيها منذ عامين، قبل أن يعلنوا اليوم بدء إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجاً على الوضع المتردي الذي يعيشونه، وحتى تعديل أوضاعهم أسوة بباقي السجناء.

ننقل هنا الكلمة التي سربّها السجين حسن الغسرة كاملة، لما فيها من وصف بليغ لما يعيشونه من محنة العزل الممنهج،  والتي أعلن فيها موعد بدء إضرابهم ما لم تتحرك إدارة سجن جو لحلّ أزمتهم المجافية لحقوقهم الأساسية كسجناء:

"بسم الله الرحمن الرحيم  

نتيجة للظروف القاسية التي نعاني منها في السجن، وبالخصوص الحرمان من الحقوق الأساسية المكفولة وفق القوانين الدولية والمحلية، والتي تنتهك بشكل مستمر وتحديداً منذ سنتين، حيث تم وضعنا ضمن القيد الأمني المشدد في غرف خاصة دون إبداء أسباب واقعية لذلك، فنحن نعاني من التمييز الواضح في المعاملة دون بقية السجناء، حيث تم وضعنا في غرف محرومين فيها من ممارسة شعائرنا الدينية بحرية خصوصاً الشعائر الجماعية، مثل صلاة الجماعة والعزاء والدعاء. وضعنا في غرف مع مخالفين لنا في المعتقدات الدينية من غير المسلمين، أو المخالفين لنا في اللغة من غير العرب، أو المخالفين لنا في العادات والتقاليد، مما يجعلنا في عزلة حقيقية حتى لو كنا مشتركين مع آخرين في نفس الغرف، وبطريقة متعمدة من قبل إدارة السجن وهم يفصحون لنا دوماً بأنكم في غرف العزل، ولكنهم يتذرعون أمام الجهات الحقوقية بأنا لسنا في عزل، والدليل على ذلك وجودنا مع آخرين في نفس الغرف.

ومن جهة أخرى هناك عملية مراقبة مستمرة حتى على خصوصياتنا المكفولة قانونياً ووضع مخبرين يرصدون حركاتنا كما يتم إزعاجنا والتضييق علينا في الاتصال وساعات التشمس، مما يشكل تعذيب نفسي لنا..

وعليه، نطالب إدارة السجن بإعطائنا حقوقنا المكفولة قانوناً عبر إخراجنا من الوضع الحالي والظروف المحيطة بنا ودمجنا في غرف حسب تصنيفنا المعمول به في السجن أسوة ببقية السجناء، وإعطاءنا حقنا الكامل في ممارسة شعائرنا الدينية الجماعية بكل حرية في أجواء آمنة، ولذا ندعو الجهات المعنية بالاستجابة لهذا المطلب الإنساني.

وعليه، قررنا في حال عدم الاهتمام بمطالبنا اللجوء إلى القيام بإضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 15 أغسطس احتجاجاً على هذا الوضع المتردي، ونطالب الجهات المعنية بحقوق الإنسان القيام بواجبها الإنساني أمام مطالبنا العاجلة. 

وكان حديث الغسرة ممثلا عن 15 سجينا في مبنى العزل هم:

 1- حسن عبد الله عيسى الغسرة

2- صادق عبد الله عيسى الغسرة

3- محمد أحمد فخراوي

4- علي أحمد فخرواي

5- محمد عبد الأمير جبار مشيمع

6- أحمد محمد صالح العرب

7- حسين علي حسين

8- أحمد محمد عبد الوصي

9- يوسف أحمد عبد الله العرادي

10-حسن موسى جعفر محمد

11- سيد بسام جعفر حسن عاشور

12- أنور عامر علي جمعة

13- صلاح سعيد صالح

14- محمد جمعة شملوه

15- عباس مال الله