قال إنه استقبل ملك البحرين بابتسامة محرجة....في تقرير لـ ’فرانس 24’: أخلاقيات ’هولاند’ السياسية تستدعي المساءلة

2012-08-22 - 9:08 ص


مرآة البحرين: في تقرير نشر في موقعها على الإنترنت قالت قناة "فرانس 24" إن أحدا لم يكن على علم بزيارة ملك البحرين لفرنسا، وإنها شكّلت على ما يبدو حرجا شديدا على الرئيس الفرنسي الجديد، الذي تلقى انتقادات حادة على سياسته الخارجية، التي بدا فيها مناصرا للديكتاتورية، ورأت أن ذلك يضع أخلاقيات "هولاند" تحت المجهر.

ولفت التقرير إلى أن "فرانسوا هولاند" قد التقى مؤخرًا الملك البحريني المثير للجدل، ورئيس الجابون- قادة مشيرا إلى أنهم "رؤساء متهمون بالقمع والفساد"، وقال إن اللقاءت لم تكن سرية، إلا أنه تم التكتم عليها.

وذكّر التقرير بوقفة الرئيس الفرنسي في الثاني والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2012 (حين كان مرشح رئاسيا في ذلك الوقت) أمام الآلاف من مؤيديه بالقرب من باريس، لينتقد سِجِلّ مسار الرئيس السابق ساركوزي في السياسة الخارجية. وبّخ هولاند ساركوزي رسيمًا بقوله: "كونك رئيس الجمهورية، يعني أن تكون صارمًا، يعني عدم دعوة المستبدين إلى باريس" في إشارة إلى استقبال ساركوزي الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عام 2007.

ويعلق التقرير "بعد ثمانية شهور من خطابه، يحمل هولاند الآن مفاتيح الإليزيه، ويشعر بحاجةٍ أقل لإعطاء الدروس وتوجيه أصابع الاتهام مما كان يفعله حين كان في المعارضة".

أبدًا لا تقل أبدًا

ارتسمت نفس الابتسامة الخجولة، التي أبداها ساركوزي للقذافي في 2007، حين صافح هولاند ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في الثالث والعشرين من يوليو/ تموز.

أخمدت المنامة بعنف موجة احتجاجات سلمية ضد الحكومة في الفترة ما بين 14 فبراير/ شباط و17 مارس/ آذار، 2011. وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، قتل ما لا يقل عن 60 شخصًا بواسطة الحكومة منذ مارس/آذار 2011، فيما يقبع العديد من المتظاهرين في السجن.

كانت زيارة الملك رسمية، بترحيب الحرس الجمهوري الفرنسي به في المطار، وبالصور على أدراج الإليزيه. رغم ذلك فإن الزيارة لم تكن مدرجة ضمن جدول أعمال هولاند في الصفحة الرسمية للإليزيه على الإنترنت، ولم يصدر أي تصريح رسمي بعد محادثات رئيسي الدولتين وتوقيع اتفاقيات.

أعربت معتمدة وكالة الأنباء الفرنسية بقصر الإليزيه، ناداج بولجاك، عن دهشتها من زيارة آل خليفة في تغريدات لها على شبكة تويتر، حيث كان متفاجئة بأن لا أحد كان على علم بزيارة ملك البحرين لفرنسا!

وفي الزيارة وقعت اتفاقيات، من ضمنها اتفاقية وافقت فيها فرنسا على تحديث شركة ألمنيوم البحرين في صفقة بلغت قيمتها بليوني يورو (2.5 بليون دولار)، وتعزيز التعاون العسكري الثنائي مع المملكة الخليجية، وكالة الأنباء البحرينية هي من كشفت ذلك.

انتقد اللقاء المتكتم عليه لاحقًا في رسالة مشتركة موجهة لهولاند منظمة هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، بالإضافة إلى أربع منظمات حقوقية بارزة.

جاء في الرسالة: "نحن نتساءل فيما إذا كانت السرية المحيطة بهذه الزيارة تشير إلى حرجٍ سياسي من جانبك- حرج ربما يكون له ما يبرره نظرًا للقمع المستمر الذي تمارسه العائلة الحاكمة البحرينية".

هولاند المتواطئ؟

موعد هولاند مع ملك البحرين لم يكن أول لقاء مع شخصية أجنبية مثيرة للجدل. في الخامس من يوليو/ تموز، التقى هولاند بالرئيس الغابوني علي بن بونغو. بعض المحتجين حملوا لافتات كتب عليها: "بونغو مستبد، هولاند متواطئ".

جادل مايكل جالي، محلل سياسي في مركز حل النزاعات، وأستاذ في معهد العلاقات الدولية في باريس، قائلًا: " من الصعب على فرنسا استثناء بعض رؤساء الدول. فرنسا لديها شريحة سكانية مهمة من المغتربين، بالإضافة إلى المعاهدات العسكرية المنعقدة والمصالح الاقتصادية في دول محددة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus