نيجيريا: اعتقال الشيخ الزكزاكي حال عودته من الهند بعد رحلة علاجية تعرض فيها لضغوطات

الشيخ إبراهيم الزكزاكي على متن طائرة إماراتية تقله من نيجيريا إلى الهند لتلقي العلاج - 12 أغسطس 2019
الشيخ إبراهيم الزكزاكي على متن طائرة إماراتية تقله من نيجيريا إلى الهند لتلقي العلاج - 12 أغسطس 2019

2019-08-17 - 1:05 م

مرآة البحرين (أ ف ب): عاد الزعيم النيجيري الشيعي الشيخ إبراهيم الزكزاكي المحتجز منذ 2015، الذي سمح القضاء بسفره للهند لتلقي العلاج، إلى بلاده الجمعة بعد جدل حول مسألة علاجه، كما قال أنصاره.

والزكزاكي مؤسس "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، موقوف مع زوجته زينة ابراهيم منذ كانون الأول/ديسمبر 2015 بعد قمع تظاهرة أسفر عن مقتل المئات.

وقال عضو الحركة عبد الرحمن أبو بكر لوكالة فرانس برس إنّ الزكزاكي (65 عاما) وزوجته ابراهيم "اُبعدا بواسطة عناصر الأمن" فور وصول طائرتهما إلى مطار أبوجا تجنبا لمراسلي الإعلام المنتظرين.

ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات النيجيرية عن مكان الزوجين، لكن مكتب الزكزاكي قال إن السلطات اعتقلته وزوجته واقتادتهما إلى مكان احتجازهما القديم في ولاية كادونا.

وغادر الزوجان نيجيريا الإثنين بعد أن سمحت محكمة بالسفر للخارج لتلقي العلاج تحت إشراف الحكومة النيجيرية بعد سلسلة من التظاهرات الدامية التي نظمتها "الحركة الإسلامية في نيجيريا".

والخميس، قال الزكزاكي إنّه تم إبلاغه وزوجته بمغادرة الهند.

وقالت السلطات النيجيرية إنّ الزكزاكي سيمثل أمام محكمة بعد عودته من الهند.

أوقف الزكزاكي وزوجته في كانون الأول/ديسمبر 2015 بتهمة تتعلق ب"الإرهاب" بعد أعمال عنف في زاريا خلال احياء ذكرى عاشوراء.

واتهم الجيش النيجيري حينذاك الحركة بأنها حاولت اغتيال قائده.

وتقول منظمة العفو الدولية ومنظمة أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان إن 347 مشاركا في المواكب الحسينية معظمهم عزل، قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية بأيدي عسكريين، لكن الجيش نفى ذلك.

بعد ذلك اعترف تقرير رسمي لولاية كادونا بأن الجيش تصرف بشكل مفرط في مواجهة ما حدث، وأن العسكريين المتورطين يجب أن يعاقبوا، لكن لم تتم ملاحقة أحد.

- تظاهرات دامية -

ونظمت هذه الحركة التي تستلهم الثورة الإيرانية وتقول إنّ لديها ملايين المناصرين في شمال نيجيريا، تظاهرات شبه يومية في الأشهر الأخيرة في العاصمة أبوجا للمطالبة بإطلاق سراح زعيمها.

ويقول محامون إنّ الزكزاكي (65 عاماً) فقد عينه اليمنى وقد يفقد اليسرى. وفي جسمه شظايا من رصاصات أصيب بها عام 2015.

وفي بيان صدر بعد عودة الزكزاكي، أعلنت "الحركة الاسلامية في نيجيريا" إنها "ستواصل نضالها لضمان حصول زعيمنا على العلاج الطبي المناسب الذي يستحقه".

وفي 22 تموز/يوليو، قُتل ما لا يقلّ عن ستة متظاهرين وصحافي وشرطي في أعمال عنف اندلعت أثناء مسيرة طالبت بالافراج عنه.

وبعد ذلك بأيام، حظرت الرئاسة النيجيرية الحركة التي تتحدث عن مقتل 20 شخصا، فيما صنّفتها الشرطة تنظيماً "إرهابياً".

وأواخر تشرين الأول/أكتوبر، تظاهر مناصرون للحركة بكثافة في أبوجا وأدت عملية القمع العنيف إلى 47 قتيلاً بحسب الحركة ومراقبين، في حين تحدثت السلطات عن مقتل ستة أشخاص.

في كانون الأول/ديسمبر 2016 أمرت محكمة فيدرالية بإطلاق سراح الزكزاكي وزوجته. لكن الحكومة لم تمتثل للقرار ووجهت إليهما تهما جديدة.

و"الحركة الاسلامية في نيجيريا" التي ظهرت كحركة طلابية عام 1978 قبل أن تتحول إلى تنظيم ثوري لا تزال قريبة من طهران وتثير غصبا كبيرا في نيجيريا حيث لا يخفي السنة ولاءهم للسعودية.

ويشكل الشيعة أقلية صغيرة في شمال نيجيريا حيث الغالبية من المسلمين السنة.

وتشير تقديرات الى أنّ عدد الشيعة لا يتجاوز أربعة ملايين شخص في نيجيريا.

ويبلغ عدد السكان 190 مليون نسمة مناصفة تقريبا بين الجنوب بغالبيته المسيحية والشمال بأكثريته المسلمة.