ماذا تعرف عن مهندس ردود وزارة التربية حول مجزرة البعثات السنوية؟
2019-08-18 - 2:02 ص
مرآة البحرين (خاص): هناك شخص يجلس في الظل على هامش كلّ السجال الدائر حول أزمة توزيع البعثات رغم أنه قريب منه إلى حدّ لا يمكنك تصوره. إنه التونسي كمال الذيب أحد يتامى الرئيس التونسي المطاح به زين العابدين بن علي، ومستشار وزير التربية والتعليم في البحرين د. ماجد النعيميّ. الشخص الذي يأتمن إلى نصيحته وكاتبُ خطاباته وكلماته ومقالاته ومهندس ردوده وإطلالاته وجميع شئونه الإعلاميّة التي تصل إلى شاشتك بأكثر من طريقة.
الكثير من المسؤولين والوزراء يستعينون بمستشارين أليس كذلك؟ بلى، لكنّ التونسي كمال الذيب هو أغبى واحد فيهم على الإطلاق. مثلاً فأنت لن تجد مسئولاً حكوميّاً يستعين بكاتب لخطاباته ومن ثمّ بعد فترة يقوم كاتبه بإنزال هذه الخطابات بالذّات على هيئة مقالات باسمه الشخصيّ في جريدة محلية. لكنّ هذا ما يفعله التونسي كمال الذيب بالضّبط؛ وهو ما جعل "نادي لصوص الكلمة" الموقع العربي الشهير الذي يرصد السرقات الفكرية، يفتح صفحة خاصّة له باسمه وصورته وينصّبه كأحد "سرّاق" المقالات المُعتبرين.
وقد قام الموقع برصد مقالات له منشورة باسمه الشخصي مأخوذة بالنص من خطابات وردود سبق نشرها باسم وزير التربية د. ماجد النعيمي وكذلك بأسماء مسئولين آخرين في الوزارة مثل مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام السابق د. نبيل العسومي.
هي ليست سرقة كاملة موصوفة. فهو كاتب المقالات في الحالتين؛ حالة صدورها على لسان الوزراء والمسئولين في وزارة التربية والتعليم أو نشرها بأقلامهم، وحالة نشرها باسمه مرّة ثانية في الصحف. لكن لماذا يفعل ذلك؟ إذا كان يتقاضى راتباً من الوزارة نظير تقديم خدماته لها لماذا يتقاضى راتباً آخر عليها من الصحف المحلية ويجعلها فضيحة مجلجلة في حق من يكتب لهم؟ إنه الارتزاق يا صاحبي. مهما تفنّن الشخص المرتزق في إظهار نفسه عبقريّاً فهو غبيّ.
لكن ما هي علاقة التونسي كمال الذيب حقا بأزمة البعثات والأجندة الطائفية المدمّرة للوزارة؟ الإجابة بسيطة جداً، فأنت حين تقرأ أي رد من الوزارة هذه الأيام على لسان أي مسئول فيها فهو من قام بهندسته وإملاء أفكاره وكتابته لك. التصريح الغبي لمدير إدارة البعثات عيسى الكوهجي الذي قال فيه رداً على مطالب البحرينيين بشفافيّة النشر إن الوزارة تتعرض إلى "حملة تشكيك مغرضة وظالمة تستهدف نتائج البعثات سنوياً". هذا التصريح على الأرجح هو من قام بتوضيبه وصياغته لك كي تقرأه ويفقع به مرارتك.
أنت أيها البحريني إذن المشكك والمغرض والظالم وأيضاً الطائفي والرّاديكالي، كما اعتاد على الدوام نعت طائفة من البحرينيين في مقالاته. فماذا يترتب على ذلك؟ ببساطة، أن يحلّ هو مكانك ويتسلم أبناؤه وظائف أبنائك. يشغل التونسي كمال الذيب مناصب لو أنها وزعت على البحرينيين بكفاءة لحلّت جانباً من مشكلة البطالة. فهو يشغل منصب المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم؛ لكنّ هذا المنصب ليس سوى "تحلية ما بعد الغداء" في الظهيرة. فهو أيضاً مدير وسكرتير تحرير "مجلة التربية" الصادرة عن وزارة التربية والتعليم منذ العام 1997. وهو رئيس تحرير مجلة "البحرين الثقافية" أرفع مجلة ثقافية تصدر من هيئة البحرين للثقافة والتراث. وهو كاتب عمود في صحيفتي "الأيام" و"أخبار الخليج" معاً.
أما ابنه مروان كمال الذّيب فقد استطاع تأمين منصب له في كلية العلوم الصحيّة كـ"مساعد بحث وتدريس في علوم التمريض العامة" وعضو لجنة وضع برنامج ماجستير التمريض وعضو لجنة الجودة في كلية العلوم الصحية. لكن ما هي شهادته؟ ماجستير في إدارة الموارد البشرية من الجامعة الماليزية المفتوحة 2015! عليك أن تسأل ما إذا كان ماجستير "الجامعة الماليزية المفتوحة" في إدارة الموارد البشرية معترف به من مجلس التعليم العالي. وقبل ذلك ما إذا كان ذلك يؤهلك كي يتم تكليفك بوضع برنامج الماجستير لواحدة من أهم كليات الدولة بعد سنتين فقط من حصولك عليه. كما عليك أن تسأل أيضاً عن حظوظك أنت أيّها البحريني في الحصول على فرص وظيفية مماثلة بشهادة مثل هذه.
هناك تعبير في اللغة الإنجليزية يلخّص نوعيّة الارتزاق الذي يتعامل به المستشار التونسي كمال الذيب مع البحرين وأهلها وهو "Gold Digger". يطلق هذا التعبير على المرأة الاستغلالية أو حتّى الرّجل الباحث (ة) عن الذهب والمال بوسائل مخزية والذي قد يشمل حتّى الخيانة الزوجيّة. إذا لم تكن قد سمعت به من قبل يمكنك وضعه في موقع "يوتيوب" لرؤية العديد من المقاطع الحقيقية المصوّرة حول مخازي الـ"جولد ديجرز".
مثل الـ"جولد ديجرز" تماماً سيحدّثك التونسي كمال الذّيب في مقالاته حول أضرار الطائفيّة في ذات الوقت الذي يعمل فيه مع كبار المسؤولين في الوزارة على هندسة السياسات الطائفيّة والدّفاع عنها. وسيعمل على الدوام على نعت ضحايا السياسات الطائفيّة والتمييز الممنهج بالذّات بأنهم هم "طائفيّون". إنه باحث عن الذّهب؛ الذهب فقط، وقد فهم بأنّ هذا هو الطريق.