البحرين تحسم أمرها: مع الهند ضد باكستان

رئيس الوزراء الهندي في لقائه الجماهيري الضخم في ستاد البحرين الوطني بالجالية الهندية
رئيس الوزراء الهندي في لقائه الجماهيري الضخم في ستاد البحرين الوطني بالجالية الهندية

2019-08-25 - 7:14 ص

مرآة البحرين (خاص): منذ اليوم الأول لزيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى البحرين اتضّحت حقيقة الموقف، البحرين حسمت أمرها مع الهند ضد باكستان.

ورغم كل الدعم الأمني الباكستاني ورفدها الأجهزة الأمنية في البحرين بعشرات الجنود والضباط في مختلف الأجهزة وبمختلف الرُتب، إلا أن القرار لدى العائلة الحاكمة في البحرين واضح وهو: الإبقاء على باكستان في وضع «المرتزق» الذي يتم التحكم فيه بالمال.
فلا مقارنة الآن في عقل سلطات المنامة بين نيودلهي وإسلام آباد، الهند بلد غني وقوي جداً يمتلك السلاح النووي ومرضيّ عنه غربياً ولديه علاقات خاصة جداً مع اسرائيل التي باتت من أهم مصادر تسلّح الهند، كما أن الهند تطمح لأن تكون اقتصاداً يكون ناتجه السنوي خمسة تريليونات دولار.
بينما باكستان القوية النووية يتعامل معها الغرب بتوجّس، ولا تمتلك تحالفات مع اسرائيل، والأهم كونها بلد في وضع صعب ويعيش أزمة اقتصادية خانقة.
لذلك كان واضحاً حجم الاستقبال والاهتمام الرسمي، وفتح الإعلام الرسمي والصُحف للسفارة والتجار ولمختلف الفعاليات الهندية للترحيب برئيس وزرائها، إضافة لتصريحات من فاعليات مختلفة محسوبة على النظام، لإعطاء الزيارة زخماً إعلامياً وبعداً شعبياً.
فتحت السلطات البحرينية فضاءها العام ليخاطب رئيس الوزراء الهندي جاليته في البحرين التي يفوق عددها 300 ألف هندي.
فقد تم إقامة احتفالية جماهيرية للقاء رئيس وزراء الهند مع أعداد ضخمة من الجالية الهندية في ستاد البحرين الوطني الذي يتّسع لـ 35 ألف متفرج، وعلى غير العادة لم يكن هناك جنديّ باكستاني واحد لحراسة المكان، فحراسة الشخصيات الزائرة لطالما أعطيت للكوماندوز الباكستاني الذي تم استجلابه، لكن هذه المرّة الأمر مختلف.

ناريندا مودي
لقاء ستاد البحرين الوطني أعطى دلالة على مدى التمكّن والنفوذ الواسع للجالية الهندية التي تعتبر أضخم جالية مقيمة، وكثيرون من أفرادها يديرون عدداً من أهم شركات البلاد في القطاع العام، وحتى القطاع الخاص حيث يديرون شركات أكبر تجّار البحرين الذين فضّل كثير منهم منذ زمن طويل العنصر الهندي على المواطنين وغير المواطنين.
ربما يشعر الباكستانيون بالغبن، وربما بعضهم لا يستطيع مواجهة حقيقة موقعه لدى النظام البحريني، فهم ببساطة ينُظر لهم كمرتزقة ليس فقط من جهات شعبية معارضة، بل من النظام نفسه الذي استقدمهم واستخدمهم طوال العقود الماضية.
أمس السبت، قامت وزارة الداخلية بإبعاد رجال الأمن من الباكستانيين من العاصمة المنامة، وذلك تلافياً لما يثيره وجودهم من حرج أمني، وذلك بسبب زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الهندي للمعبد الهندوسي في المنامة.
وتستمر زيارة رئيس الوزراء الهندي للبحرين يومي 24 - 25 أغسطس، وفي يومه الأول عقد رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة جلسة مباحثات مع نظيره الهندي، بعد حفل استقبال رسمي، وعبّر رئيس الوزراء البحريني لنظيره الهندي «عن الاعتزاز بإسهامات أبناء الجالية الهندية في مسيرة البناء والتقدم في البحرين وخدمة اقتصادها الوطني، مؤكداً أنهم يحظون بكل تقدير واحترام أبناء البحرين على المستويين الرسمي والشعبي».
وفي الأسبوع الماضي، قامت الحكومة البحرينية باعتقال بعض الباكستانيين والبنغلاديشيين بشأن قرار الحكومة الهندية ضم كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان.
وبحسب الوكالات فإن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تلقى ردا باردًا في اتصال جرى قبل نحو أسبوع مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للشكوى من تحركات الهند بشأن كشمير. أخبر الملك حمد عمران أن البحرين تقوم بتحليل الوضع في كشمير عن كثب وأنه يجب حل جميع القضايا من خلال المفاوضات.

يدا بيد