قالوا إن النظام يريد مواصلة القتال لا التفاوض... محللون بريطانيون وأمريكيون: البحرين تغلق الباب في وجه الإصلاح

2012-08-23 - 9:36 ص


مرآة البحرين: نقلت مجلة أمريكية متخصصة في "السياسة الدولية" تصريحات لمحلل سياسي أمريكي ومحللة بريطانية، عن تطورات الأمور في البحرين، فيما بعد إصدار حكم بالسجن لمدة 3 سنوات على الناشط الحقوقي البارز والمعارض نبيل رجب، مؤسس مركز  البحرين لحقوق الإنسان، لمشاركته في تظاهرات.

ونقلت مجلة "وورلد بوليتكس ريفيو" عن الأمريكي "توبي جونز" الأستاذ المشارك في التاريخ في جامعة روتجرز، قوله "إن الحكم على نبيل رجب يُمثّل نهاية التظاهر بأي إصلاحات في هذه المملكة الصغيرة في الخليج" مشيرة إلى أنه قال ذلك معبرًا عن إحباطه، مع عدم استغرابه.

"نبيل رجب يشكل خطرًا على النظام لأنه هو الصوت القوي، والرمز المشهور، الذي لا يتّسم بالطائفية، ويستخدم لغة حقوق الإنسان" يوضح جونز أنه في خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، أظهر رجب مرونة استثنائية رغم ضربه والتصويب نحوه. "كانت مسألة وقتٍ فقط، إذا ما أخذنا بالحسبان بروزه ودفاعه."

من جانبها أكدت جين كينينمونت، وهي باحثة بريطانية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس" أنّ هذه ليست حالةً فريدة، مع وجود مئات من الرموز الأقل شهرة في السجن بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات. "ظل رجب محميًا جزئيًا لأشهر بسبب سجله الحافل مع منظمات حقوق الإنسان الدولية،" وأضافت أن سجنه يرسل "إشارة إلى أن الحكومة تتخذ موقفًأ أكثر تشددًا من الاحتجاجات".


وبالنظر للمعارضة على نطاقٍ أوسع، وصفت كينينمونت الخلاف الداخلي حول مدى التغيير المنشود، حيث أن الكتلة الأكبر في المعارضة، الوفاق، "تدعو بشكلٍ واقعي لخيار المملكة الدستورية"، في حين تسعى "حركة 14 فبراير الشبابية والأكثر ثورية" للوصول إلى الجمهورية.

وفي إشارة إلى تقرير بسيوني قالت كينينمونت: "تمّ الإعلان عن عدد من الإصلاحات الهامة في مجال حقوق الإنسان، لكن يبقى تطبيقها مُشكِلا، وأثرها على الشارع غير ملحوظ" وأضافت "هنالك تقدم في بعض المجالات، لكن لم يتم القيام إلا بالقليل جدًا لمعالجة قضية المساءلة القانونية" وواحدة من المشاكل على حد تعبيرها هي أن كبار المسؤولين "ما زالو يرفضون نتائج التقرير" .


عند سؤاله عن التغييرات التي حصلت منذ بداية الاحتجاجات في فبراير ومارس من العام المنصرم، قال جونز إنه لم يتم تحقيق سوى القليل من مطالب المعارضة. وقال إن "الإصلاح" كلمة تستخدمها الحكومة البحرينية، بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لاستيعاب وتهدئة مؤيديها الغربيين الذين "ما زالوا يدّعون أن البحرين تسير في طريق الإصلاح".


وفي حين تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة حثّت البحرين على إجراء حوار مع المعارضة ومحاسبة المسؤولين، لم تُمارس واشنطن، في الحقيقة، سوى القليل جدًا من الضغط على الدولة، بسبب مصالحها الاستراتيجية في المنطقة بالتحديد.

يقول جونز مؤكّدًا "إن البحرين شريكٌ مهم في الهدفين الرئيسين للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة: حماية الطاقة، واحتواء إيران" ويضيف "موقف الولايات المتحدة هو أننا نريد نظامًا أكثر اعتدالا ولطفًا، بالإضافة إلى إصلاح النظام السياسي، لكننا لا نريد ذلك بشدة لدرجة الاستعداد لتهديد علاقاتنا الاستراتيجية أو تغيير الوضع القائم".


يقول جونز إن البحرين تبدو "عالقةً جدًا"، وأنه من غير المحتمل أن تدفع بها السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية في الاتجاه الصحيح، خاصّةً في سنة الانتخابات الرئاسية، على الرغم من تشديده على أن ضربةً من إسرائيل على إيران قد تغير الصورة تمامًا.

خلُصت كينينمونت إلى أن "الوضع في البحرين معقد لكنه ممكن الإصلاح" وأن "العديد من الشباب البحريني، من كل الخلفيات السياسية، يشعر بالإحباط من المأزق الحالي ويشعرون أن بلادهم تخسر، بازدياد الطائفية وتدهور الاستثمار الأجنبي".

وقالت إذا لم يشرع قادة البلاد في عملية حوارٍ سياسي، سيخسرون تدريجيًا الدعم والمصداقية.

فيما بدا جونز أقل تفاؤلاً حيث قال"النظام يريدة الفوز، هو لا يريد التفاوض على تسوية بل يريد سحق كل هذا ومواصلة القتال".



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus