ملف شخصي لمدافع عن حقوق الإنسان : محمد المسقطي من البحرين

2012-08-24 - 3:19 م



ديانا سيد، هيومن رايتس فرست

ترجمة: مرآة البحرين



تعمل منظمة هيومن رايتس فرست على تشكيل مجموعة من ملفات التعريف المتعلقة بالمدافعين عن حقوق الإنسان الذين نعمل معهم في مختلف البلدان. هذه الملفات تساعدنا على شرح عملهم ودوافعهم وتحدياتهم.

محمد عبد النبي المسقطي هو ناشط بحريني والرئيس الحالي لجمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، مجموعة رائدة في الانتفاضة البحرينية في 2011-2012. في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 ظهر رئيس الجمعية محمد المسقطي، أمام قاضي المحكمة الجنائية الصغرى للرد على تهم "تشغيل جمعية غير مسجلة" وفقا لأحكام قانون الجمعيات عام 1989. أكد المسقطي أن القانون لا يتفق مع الالتزامات الدولية للبحرين باعتبارها دولة طرفًا في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. أجّل القاضي المحاكمة حتى كانون الثاني/يناير 2008، ولم يتم حجز المسقطي. ولا تزال جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان نشطة.
كيف أصبحت ناشطا؟

قبل عشر سنوات عندما كنت في الخامسة عشر من عمري كنت مبرمج كمبيوتر للمواقع وطلب مني أن أعد موقع مركز البحرين لحقوق الإنسان. قبل نشر المواد على موقع المركز كان علي قراءتها وهكذا تعلمت أمورًا عن الوضع وأصبحت مهتما بالوضع في البحرين. ذهبت إلى اليمن لحضور تدريب في مجال حقوق الإنسان والآليات الأساسية. وفي عام 2004، عندما اعتقل رئيس مركز البحرين عبد الهادي الخواجة وتم حل المنظمة بدأت تشغيل جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان دون الحصول على إذن ولكني قبلت كل المسؤولية القانونية. وفي عام 2007، اتهمت بتشغيل نشاط غير قانوني ولكن استمررت في عملي على أي حال. استمرّت هذه الإجراءات حتى عام 2009 عندما تم تغريمي بمبلغ 1,500 دولار أمريكي في حزيران/يونيو 2010. معظم منظمات حقوق الإنسان تعرفني وأنا أركز على استراتيجيات غير عنيفة وبرامج الشباب.

ما زلت رئيس جمعية شباب البحرين وأعمل أيضا على الأمن الرقمي. أدرب مدافعين آخرين عن حقوق الإنسان حول كيفية حماية الاتصالات الرقمية مثل تويتر، والمواقع، والمدونات، وغيرها، ومع منظمات أخرى في المنطقة. تدربت مع الخط الأمامي [مدافعو الخط الامامي، وهي منظمة غير حكومية في إيرلندا]، والآن أعمل بصفة مستقلة مع منظمات محلية مختلفة في لبنان، والكويت، واليمن، ومصر.
كيف تنظر إلى الوضع في البحرين؟

كنّا نأمُل في أعقاب تقرير بسيوني أن تحترم حكومة البحرين حقوق الإنسان، ولكنهم بدلًا من ذلك زادوا انتهاكات حقوق الإنسان، والاعتقالات وتعذيب المتظاهرين. ووضع المصابين أسوأ، فالجرحى لا يمكنهم الذهاب إلى المستشفيات العامة أو الخاصة خوفًا من أن تتعقبهم السلطات وتعتقلهم. السلطات لا تحترم التوصيات المقترحة في تقرير بسيوني.

ماذا تريد؟

ملكية دستورية، ومساواة، وعدم التمييز ضد الشيعة في القطاع العسكري، وأن نكون قادرين على انتخاب رئيس وزرائنا مقارنة مع رئيس الوزراء غير المنتخب الذي ما زال في منصبه منذ أكثر من 40 عاما، ومكافحة الفساد والتمييز. مطالب الناس هي التغيير لأن الانتهاكات المتصاعدة تدعو الآن لتغيير النظام.

المدافعون عن حقوق الإنسان لا يدعمون المتظاهرين أو الحكومة ولكنهم يدعون إلى احترام حقوق الإنسان كهدف أساسيّ. سياساتهم قاسية خاصة مع سجن عبد الهادي الخواجة [ مدافع آخر رائد في مجال حقوق الإنسان ] ونبيل رجب.

ما هي المخاطر التي تراها في حياتك اليومية؟

- الدعاية الحكومية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان واعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان وتحول وسائل الإعلام ضدنا؛ واتهامنا باقامة علاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل لدعم سياساتهما في الشرق الأوسط كأسلوب لتشويه عملنا؛ الدعاية تؤثر على عملنا مع القوى المؤيدة للديمقراطية والتي تنشر على تويتر.

- محاولة الحكومة التأثير على سمعة المدافعين عن حقوق الإنسان بنشرالشائعات عن إقامة علاقات جنسية للنيل من أعمالهم وخاصة بالنسبة للنساء = "حملات التشهير".

- الأسرة : السلطات لا تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان فقط بل وتستهدف أسرهم أيضا، فزوجتي يتم استهدافها أيضًا. يهاجمونك، ويهاجمون سمعتك وعائلتك.

ما هو اليوم العادي في حياة محمد المسقطي؟

أستيقظ عادة عند الساعة الرابعة صباحًا وأبدأ بالتغريدات حوالي الساعة 8:00 أو 9:00 صباحا. بعد ذلك أتابع عمل الجماعة في جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان وأطلب منهم أن يرسلوا إليَّ التقارير اليومية عن الأعمال المنجزة. لديّ فريق طبي لمساعدة الجرحى، ولديّ منهم تقارير عن أحدث الإصابات وكيفية حدوثها وما إلى ذلك. أتصل بالمحامين الذين هم جزء من جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان وأسألهم ماذا يفعلون. أتحدث إلى فريق الرصد، وأنا مسؤول عن مراجعة وإعداد تقارير حول البيانات حتى فترة بعد الظهر.

كل ليلة أحاول حضور بعض الاحتجاجات أو الخطابات التي عادة ما تكون في قرى متنوعة. أحاول تثقيف الناس حول حقوق الإنسان وعمل المدافعين عن حقوق الإنسان وأنه يجب عليهم أن يحافظوا على سلميتها. أقوم بزيارة القرى من حوالي الساعة 5:00 حتى 10:00 مساءً. ألتقي بمختلف الناس لمناقشة الوضع الحالي في البحرين. معظم الاحتجاجات التي حضرتها تم الهجوم عليها. نحن دائما نحاول الحفاظ على سلمية الاحتجاجات. الخطر الأكبر هو من الشرطة المدنية التي تأخذ الصور ومقاطع الفيديو من خطاباتي ويعطون الأوامر لمنسوبي الشرطة الآخرين لتتبع أنشطتي. لا تؤثر عليّ ولكن أنا قلق بشأن النساء والأطفال الذين يشاركون في الاحتجاجات. أقول دائما لمنظمي الاحتجاجات أن تكون لديهم خطة احتياطية لمساعدة كبار السن والنساء والأطفال ليقدروا على الهرب أولا من أجل حمايتهم، وإخراجهم مباشرة قبل وصول قوات الأمن إلى المكان.



22 آب/أغسطس 2012



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus