هذه المعلمة وأمثالها هم من يستحقون التصفيق
2019-11-11 - 11:25 ص
مرآة البحرين (خاص): التصفيق في اللغة ضرب الأكف ببعضها، أما الصفاقة فهي الوقاحة. والحالات التي تستحق التصفيق في البلد قليلة جدا، وإذا ما ترك الإنسان لفطرته فإنه لن يصفق إلا في المواقف الحماسية والرائعة.
لم تجد وكيلة التربية للأنشطة الطلابية شيخة الجيب ما يستحق التصفيق في مهرجان (البحرين أولا) قبل أن يعطيها الوزير ماجد النعيمي أمرا بالتصفيق في موقف أصبح محل تندّر البحرينيين من المحرق حتى الرفاع.
أحد الفيديوهات التي انتشرت على السوشيال ميديا حملت تعليقا مضحكا لكنه أكثر التعليقات عمقا حيث حمل في طيّاته مأساة قطاع التعليم لنحو 17 سنة: "تصفّق على ماذا... على طياحة حظك؟"
نعم، على ماذا نصفق؟ على تدمير مستقبل مئات المتفوقين عبر حرمانهم من البعثات الدراسية المستحقة لأسباب طائفية وقبلية أم على عدم معادلة شهادة عشرات الأطباء الذين دفعت عوائلهم من قوت يومهم لتدريسهم في الخارج؟
هل نصفق على انحدار مستويات الجودة في المدارس الحكومية أم نصفق على دفع نحو 30 ألف طالب بحريني للاتجاه للمدارس الخاصة بعد فشل المدارس الحكومية في توفير تعليم أساسي يحظى بقبول البحرينيين؟
على ماذا نصفق؟ على احتلال جامعة البحرين من قبل أجانب لا ينجحون في التقييم الأكاديمي والطلابي؟ نصفق على تهميش الكوادر البحرينية في الجامعة أم غياب خطط التدريب وإعطاء الفرص للبحرينيين لمواصلة دراساتهم؟
نصفق على غياب بيئات التعلم المحفزة بينما تفشل الوزارة سنويا في تنفيذ مشروعاتها المقرة في الميزانية العامة. نصفق على تهالك المباني المدرسية في وقت لم تنفذ فيه الوزارة حتى 50% من ميزانية المشروعات.
نصفق على 17 سنة من إدارتك للتعليم يزيد فيها أعداد الطلاب في الفصول حتى بات يتكدّس 40 طالبا في الفصل الواحد. ونصفق على وجود أكثر من 17 ألف أجنبي في مدارسنا الحكومية بينما البحرينيون ينفقون من جيوبهم على المدارس الخاصة.
نصفق على تقاعد آلاف المعلمين وإفراغ المدارس من الكفاءات البحرينية. لا تقل كان تقاعدا اختياريا، فلقد كان تقاعد إجباريا. نعم، لقد أجبر هؤلاء على التضحية بوظائفهم هربا منك ومن سوء إدارتك العسكرية للوزارة.
كانت صفاقة منك أن تتصرف مع وكيلة الوزارة بهذه الطريقة، لكن الصفاقة الأكبر هي ممن كان يجلس أمامك، وأن يبقي عليك وزيرا للتربية والتعليم 17 عاما رغم الكوارث التي تسببت بها في أهم القطاعات.
أتعلم من يستحق التصفيق، ذلك المدرس الذي يضحّي بصحته اليوم من أجل تعويض النقص في المدارس. يمكنك أن تتصل الآن بمدرسة سترة الإعدادية للبنات وتستفسر عن معلمة اسمها صدّيقة السيد صالح، وكيف قاومت آلام جلطة في الدماغ من أجل استكمال تدريس طالباتها.
صدّيقة ومثلها مئات المعلمين البحرينيين في كل مكان اليوم ممن يدفعون بكل إخلاص الثمن الباهظ لكوارثك هم من يستحقون التصفيق، أما أنت فربما تستحق (صفقة).
- 2024-11-30 “احتراز أمني”.. ذريعة السلطات البحرينية لاستهداف المفرج عنهم بالعفو الملكي
- 2024-11-29رسول الجشي.. المشكوك في كونه بعثياً
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟